بعد الكشف عن ديانة منفذ اعتداء تولوز بدأ المسلمون في فرنسا يطالبون بضرورة التفريق بين الإسلام والتطرف.

باريس: ما ان اعلنت مصادر رسمية ان المشتبه في ارتكابه جرائم القتل في تولوز ومونتوبان، قال انه جهادي ينتمي الى تنظيم القاعدة حتى حذر مسؤولو مسلمي فرنسا من مغبة الخلط بين تلك التصرفات والاسلام الذي يعتبر ثاني ديانة في فرنسا.

الشرطة الفرنسية كثفت من حمايتها للاماكن الهامة عقب الحادث

واعلن محمد موسوي رئيس مجلس مسلمي فرنسا ان quot;تلك التصرفات متناقضة تماما مع اسس دينناquot; مؤكدا ان quot;مسلمي فرنسا مصدومون من تبنيه الانتماء الى هذا الدينquot;.

وحذر عميد مسجد باريس دليل ابو بكر، احد اكبر المراجع الاسلامية في فرنسا، الاربعاء من quot;الخلطquot; بين الاسلام وهجمات تولوز (جنوب غرب) التي يشتبه في ان رجلا قال انه جهادي متورط فيها.

وردا على سؤال قناة اي.تيلي قال دليل ابو بكر quot;لا تخلطوا بين الاسلام وهو في 99% دين سلمي ودين مواطنة ومسؤولية غير عنيف ومندمج تماما في بلادنا، وتلك الفئات الصغيرة جدا المصممة على ارتكاب شر شنيعquot;.

واضاف عميد مسجد باريس quot;سنبذل كل ما في وسعنا كي لا تلطخ تاويلات مغرضة وانحرافات وخلط كما يقال، مجموعتنا الاسلامية في فرنسا التي اثبتت في اكثر من مرة ولاءها الى مؤسساتنا ومواطنتنا والى السلام والتسامحquot;.

وقد استقبل الرئيس نيكولا ساركوزي صباح الاربعاء موسوي برفقة مسؤول مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا ريشار براسكييه.

وصرح براسكييه ان quot;قدومنا معاquot; يدل على quot;شيء اساسي: وهو ان الخلط بين ذلك الشخص والتيار الاسلامي الجهادي القاعدي الذي يمثله واسلام فرنسا الذي هو دين مثل كل الاديان، غير وارد قطعاquot; مؤكدا ان quot;من بين اعداء ذلك الرجل هناك تحديدا مسلمو فرنساquot;.

وقد استقبل الرئيس الثلاثاء المسؤولين اللذين دعيا الى مسيرة صامتة الاحد في باريس تحت شعار واحد هو quot;لا لمعاداة السامية ولا للعنصريةquot;.

وافاد مصدر قريب من التحقيق ان المشتبه فيه الذي تحاصره الشرطة في منزل في تولوز فرنسي من اصل جزائري في الرابعة والعشرين يدعى محمد مراح.

واعلن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان في تولوز انه quot;اقام في افغانستان وباكستان .. وهو على ارتباط باشخاص ينتمون الى التيار السلفي الجهاديquot; مؤكدا quot;قال انه جهادي ينتمي الى القاعدةquot; يريد الثار للاطفال الفلسطينيين والانتقام من الجيش الفرنسيquot;.

وخلافا للردود الدينية والسياسية الاولى قالت مرشحة الجبهة الوطنية (اقصى اليمين) مارين لوبن ان quot;خطر التطرف الاسلامي لم يؤخذ على محمل الجدquot; في فرنسا وان لا بد من quot;محاربتهquot;.

واضافت ان quot;مجموعات سياسية دينية تتنامي وسط بعض التهاون ويجب الان شن حرب على المجموعات السياسية الدينية المتطرفة التي تقتل ابناءنا المسيحيين وفتياننا المسيحيين وشبابنا المسلم واطفالنا اليهود قبل يومينquot;.

وقبل ذلك كانت مرشحة الجبهة الوطنية تلزم الصمت منذ عملية اطلاق النار الاثنين لا سيما ان البعض، مثل الوسطي فرانسوا بايرو ومرشح جبهة اليسار جان لوك ميلنشون اتهماها بتاجيج اجواء عدم التسامح في فرنسا.

وقالت مارين لوبن ان quot;كل من يحاول استغلال هذه الاغتيالات سياسيا مجرد من الاهليةquot; مشيرة الى المرشحين المذكورين الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 نيسان/ابريل والسادس من ايار/مايو.

وذلك لان قبل التعرف على هوية المشتبه فيه الاساسي كانت احدى الفرضيات الاكثر احتمالا تشير الى جرائم عنصرية معادية للسامية قد يكون ارتكبها احد انصار اليمين المتطرف.

ولم تشهد فرنسا اعتداءات اسلاميين منذ تلك التي وقعت في 1995 بينما قدرت اجهزة الاستخبارات الغربية مؤخرا ببضعة عشرات عدد اولئك الجهاديين العائدين من المناطق المضطربة في باكستان وافغانستان وبعضهم الى فرنسا. ولطالما اعتبر احتمال قيامهم بعمليات انه اكبر خطر ارهابي.

ووصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء بعد الظهر الى ثكنة بيرينيون في تولوز القريبة من المبنى الذي يتحصن فيه المشتبه به في هجمات مونتوبان وتولوز، بحسب مراسل فرانس برس.

وسيلتقي ساركوزي بعناصر الشرطة المسؤولين عن العملية وممثلين عن الطوائف. واشار برنامجه الرسمي الى انه زار سابقا مستشفى رانغوي في تولوز حيث يعالج مظلي وتلميذ في المدرسة اليهودية اصيبا بجروج خطيرة في الهجمات التي نفذت على دراجة نارية.

وينتقل لاحقا الى مونتوبان للمشاركة في مراسم دفن العسكريين الثلاثة الذين قتلوا في 11 و15 اذار/مارس.