قصر الفاو في بغداد مقر للقمة العربية

انتهى في بغداد اليوم اجتماع وزراء المال والإقتصاد العرب بتبني ثلاث استراتيجيات تتعلق بالأمن المائي وتنشيط السياحة العربية ومواجهة مخاطر الكوارث واعتماد إعلان مراكش لحقوق الطفل حيث شارك في الاجتماع ستة وزراء ومثل بقية الدول العربية مساعدون للوزراء.. فيما أكّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أهمية تطوير الإقتصاد العربي من خلال منظومة يشترك فيها الجميع في إطار الجامعة العربية وأن يكون العراق أساساً لذلك.


بعد جلستين علنية وسرية في اليوم الأول من أعمال القمة العربية في بغداد، فقد اختتم وزراء المال والاقتصاد العرب اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالاعلان عن تبني ثلاث استراتيجيات للحد من مخاطر الكوارث بالتنسيق مع المنظمات العربية المختصة واستراتيجية الأمن المائي لمواجهة متطلبات التنمية العربية واستراتيجية تنشيط وتوسيع السياحة العربية وآليات تنفيذها.

وصدر عن الاجتماع بيان أشار الى أن وزراء المال والاقتصاد العرب اعتمدوا الاستراتيجية السياحية العربية واليات تنفيذها داعين المجلس الوزاري العربي للسياحة الى اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية السياحية العربية وآليات تنفيذها ومتابعة عمليات التنفيذ.. وكذلك استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في المنطقة العربية.

ودعا المجلس الوزاري العربي للمياه إلى اتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة بالتنسيق والتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة وكذلك مع المنظمات العربية المعنية وصناديق التمويل والجهات المانحة مع الاخذ في الاعتبار النظم التقليدية للمياه.

وحول الاستراتيجية العربية التي قرر الوزراء اعتمادها للحد من مخاطر الكوارث وطالبوا مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة باتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من الكوارث بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية المعنية.

وفي ما يتعلق بمتابعة تنفيذ اعمال القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية في دورتها الاولى التي عقدت في الكويت عام 2009 ودورتها الثانية في شرم الشيخ 2011 والاعداد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة العام المقبل 2013 قرر المجلس الاحاطة علماً بالاجراءات التي اتخذتها الدول العربية والامانة العامة لجامعة الدول العربية والمجالس الوزارية العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك لمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمم العربية التنموية في دورتيها السابقتين ودعوتها للاستمرار في ذلك والاحاطة علماً بالاجراءات التي تم اتخاذها بشأن الاعداد للقمة العربية الاقتصادية في دورتها الثالثة في الرياض في كانون الثاني 2013.

وفي ما يخص التحضير للمؤتمر العربي حول تنفيذ الاهداف التنموية للعام الحالي قرر الوزراء التأكيد على اهمية انعقاد المؤتمر العربي حول تنفيذ الاهداف التنموية للالفية وتصوراً للتحرك المطلوب حتى عام 2015 وما بعدها تمهيداً لعرضه على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة في الرياض 2013 وعلى المؤتمر العام رفيع المستوى للجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول العام المقبل.
وقرر الوزراء اعتماد اعلان المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل (مراكش 2012) كمنهاج عمل تلتزم به الدول الاعضاء خلال السنوات الخمس المقبلة للارتقاء بأوضاع الطفولة في المنطقة العربية.

المالكي يدعو إلى عمل جماعي لتطوير الاقتصاد العربي

وقد قام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالحضور الى فندق عشتار في وسط العاصمة العراقية الذي شهد انعقاد اجتماع وزراء المال والتجارة والإقتصاد حيث التقى عددا من الوفود وبحث معها قضايا التعاون العربي المشترك.

وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال الإجتماع quot;نتطلع إلى قمة بغداد بأن تكون مفعمة بالعطاءات ومواجهة التحديات التي تعترض طريق بلداننا وأن تخرج بكل ما يعزز العلاقات بين البلدان العربية في جميع المجالات ، وبضمنها ما يخص الإقتصادquot;. وأكد أهمية تطوير الإقتصاد العربي من خلال منظومة يشترك فيها الجميع في إطار الجامعة العربية وأن يكون العراق أساساً لذلكquot;.

وأضاف المالكي quot;ان الوضع العربي يحتاج إلى وقفة تضامنية للنهوض باقتصاده كما هو معمول به في العالم ونحن على ثقة تامة بأن الدول العربية قادرة على تحقيق هذا الهدف عن طريق التعاون المشترك والإستفادة من الثرواتquot;. وقال quot;نتمنى أن يحقق هذا الإجتماع كل ما يخدم الإقتصاد العربي ، وأن يخرج بآليات يتم من خلالها تكامل الإقتصاديات العربيةquot;.

وأضاف المالكي quot; ان العراق اليوم يعمل على النهوض باقتصاده وإعادة بنيته التحتية في جميع المجالات ومن منطلق التعاون مع الأشقاء جميعاً ، ندعو الشركات العربية كافة للمشاركة في عملية البناء والإعمار والإستفادة من الفرص الإستثمارية المتوفرة في العراق في مختلف المجالاتquot;. واوضح قائلا quot;ما نفكر به ونطمح إليه في هذه القمة أن يكون هناك تعاون بين حكوماتنا وشعوبنا على جميع المستويات ومن بينها المجالات الشبابية والرياضية والثقافية والنسوية وغيرهاquot;.

إنطلاق أعمال القمة ودعوات لمكافحة الفقر والبطالة وتهميش الشباب

وفي وقت سابق اليوم، انطلقت في بغداد أعمال القمة العربية الثالثة والعشرين باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المال والاقتصاد لبحث استراتيجيات الأمن الغذائي والسياحة العربية ومواجهة خطر الكوارث حيث وجهت دعوات ملحة لمواجهة البطالة والفقر وآثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاديات العربية والعمل على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في الربط الكهربائي والسككي وتحقيق الأمن الغذائي.

وفي بداية الاجتماع، دعا وزير الاقتصاد الليبي الذي تترأس بلاده القمة منذ عامين الى ضرورة العمل من اجل دعم المؤسسات العربية الاقتصادية الهادفة لتطوير العمل العربي المشترك في هذا المجال. ثم سلم رئاسة الاجتماع الى وزير التجارة العراقي خير الله حسن بابكر الذي أكد انه سيتم خلال هذا الاجتماع بناء قاعدة اقتصادية للتنمية العربية في وقت يشهد فيه الوطن العربي تطورات سياسية واقتصادية متسارعة.

وشدد على أهمية منح الاهتمام للعلاقات الاقتصادية العربية والعمل على زيادة التبادل التجاري ومواجهة الازمات الاقتصادية والاثار السلبية للازمة المالية العالمية على الاقتصاديات العربية من خلال عمل عربي مشترك.

وأضاف بابكر أن الاجتماع سيبحث اليوم ثلاث استراتيجيات مهمة تتعلق بالسياحة العربية بهدف رسم سياسة تنافسية للنشاط السياحي العربي.. والأمن المائي العربي لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة.. ثم الاستراتيجية العربية للحد من اثار الكوارث على الاقتصاد العربي.

اما الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فقد أشار إلى أنّ مؤتمر اليوم ينعقد في ظروف حاسمة تمر بها المنطقة العربية تتطلب عملا عربيا مشتركا لمواجهة تحديات ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانتشار مظاهر الإقصاء والتهميش وخاصة في قطاعات الشباب والنساء. وشدد على ضرورة العمل من اجل تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي أقرتها القمم السابقة في مجالات تحقيق الأمن الغذائي والربط الكهربائي والسككي بين الدول العربية.

وأضاف العربي ان الاجتماع مطالب بالعمل لتذليل الصعوبات التي تواجه تحقيق هذه المشاريع في جانبيها المالي والفني وكذلك وضع اسس عمل هادفة الى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين العرب ومساهمة النساء والشباب والقطاع الخاص في عمليات التنمية الشاملة.

وبحث الوزراء ثلاث استراتيجيات مهمة هي: استراتيجية السياحة العربية وآليات تنفيذها واستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة الى جانب الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث. كما ستتم متابعة اعمال القمة العربية التنموية في الكويت عام 2009 وفي شرم الشيخ 2011 وكذلك الاعداد للقمة اللاحقة في الرياض عام 2013. كما ينتظر ان يثير العراق مشكلة ديونه الضخمة للكويت وإمكانية اعفائه منها وبناء ميناء الفاو الكبير.

يذكر ان الملف الاقتصادي والاجتماعي يشكل أحد محاور القمم العربية حيث وصل التعاون الاقتصادي العربي الى مرحلة متقدمة من خلال إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي سيتم استكمالها بالانتقال الى مرحلة الاتحاد الجمركي عام 2015 وهو ما يشكل خطوة منطقية لاستكمال تحرير باقي السلع العربية من الرسوم.

وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي من إعداد الصيغة المقترحة لاعلان بغداد الذي سيصدر عن القمة ويتضمن النتائج التي توصل اليها والتي سيناقشها وزراء الخارجية العرب غدا الاربعاء لوضعها في صيغتها النهائية التي ستعرض على القادة في قمتهم المنعقدة الخميس المقبل. وتتعلق هذه النتائج بالموضوعات التي سيبحثها القادة في ما يخص دعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف وملف الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.

كما سيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الازمة السورية وكيفية إبعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية إضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بيانا يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه quot;إعلان بغدادquot;. ويتضمن جدول اعمال القمة 10 بنود هي:

أولا: تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانيا: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثا: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضا الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمها.
رابعا: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامسا: الوضع في الصومال.
سادسا: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعا: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثامنا: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعا: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة.

عاشرا: مكان وموعد الدورة العادية ال24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل.

وهذه هي القمة العربية الثالثة التي يحتضنها العراق حيث سبق له وأن استضافها لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.