تستهل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعمالها اليوم السبت بعقد اجتماع مغلق مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي وصل العاصمة السعودية مساء أمس يليه اجتماع ثلاثي يضم الوزيرين إضافة إلى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على أن يعقبه في الثانية عشر والنصف ظهرا بدء الاجتماع الوزاري الأول بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والوزيرة كلينتون وذلك بمقر الأمانة العامة بمدينة الرياض بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني يليه مؤتمر صحفي للأمير سعود والوزيرة كلينتون قبيل مغادرة الأخيرة إلى تركيا.
ومن المقرر أن تبحث كلينتون التي قضت ليلة البارحة في مقر السفارة الأميركية في الحي الديبلوماسي في الرياض مع نظرائها الخليجيين في مسار تطور الوضع على الساحة السورية وسبل زيادة الضغط على النظام السوري لوقف القمع الدموي ورؤية واشنطن تجاه التطورات المستقبلية في سوريا وكيفية التعاطي معها مع استعراض اجندة مؤتمرquot;أصدقاء سورياquot; الذي يتوقع أن تشارك فيه 71 دولة ويعقد غدا الأحد في اسطنبول من أجل تحديد إجراءات تضمن عدم تراجع دمشق عن الالتزام بخطة أنان التي وافق عليها الرئيس السوري بشار الأسد مع ملاحظات حولها إضافة إلى بحث الموقف من الملف النووي الإيراني .
وحذر الأمير سعود الفيصل أمس من التدخل الإيراني بسوريا ومن النتائج الكارثية لأي هجوم إسرائيلي غير محسوب ضد إيران.
وتلقي السعودية باللائمة على إيران في تدريب quot;المتطرفين الإسلاميينquot; وفي إثارة الطائفية شرقي المملكة وفي اليمن والبحرين وفي دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواصل سفك دماء الشعب.
وفي مقابلة مع صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; قال الوزير الفيصل إن التدخل الإيراني في سوريا يشكل أمرا خطيرا جداquot;.
وقال الفيصل إن بلاده تحث المجتمع الدولي على ضرورة تسليح الثوار السوريين،وإنه من حق الشعب الثائر الذي يتعرض للقتل الدفاع عن نفسه، وإن من شأن تسليح الثوار ردع النظام الذي قتل أكثر من تسعة آلاف إنسان من أبناء الشعب السوري،ولكنه نفى أن تكون السعودية أرسلت أسلحة إلى الثوار السوريين عبر الأردن.
وجاءت تصريحاته في لقاء موسع مع الصحيفة عشية زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمنطقة.
وانتقد الفيصل الصين وروسيا اللتين استخدمتا الفيتو قائلا quot;لا نفهم ما هي الأهداف التي تريدان تحقيقهماquot;مضيفا إن quot;كان الاستقرار هو ما تهدفان إليه فبالتأكيد لن يتم تحقيق الاستقرار من خلال حمام الدم هذا،وان كانت لحماية مصالحهما فانهما تخسران الرأي العام في المنطقةquot;وأكد الفيصل انه على الرغم من الدور الإيراني الخطير وتحالفاتها مع دول عربية إلا أن هذه الدول تظل عربية وصلتها مع إطارها العربي أقوى quot;سورية والعراق دولتان عربيتان ومهما حدث ستعودان للحضن العربي ولن تتوجها نحو إيرانquot;..
ومن المعروف أن السعودية تقود الجهود باقتراح يدعو إلى إنشاء مناطق آمنة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا حيث سيتم من خلالها نقل المواد الإنسانية للمتضررين من الحرب وتوفير مناطق آمنة للمقاتلين للتدرب واستقبال الفارين من الجيش.ومع أن السعوديين لا يختلفون مع التقييمات المتشككة من طبيعة المقاتلين وقدراتهم إلا انهم يرون أن إقامة أماكن آمنة سيساعدهم على توحيد فصائلهم.
يشار إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بحث أمس الجمعة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الرياض التطورات الإقليمية والدولية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية دون مزيد من التفاصيل أن المحادثات شملت quot;مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدوليةquot;.كما أجرت الوزيرة الأميركية محادثات مماثلة مع الأمير سعود الفيصل
وقالت المصادر أن كلينتون جددت للمسؤولين السعوديين استمرار موقفها الرافض لامتلاك إيران أسلحة نووية من شأنها تهديد أمن منطقة الخليج والتزامها بأمن دول مجلس التعاون الخليجي .
وقال الأمين العام لمجلس التعاون أن منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي الأميركي يأتي في إطار قرار قادة دول المجلس بتعزيز العلاقات الثنائية بين دول المجلس والدول الصديقة والتكتلات الاقتصادية العالمية ومد جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم.
وقالquot;إن المنتدى سوف يبحث مجمل علاقات التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية إضافة إلى الأوضاع السياسية في المنطقة، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك quot;.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن منظومة الدفاع الصاروخي ستكون من بين الموضوعات التي ستناقشها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع دول التعاون الخليجي والمجموعة الأميركية للتعاون الأمني خلال زيارتها
وقالت نولاندquot;نأمل أن نبني هذه المجموعة معا حتى نتمكن من بذل المزيد من الجهد لإجراء اتصالات فيما بينها وتعزيز الكفاءات وإنشاء برامج دعم متبادل والدفاع الصاروخي كان من بين القضايا التي تحدثنا عنها وعلينا التعاون في مجال الدفاع الصاروخي مع البعض من هذه البلدان ونجعلها أكثر فعالية في سياق إقليميquot;
ولم تحدد نولاند ما إذا كان الدفاع الصاروخي يأتي رداً على التهديدات الإيرانية المحتملة مشيرة إلى أن هذا النظام هو إجراء أمني لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية يهدف في المقام الأول إلى تعزيز السلام والأمن في المنطقة ويرمي إلى مساعدة كل هذه البلدان على العمل معاً بشكل أوثق لمكافحة التهديدات التي تتشاركها والتهديدات التي نعمل عليها مع كل واحدة منها.
وذكرت نولاند أن الولايات المتحدة لديها علاقات أمنية قوية مع جميع دول الخليج على الصعيد الثنائي مشيرة إلى أن كلينتون ستتطرق خلال محادثاتها الثنائية مع القادة السعوديين إلى جميع الملفات الأمنية والاقتصادية.
وكشفت مصادر عسكرية أميركية عن تحريك البحرية لـ 4 كاسحات ألغام إلى مياه الخليج خلال الأسابيع القليلة المقبلة بجانب إرسال quot;قاعدة عائمةquot; لتعزيز القدرات العسكرية الأميركية بالمنطقة وسط تصاعد التوتر مع إيران.
ومن المقرر أن تغادر الكاسحاتquot;يو إس إس سنتشريquot; وquot;يو إس إس ديفاستيترquot; وquot;يو إس إس بايونيرquot;وquot;يو إس إس ووريرquot;الولايات المتحدة أواخر أبريل المقبل.
ويأتي إرسال المزيد من العتاد الحربي لمنطقة الخليج في سياق جهود قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جيمس ماتيس لتعزيز التواجد العسكري الأميركي في المنطقة بوجه التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق quot;هرمزquot;.
وتعتقد الولايات المتحدة أن إيران ستعمل على إغلاق الممر المائي الإستراتيجي بتلغيم مياهه لشل حركة السفن التجارية والحربية وتحديداً باستخدام ألغام تزرع بقاع البحر يصعب رصدها.
وتوشك البحرية الأميركية على الإنتهاء من تجهيزquot;السفينة الحربية quot;يو إس إس بونسquot; كقاعدة عسكرية عائمة سيجري إرسالها للمنطقة خلال الشهور القليلة القادمة بعيد تجهيزها بطواقم عسكرية ومدنية.وستعمل quot;القاعدة العائمةquot; كمنصة لإعادة التزود بالوقود وتوفير الإمداد وصيانة كاسحات الألغام والطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في المنطقة.
التعليقات