رأى خبير عسكري أن إقامة درع صاروخي خليجي لن تستغرق وقتًا في ربطها وفق منظومة دفاعية، منتقدًا التأخر في دراستها أو حتى إقرارها، داعيًا إلى استغلال إعلان مشروع إقامة الدرع الصاروخي في إقناع المعسكر الشرقي بحلول عاجلة في سوريا، مستبعدًا التكامل مع الدرع الإسرائيلي حتى وإن اتفقت الدول على عدو مشترك.


كلينتون تبحث في السعودية إقامة laquo;درع صاروخي خليجيraquo;

عبدالله آل هيضه من الرياض: في مباحثات خليجية - أميركية مشتركة، كان الجميع يتوقع أن تكون الأحداث في سوريا هي لبّ وقشرة المباحثات في ظل أزمة فقدان الثقة من الشعب السوري باتجاه المجتمع الدولي المستمر في معاركه الكلامية في اتخاذ القرارات لوقف نزيف الدم المستمر.

هيلاري كلينتون وصلت إلى الرياض في زيارة ليومين، استبقت خروج العاهل السعودي إلى روضة خريم؛ حيث المشتى quot;السياسيquot; المفضل للملك عبدالله، وأجرت مباحثات معه حول الوضع في سوريا، بحضور كبار قادة الحكومة السعودية، باستثناء ولي العهد الأمير نايف، الذي يقضي فترة نقاهة في الجزائر.

كلينتون وكأنها رمت بكل ما تود أن تقوله حيال سوريا في جُمعة الاستقبال، في ظل إصرار رسمي سعودي على تسليح المعارضين؛ جاءت هيلاري مسوقة لمشروع أميركي حول إنشاء quot;درع صاروخيquot; لمنطقة الخليج، فرح الخليجيون به، معلنين عن تشكيل لجان أمنية لدراسة إنشاء هذا المشروع الذي سيوقظ الكثير، خاصة في المعسكرين الصيني والروسي.

وفي ظل التأزم الإقليمي، ومع ازدياد حدة نيران الهجمات quot;الكلاميةquot;، وكذلك نشاط خلايا ترتبط بالنظام الإيراني، تضرر منها عدد من المدن الخليجية، رحّب الخليجيون عبر وزراء خارجيتهم بمبدئية المشروع، الذي سيكفل حلاً دفاعيًا ضد أخطار تحيط بالمنظومة التعاونية. وإن كان طموح التعاون يرسم لـquot;الاتحادquot; طريقًا، يظل الهاجس الدفاعي لوحدتهم هو الأهم.

المستشار العسكري السابق العميد الدكتور فؤاد مختار يقول في حديث لـquot;إيلافquot; إن الدرع الصاروخي الأميركي ليس فكرة وليدة اليوم، بل سبق وأن تم طرحها في أكثر من مناسبة، خاصة بعد حرب الخليج الثانية عام 1990 بينما كان التأجيل من قبل قادة الدفاع الخليجيين.

العميد مختار امتدح قبول الخليجيين بدراسة أمنية للمشروع الأميركي لإقامة الدرع الصاروخي، الذي سيشكل بعدًا دفاعيًا لمنطقة الخليج، وquot;يزيد مساحة الثقة في وقوف الأميركيينquot; بعدما شهدت مع أحداث البحرين في شباط/ فبراير من العام الماضي تأرجحًا في قبول الموقف الأميركي الذي انتقد تدخل قوات درع الجزيرة الخليجية.

وأفاد الخبير مختار أن المهمة المقبلة تكمن فقط في ربط الأنظمة الصاروخية الموجودة في دول مجلس التعاون لتكون بمثابة أساس إنشاء المنظومة، معتبرًا أن تطور الأنظمة الدفاعية في الدول الست، والمتمثلة في الصواريخ المضادة للصواريخ بعيدة المدى، سيسهّل جمعها في درع مشترك يكفل الحماية في حالة الهجوم.

استراتيجيًا، رأى مختار أن قرار إنشاء الدرع الخليجي تأخر كثيرًا؛ وأن الأولى الموافقة على العروض الأميركية بشأن ذلك بعد حرب الخليج الثانية، مفيدًا أن الأحداث الحالية ستجعل الندم أكبر من حالة التصفيق للمنظومة الدفاعية لدى مهاجمة إيران، التي لأجلها أعاد الخليجيون التفكير، أو انتفاضة لسوريا جراء أي تدخل عسكري أو تسليح لحركات المقاومة، ستكون تبعاتها وخيمة.

وعن منظومة الدفاع الخليجية وهل ستكون رابطًا مع الدرع الصاروخي الأميركي لإسرائيل؛ قال إن ذلك سيكون محور الممانعة في اللجنة الأمنية التي شكلها منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي - الأميركي، ورغم أن العدو مشترك وفق حديثه؛ إلا أن الخليجيين لن يكون لهم أي تواجد في علاقات دفاعية أو أمنية، من الممكن أن تفضي إلى تطبيع ترفضه غالبية دول المجلس.

ورأى أن في توقيت quot;إعلانquot; إنشاء الدرع ربما يكون فرصة لفتح الحوار مع quot;المعسكر الشرقيquot;، الذي تتزعمانه موسكو وبكين، وأن يجيّر المصلحة العربية التي تسير وفق الرؤية الخليجية نحو حل في سوريا، ربما يكون مجلس الأمن الدولي هو مكانه، معللاً ذلك بأن للدرع الخليجي اهتزازات تصل إلى الجوار وحلفائه.

قرار المنتدى الاستراتيجي الأول بين الخليج وأميركا ليس غريبًا في رؤية محللين غربيين، وكان محل ترحيب على مستوى الخليج، ويرونه يشفع بقوة على أن تكون دول الخليج قادرة على مواجهة الظروف الحالية وحروب التهديدات المنطلقة من الأفواه الشرقية لضفة الخليج، مع تحسب كبير للبحرية الأميركية المتمركزة بالقرب من مضيق هرمز، وهو أساس المعادلة الحربية بين إيران والمجتمع الدولي.

واختتم المنتدى، الذي استضافت فعالياته العاصمة الرياض، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي بحضور وزراء خارجية دول المجلس ووزيرة الخارجية الأميركية على الاتفاق على تكوين لجنة أمنية مشتركة مع واشنطن لدراسة إنشاء درع صاروخية لحماية دول المنطقة الخليجية، حيث أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن quot;الموضوع يختص به رجال الأمن، وشكلت لجنة من رجال الأمن لبحث هذا الأمر quot;وفق حديثه في مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية الأميركية، التي جددت التزام واشنطن بالوقوف مع الدول الخليجية، وأن واشنطن quot;صلبةquot; في التزاماتها تجاه دول الخليج.