تحول الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح لرئاسة الجمهورية إلى ظاهرة شعبية وسياسية، وأصبح الآن الرقم الصعب بالنسبة إلى منافسيه، فالبوسترات والصور الخاصة تنتشر في شتى ميادين وشوارع مصر، وصارت مادة للتندر والنكات بين المصريين، إلى درجة أن أحدهم أطلق نكتة مفادها أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اشتكى لرجب طيب إردوغان رئيس وزراء تركيا من أنه نزل من بيته، فوجد صورة أبو إسماعيل على سيارته.


بوسترات أبو اسماعيل تنتشر في شوارع مصر

أحمد حسن من القاهرة: استطاع حازم أبو اسماعيل الحصول على 150 ألف توكيل، 45 توقيعًا لنواب البرلمان، ورافقه نحو 11 ألف من مؤيديه أثناء تقديم أوراق ترشيحه، والسؤال الذي يفرض نفسه حاليًا بين المواطنين، هو لماذا تحول حازم أبو اسماعيل إلى ظاهرة؟، ومن يقوم بتمويل حملته؟ وما فرصة نجاحه؟.

quot;إيلافquot; طرحت هذه التساؤلات على الخبراء. فقال الدكتور محمد منصور أستاذ العلوم السياسية إن الشيخ حازم أبو اسماعيل ليست لديه أية خبرة سياسية، وغير قادر على تحمّل مسؤولية منصب رئيس الجمهورية، فكل أحاديثه الإعلامية يعتمد فيها على تاريخ والده، وليس كونه محاميًا أو عمل في الاتحادات الطلابية فإن ذلك يمنحه خبرة سياسية كما يدّعي دائمًا.

مشيرًا إلى أن برنامجه خيالي غير قابل للتنفيذ، إلى جانب فتاويه التي تثير مخاوف الناس في الشارع؛ وذلك سبب تحوله إلى ظاهرة شعبية، ولكنها ظاهرة سلبية، ووسيلة لنشر النكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوك وتويترquot;. وتساءل الدكتور منصور عن مصادر تمويل حملته، والتي وصلت إلى 11 مليون جنيه. وقال: بالتأكيد وراءها تمويل خارجي.

واستبعد منصور نجاح حازم أبو اسماعيل رغم أنه يظهر وكأنه صاحب شعبية طاغية، مشيرًا إلى أن السلفيين أنفسهم مختلفون حول مساندته، إضافة إلى دخول القيادي الإخواني خيرت الشاطر حلبة المنافسة، ولن يبقى لأبي اسماعيل سوى حديث الشارع حول فتاويه فقط.

كما أكد سعد بدير أستاذ العلوم السياسية لـquot;إيلافquot; أن حازم أبو اسماعيل لم يكن في يوم من الأيام ظاهرة سياسية، بل إن الظروف السياسية والمجتمعية بعد الثورة هي التي ساعدته على تحوله إلى رجل مشهور عن طريق دعوته إلى مليونيات أو مشاركته فيها، إلى جانب أن الإعلام ساعده على هذا الانتشار، في حين أن حازم أبو اسماعيل لم يكن معروفًا بين الناس قبل الثورة إلا كداعية إسلامي، يعطي دروسًا دينية عبر إحدى القنوات الدينية فقط.

ودعا بدير إلى ضرورة البحث عن مصادر تمويل حملته الانتخابية، حيث لا يعقل كما يدّعي أنها بجهود ذاتية. أما ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشعب فقد أكد لـquot;إيلافquot; أن أبا اسماعيل أثبت خلال الأيام الماضية تمتعه بأرضية كبيرة في الشارع، ولديه حب رباني بين الصغار حتى الكبار، والنساء المحجبات، وغير المحجبات. منوهاً بأن خروج أكثر من عشرة آلاف من المواطنين أثناء تقديم أوراق ترشيحه خير دليل على تحوله إلى ظاهرة شعبية كبيرة.

واعتبر أن أبا إسماعيل لا يعتمد على السلفيين فقط لضمان نجاحه، بل إن الطبقة الصامتة تقف بجانبه، وشباب الثورة الحقيقيين، ما يؤكد أن فرص نجاحه كبيرة.

كما قال الدكتور وحيد عبد المجيد عضو مجلس الشعب لـquot;إيلافquot; :إن الشيخ حازم صلاح مرشح قوي أمام المنافسين الآخرين، ومن أكثر المرشحين شعبية الآن في الشارع، ولديه كتلة تصويتية سلفية وشعبية سوف تجعله يحصل على نتائج كبيرة، ومن المنتظر أن يكون أحد المرشحين الذين سوف يدخلون الإعادة. ولفت إلى أن إقبال الناس على اختيار النواب الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية قد يكون أحد أسباب تحول الشيخ صلاح أبو اسماعيل إلى ظاهرة شعبية.

وحسب وجهة نظر الدكتور محمد حمزة عضو ائتلاف الثورة التي أوضحها لـquot;إيلافquot;، فإن ظاهرة أبي إسماعيل ظاهرة حملت الأخوان على ترشيح الشاطر، كما دفعت المجلس العسكري إلى ترشيح أحمد شفيق، والتجهيز لدفع عمر سليمان، ولكن مشكلة أبي اسماعيل تكمن في تخوف الليبراليين من تصريحاته حول تطبيق الشريعة، ومخاوف من دخول أزمات سياسية مع دول خارجية، وتحديدًا الولايات المتحدة الأميركية. ونبه إلى أن الشيخ حازم أبو اسماعيل مرفوض من قبل القوى الليبرالية، والإخوان، والعسكري، ما سيسبب له أزمة كبيرة تعترض طريق النجاح.