باماكو: يقول ديونكوندا تراوري (70 سنة) عالم الرياضيات الذي يكاد يتولى رئاسة الدولة بالوكالة في بلد مضطرب انه quot;رجل سياسة وليس سياسياquot;.

وفي حديث مقتضب مع فرانس برس بعد ساعات من استقالة الرئيس المخلوع حمادو تمواني توري، ما يفسح المجال امام توليه الرئاسة، صرح الرجل مساء الاحد quot;انا عالم رياضيات. كنت نقابيا وسابقى كذلك قلبا وقالباquot;.

وقال الرجل الانيق صاحب اللحية الرقيقة والنظارات النحيفة quot;بالنسبة للسياسي، الغاية تبرر الواسطة لكن ليس الامر كذلك بالنسبة لرجل السياسةquot; مؤكدا انه يناضل من اجل quot;قيمquot; التضامن والعدالة.

ويراس ديونكوندا تراوري منذ 11 سنة التحالف من اجل الديموقراطية في مالي والحزب الافريقي من اجل التضامن والعدالة، وهو من الاحزاب التي ناضلت ضد نظام موسى تراوري الذي اطاح به انقلاب في 1991 بعد حكم بلا منازع دام اكثر من 22 سنة وانتفاضة قمعت بشكل دموي.

ولد ديونكوندا في 23 شباط/فبراير 1942 في كاتي قرب باماكو.

وهو متزوج واب سبعة اطفال ويتكلم عدة لغات منها الفرنسية والروسية والانكليزية والاسبانية اضافة الى اللغتين الوطنيتين البمبارا والسونينكي.

وقد خضع لتدريب عسكري لمدة ثلاث سنوات منها سنة في سلاح المظليين، وفق ما جاء في نبذته الرسمية.

ويصفه المقربون منه بانه رجل سهل المراس وفي وquot;متمسك جدا بالاجماعquot; وquot;رجل من الشعبquot; كما يقول مساعدوه.

واضاف مقرب منه ان في البرلمان الذي يراسه منذ 2007 quot;كان بابه دائما مفتوحا امام الجميعquot;، ومع quot;من لا يوافقهquot; من النواب quot;ينتهج الطريقة البرغماتية كالعلماءquot;.

حاز ديونكوندا شهادة البكالوريا سنة 1960 وواصل دراسته في الرياضيات في موسكو ثم الجزائر حيث حصل على عدة شهادات وحيث درس التعليم. وفي 1977 حصل على شهاد دكتوراه في نيس (جنوب فرنسا).

واستمر في التعليم بعد عودته الى مالي سنة 1978 لكنه اعتقل مرارا بسبب نشاطاته النقابية.

واعتبارا من 1992 تولى عدة مناصب وزارية منها العمل (1992-1993) والدفاع (1993-1994) والخارجية (1994-1997).

انتخب نائبا سنة 1997، وبعد عشر سنوات اصبح رئيس تحالف احزاب يدعم ترشيح امادو توماني توري الذي انتخب رئيسا وكان على وشك التخلي عن منصبه بعد اسابيع قليلة عندما اطاح به انقلابيون مظليون في 22 اذار/مارس.

وكان ديونكوندا مرشح التحالف من اجل الديموقراطية في مالي والحزب الافريقي من اجل التضامن والعدالة، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 نيسان/ابريل -- تدل على ذلك الملصقات التي ما زالت في شوارع باماكو --.

لكن الانقلاب وضع حدا للعملية السياسية وسرع في سقوط الشمال بين ايدي حركات تمرد الطوارق والاسلاميين المسلحين.

وبعد ان كان غائبا من البلاد خلال ايام العاصفة، عاد السبت بناء على وساطة من دول غرب افريقيا ستنصبه رئيسا لمرحلة انتقالية لم تحدد مدتها.

واكد الشاب عبد الله كامارا الذي يقول ان غير مسيس وعلى غرار ماليين اخرين لم يعرف لماذا لزم ديونكوندا الصمت عندما quot;كان البلد يحترقquot;، ان quot;ديونكوندا لم يتجرا على العودة الا بعدما بدات الامور في التسويةquot;.

واضاف انه quot;لم يتكلم لا باسمه ولا باسم الجمعية ولا باسم التحالف من اجل الديموقراطية في مالي والحزب الافريقي من اجل التضامن والعدالة، وانا اعتبر ان ذلك التصرف لا يليق برجل دولةquot;.