الخرطوم: أكد السودان عزمه استخدام كل السبل المشروعة للرد على ما وصفه بعدوان قوات جنوب السودان، والتي تقول الخرطوم إنها استولت على حقل هيجليج ، أكبر حقل نفطي سوداني.

وقد أقرت حكومة جوبا بأن قواتها تقدمت صوب الحقل، ورفض وزير اعلام دولة جنوب السودان، برنابا بنيامين، الاتهامات الموجه لبلاده قائلا إن الخرطوم بدأت بالقتال وشنت هجمات برية وجوية.

في المقابل اكد السودان ان الجنوب هاجمه في ولاية جنوب كردفان للاستيلاء على حقل هيجليج.

و أعرب الاتحاد الافريقي عن quot;قلقه العميقquot; من تصعيد المعارك بين السودان ودولة الجنوب، ودعا جوبا الى الانسحاب فورا دون شروط من منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط والتي يطالب بها البلدان.

ودعا الاتحاد الافريقي في بيان الطرفين الى ضبط النفس واحترام وحدة اراضي الدولة الاخرى.

وطالب البيان الدولتين بسحب أي قوة عسكرية موجودة على أراضي الدولة الاخرى، ووقف الغارات الجوية، ووقف quot;ايواء ودعم القوات المتمردة.

وهذا الحقل الذي تطالب به الدولتان يؤمن الحيز الاكبر من انتاج الخام السوداني منذ إعلان دولة جنوب السودان العام الماضي، وخسر الشمال حينها نحو 75% من احتياطي النفط.

ودعت وزارة الخارجية الأميركية السودان ودولة جنوب السودان الى وقف quot;جميع الاعمال العدائيةquot; معربة عن قلقها البالغ بشان الاحداث الدائرة هناك.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند إنها ستصدر بيانا تدين فيه توغل قوات جنوب السودان في ولاية جنوب كردفان.

كما جددت نولاند إدانة quot;الغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على المناطق المدنيةquot;.

وقد استمرت الاشتباكات بين البلدين يوم الأربعاء، وقالت وسائل الإعلام السودانية إن الجيش سيوضع في حالة استنفار، وأضافت أن البرلمان السوداني قرر تجميد المباحثات مع جنوب السودان.

واتهم جنوب السودان القوات السودانية بمهاجمة قرية حدودية، وقال وزير إعلام جنوب السودان إن القتال يدور داخل الأراضي الجنوبية وليس داخل السودان، وان الجنوب يمارس الدفاع عن النفس فقط.

وقد أدت الاشتباكات إلى تزايد القلق الدولي من أن يؤدي القتال إلى العودة إلى اندلاع حرب شاملة.

وحث السودان مجلس الأمن الدولي على مطالبة جوبا الانسحاب من جميع المناطق التي احتلتها قواتها داخل الأراضي السودانية.

وأكد رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني ايقا ان على شعب جنوب السودان الاستعداد من اجل الدفاع عن نفسه اذا ما سعى السودان quot;فعلا الى الحربquot;، داعيا النواب الى تعبئة السكان.

من ناحية أخرى نفى متمردون سودانيون مساندتهم لجيش جنوب السودان في الهجوم على منطقة هيجليج.

وقال المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية شمال السودان ارنو انتوقلو لودي لفرانس برس عبر الهاتف quot;ليس لدينا دخل بهذا نهائياquot;.

ويقاتل متمردو الحركة الشعبية شمال السودان الذين ينتمون لقومية النوبة الافريقية الحكومة السودانية منذ يونيو/حزيران الماضي.

كما اتهم السودان متمردي حركة العدل والمساواة في دارفور بالقتال الى جانب قوات جنوب السودان على الحدود بين البلدين.

وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم بلال عبر الهاتف من لندن quot;هذا قتال بين السودان وجنوب السودانquot;.