القدس: أثار مقطع فيديو بثته القناة التلفزيونية الاسرائيلية العاشرة ويظهر فيه ضابط كبير يضرب ناشطًا اجنبيًا بسلاحه في الضفة الغربية استنكارا شديدا طغى على ما وصفته وسائل الاعلام الاسرائيلية بـquot;نجاحquot; اسرائيل الاحد في منع قدوم ناشطين مؤيدين للفلسطينيين الى اراضيها ضمن حملة quot;اهلا بكم في فلسطينquot;.

واعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين انه اوقف الضابط الذي يحمل رتبة لفتنانت كولونيل عقب الحادث الذي وقع السبت عندما ضرب متظاهرًا اجنبيًا على وجهه باستخدام سلاحه في الضفة الغربية خلال جولة على الدراجات في غور الاردن. وقال متحدث باسم الجيش quot;تم ايقاف اللفتنانت كولونيل شالوم ايزنر عن العمل في انتظار نتائج التحقيق الذي تم فتحهquot;.

ووفقا لمشاهد بثتها القناة التلفزيونية العاشرة الاسرائيلية الخاصة مساء الاحد، يظهر اللفتنانت كولونيل شالوم ايزنر وهو يضرب ناشطًا دنماركيًا في وجهه باستخدام سلاحه الرشاش بالقرب من حاجز على الطريق بالقرب من قرية العوجا شمال اريحا في الضفة الغربية.

وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان الناشط المؤيد للفلسطينيين هو دنماركي يدعى اندرياس يبلغ من العمر 20 عاما. ويظهر الفيديو الذي يستمر لدقيقتين مواجهة بين الجنود الإسرائيليين على حاجز على الطريق شمال اريحا في غور الاردن ومجموعة من راكبي الدراجات الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب.

فجأة يقوم اللفتانت كولونيل شالوم ايزنر وقد وضح انه فقد اعصابه بالاقتراب من الشاب ويضربه ببندقيته على وجهه. من جهته دان رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتز ايضًا الحادث، مؤكدا انه quot;سيتم اجراء تحقيق معمق، وسيتم التعامل مع الموضوع بحزمquot;.

ونقلت القناة العاشرة عن مصدر عسكري قوله ان الحادث وقع عندما فقد الضابط المتعب اعصابه بعدما حاول الجنود ابعاد هؤلاء النشطاء الذين رددوا شعارات معادية لاسرائيل، وحملوا الاعلام الفلسطينية في منطقة quot;عسكريةquot; محظورة.

والقى الفيديو الذي بث في وقت ذروة المشاهدة على التلفزيون الاسرائيلي بظلاله على وسائل الاعلام الاسرائيلية واحرج السلطات الاسرائيلية.
ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تصرف الضابط في بيان صادر من مكتبه، معتبرا ان quot;هذا التصرف لا يليق بجيش الدفاع ولا بدولة اسرائيلquot;.

وقبل ساعات قليلة من بث الفيديو كان العديد من المسؤولين الاسرائيليين، ومن بينهم نتانياهو، موضع ثناء بعد منع اسرائيل قدوم ناشطين مؤيدين للفلسطينيين الى اراضيها ضمن حملة quot;اهلا بكم في فلسطينquot;.

ومنعت اسرائيل نحو 80 ناشطا مؤيدا للفلسطينيين من دخول اراضيها لارتباطهم بالحملة، بحسب ما اعلنت الشرطة الاسرائيلية الاثنين، مشيرة الى ان 60 منهم ما زالوا ينتظرون ترحيلهم.

وقالت لوبا السمري ان 51 من المحتجزين هم فرنسيون، بينما يوجد 11 بريطانيا و6 ايطاليين واسبانيان وخمسة كنديين، والثلاثة الاخرين هم من سويسرا والبرتغال والولايات المتحدة. واضافت انه تم ترحيل 18 شخصا الى الاماكن التي قدموا منها، بينما رفض 60 اخرين المغادرة طوعا واخذوا الى مركزين للاحتجاز في تل ابيب.

ومن اصل 1500 مشارك من بينهم بين 500 و600 فرنسي، وحدهم بضع عشرات تمكنوا من الوصول الى مطار بن غوريون في تل ابيب، اذ منعت غالبيتهم من الصعود على متن الطائرات.

من جهته كتب المحلل العسكري في صحيفة هارتس عاموس هاريل ان quot;الفيديو الذي يظهر ايزنر يمسك فيها البندقية بوجه ناشط يساري على الانترنت جاء في وقت محرج بالنسبة إلى اسرائيلquot;.

واضاف quot;ظهر (الفيديو) في اللحظة التي كانت فيها حملة النشطاء الاجانب المؤيدين للفلسطينيين، والتي بالغ وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش في تقديرها تموتquot;. وياتي شريط الفيديو عقب سلسلة فيديوهات وصور نشرت عام 2010 تظهر سوء معاملة الجنود الاسرائيليين للفلسطينيين في الضفة الغربية الامر الذي اثار فضيحة.