القدس: يخوض غازي زلوم معركة مع المستوطنين بصدور قرار يأمره باخلاء منزله في حي القرمي في القدس القديمة، لكنه يشعر انه وصل الى طريق مسدود بعدما قاموا بالحجز على حسابه في المصرف وعلى سيارته وكل ممتلكاته لتحصيل الغرامات واتعاب محاميهم.

وقال زلوم quot;صدر بحقي امر اخلاء بعد معركة قضائية طويلة والمحكمة العليا تنظر في القضية الانquot;. واضاف quot;بالرغم من ذلك قامت جمعية العاد باصدار امر للحجز على ممتلكاتي وتقوم دائرة الاجرة بتنفيذ الامر بالحجز على حسابي بالبنك وعلى سيارتي وعلى كل شىء باسمي مطالبين باكثر من ثلاثين الف دولارquot;.

واشار الى ان البيت الذي يعيش فيه quot;وقف لعائلة نسيبة المقدسية واستأجرته منهم في الماضي عائلة يهوديةquot;، موضحا ان quot;المحكمة الاسرائيلية اعتبرت مع ذلك ان البيت ملكية يهودية منذ 150 عاما وباتت مسؤولة عنه جمعية العاد الاستيطانيةquot;.

وتابع quot;اصبحت ادفع للجمعية اجرة للبيت واقتطعوا جزءا منه عندما انهار مع الثلج منذ فترة طويلة وبنوا هذا الجزء وسكن فيه مستوطنون وعندما رممنا البيت حصلنا على تصريح من البلديةquot;. وتابع quot;بعد الترميم رفعت الجمعية علينا دعوى بان الترميمات لم تجر وفق مواصفات البلدية واستصدروا قرارا باخلائيquot;.

واكد زلوم انه quot;صدر اخر امر اخلاء لي ولعائلتي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر وحضرت قوات الشرطة لاعتقالي لاني لم اترك البيت لكنهم توقفوا بعد ان اظهرت اوراق التماس المحكمة العلياquot;. وتابع quot;ابلغني المحامي الان ان نسبة نجاح القضية ضئيلة جدا ولا اتخيل اني ساترك بيتي الذي عشت وولدت فيهquot;.

وقال زلوم quot;اشعر باليأس لا اعرف ماذا سافعل. اذا اخرجوني من بيتي الى اين اذهب؟ لقد انفقت من نقودي الخاصة اكثر من عشرين الف دولار اتعاب محامين كما انفقت نحو مئة الف دولار لتصليح البيت خلال سكني فيهquot;.

وتستنزف المعارك القضائية التي تشنها الجمعيات الاستيطانية التي تطول المقدسيين سواء في سلوان او البلدة القديمة او الشيخ جراح طاقات المقدسيين الذين تلاحقهم اوامر اخلاء بيوتهم مرة بحجة املاك غائبين ومرة بحجة ملك يهودي قديم ومرة بحجة بيع للمستوطنين.

وتمكن نحو 900 اسرائيلي من الاقامة في البلدة القديمة للقدس من خلال منظمة quot;عطيرت كوهانيمquot; اليهودية الاستيطانية المتطرفة، بالاضافة الى 3100 يهودي يعيشون في الحي اليهودي. وعقدت المحكمة المركزية في القدس امس آخر جلسة لبيت عائلة الرويضي في حي سلوان الذي كانت المحكمة قبل ذلك اصدرت قرارا بمصادرته بحجة انه تابع لاملاك الغائبين.

وقد حولته لجمعية العاد للتصرف فيه بسبب quot;خطأ في تهجئة اسم المالكquot;. وقال سمير رويضي احد اطراف القضية لفرانس برس ان quot;صاحب البيت جدي واسمه محمد سالم درويش رويضيquot;.

واضاف ان quot;مستوطنين قاموا بتزوير اسمه وتحويله الى محمد سليم درويش رويضي وقالوا انه عاش في الاردن في 1967 وبالتالي تؤول املاكه الى مؤسسة املاك الغائبين بالرغم من ان جدي عاش ومات في القدس ومدفون فيهاquot;.

من جهته قال المحامي فيكتور منصور محامي عائلة الرويضي ان quot;المستوطنين قاموا بتحريف اسم سالم رويضي الذي ورد بالانكليزية (...) واستغل المستوطنون التحريف بالتهجئة للتحدث عن شخص باسم سليم غير موجود في القدس او عمانquot;. واستخدمت املاك الغائبين شهادة شخص فلسطيني يدعى عمران النابلسي وقامت بمصادرة البيت وصادقت المحكمة على هذه المصادرة، كما ذكر المصدر نفسه.

واضاف فيكتور منصور quot;قدمنا في استئنافنا تقارير اصدرتها لجنة الكنيست وتقرير وزارة المالية والاقتصاد تطعن في مصداقية عمران النابلسي لانه من غير المعقول ان يعطي شخص شهادات عن 15 بيتا يتحدث فيها عن تفاصيل هذه البيوت، فمن اين لشخص واحد كل هذه المعلومات الدقيقة عن العائلات؟quot;.

وتابع ان quot;النابلسي متوف ولا نستطيع استجوابهquot;. واكد فيكتور منصور quot;نحن بانتظارالنطق بالحكم خلال هذا الشهرquot;. وتستخدم جمعية العاد كافة الاساليب القانونية وغير القانونية للاستيلاء على البيوت والاراضي في حي سلوان ومؤسسها ديفيد بيري وهو نائب رئيس وحدة المستعربين سابقا. ويقول بيري ان quot;ما يدعيه العرب من ملكيتهم للبيوت صحيح حتى نصل الى المحكمة فيصبح حينها الحق معنا ويصبح البيت ملكناquot;.

وعلى بعد عدة امتار من سور الاقصى الجنوبي يقع بيت محمد سمرين (56 عاما) الذي صدر امر باخلائه في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. لكن تم تاجيل اجلاء العائلة بعد احتجاج يهود امريكا على الصندوق القومي اليهودي الذي طالب باخلاء المنزل.

وقال محمد سمرين quot;قضينا عشرين عاما في المحاكم. استولوا اولا على نحو دونم ونصف من الارض والان يريدون اجلاءنا من البيت بحجة ان عمي لم يكن موجودا عام 1967 وان البيت بات ضمن املاك الغائبينquot;. وتابع ان quot;المحكمة رفضت عقد البيع بيني وبين عمي نقد اصبت بفشل كلوي جراء ارتفاع مرض السكري عنديquot;.

وقال ابنه احمد لوكالة فرانس برس quot;قاموا باصدار امر الاخلاء في 2005. لم نعلم بموضوع المحكمة او امر الاخلاء وقاموا بعمل كل شىء غيابي. لم نعرف الا عندما طالبوني انا ووالدي بدفع مبلغ مليوني شاقل اسرائيلي (نحو 600 الف دولار) كاجرة بيت على اساس ان هذا البيت ليس ملكنا اضافة الى كل الغراماتquot;.

واكد احمد سمرين quot;نحن الان في جولة جديدة في القضاء لكننا لن نخرج من بيتنا ولا يوجد لنا مكان اخر ولم نخطط في حياتنا بان نعيش في مكان خلافهquot;. ويعيش في القدس نحو 270 الف فلسطيني و200 الف اسرائيلي في القدس الشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم المستقبلية.