أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى عن تأييده لزواج المثليين، في مقابلة مع قناة quot;ايه بي سيquot; الأربعاء، بعدما كان يؤكد منذ أشهر أن موقفه من هذا الموضوع quot;يتطورquot;.


باراك أوباما وزوجته ميشيل

واشنطن: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما لقناة quot;ايه بي سيquot; بالنسبة إليّ، على الصعيد الشخصي، من المهم القول إنني أعتقد أنه يجب أن يتمكن الأزواج من الجنس نفسه من الزواجquot;، مشددًا في الوقت نفسه على أنه يعود إلى كل ولاية من الولايات الأميركية أن تقرر بهذا الشأن.

بذلك أصبح أوباما أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يعلن، أثناء وجوده في السلطة، عن تأييده زواج المثليين، وذلك قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية، التي يطمح إلى الفوز فيها بولاية ثانية، علمًا أنه كان حتى اليوم يقارب هذا الموضوع بكثير من الضبابية.

وأوباما، الرئيس الديموقراطي، الذي أعلن في 2008 عن تأييده منح المثليين حق quot;الشراكة المدنيةquot;، ولكن من دون الذهاب في هذا الموضوع بعيدًا إلى حد تأييد زواجهم، يقول منذ أشهر إن موقفه من هذا الموضوع quot;يتطورquot;.

وكان نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن فجّر مفاجأة من العيار الثقيل عندما صرح الأحد الماضي بأنه لا يعارض زواج المثليين جنسيًا من بعضهم البعض، وأن يتمتعوا بكل الحقوق المدنية التي ينصّ عليها القانون. وقد صرح بايدن بتصريحاته تلك أثناء استضافته في برنامج ميت ذا بريس (مواجهة مع الصحافة) الذي يذاع على قناة إن بي سي التلفزيونية الأميركية.

وقال بايدن: quot;ليست عندي أية مشكلة على الإطلاق في ما يخص مسألة زواج الرجال برجال وزواج النساء بنساءquot;، وأكد أن هذا النوع من الزواج يجب أن يحصل طرفاه على الحقوق المدنية التي يتمتع بها أي زوجين غير مثليين.

وقد تسببت تصريحات بايدن بحرج للبيت الأبيض، وأوحت بوجود خلاف بين الرئيس ونائبه في قضية حساسة تثير الكثير من الجدل في الولايات المتحدة. ولذلك سارع أحد مساعدي بايدن إلى التصريح بأن ما قاله بايدن لا يخرج عن رؤية الرئيس، وأن بايدن لم يقصد الزواج، بل قصد الارتباط بعلاقة.

من جهة أخرى، سارع ديفد أكسيلرود -أحد المستشارين في حملة أوباما الانتخابية- إلى نشر توضيح على حسابه في موقع تويتر، قال فيه: quot;ما قاله نائب الرئيس هو بالضبط ما يراه الرئيسquot;.

لكن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية قالت إن محاولات مساعدي بايدن لتلطيف الأجواء لم تفلح في إقناع الناشطين في مجال حقوق المثليين جنسيًا أن ما حصل كان زلة لسان أو سوء فهم، وساد اعتقاد بين أولئك الناشطين أن هناك شرخًا في موقف الإدارة الأميركية بشأن موضوع حقوق المثليين. يذكر أن زواج المثليين أقرّ في ست ولايات أميركية، ولكنه لم يوضع حيز التنفيذ بعد.

أوباما هنأ مثليين على زواجهما في ديسمبر الماضي
في ديسمبر/كانون الأول الماضي دهش الزوجان المثليان مات كاتز وآرون لافرينز عندما وجدا رسالة تهنئة في بريدهما بعد 6 أشهر من حفل زواجهما، ولكن دهشتهما كانت أكبر عندما وجدا أن الموقع على الرسالة كان الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقال أوباما في الرسالة: quot;أهنئكما بهذه المناسبة السعيدة. أنا وميشيل نتمنى أن تكون حياتكما مليئة بالحب والسعادة. زواجكما يمثل بداية رحلة تمتد طول العمر تتشاركان فيها أوقات البهجة معًا. أتمنى لكما التوفيق، وأن تزداد علاقتكما قوة بمرور الوقتquot;.

الناخبون في ولاية نورث كارولينا يوافقون على حظر زواج المثليين
في المقابل، وافق الناخبون في ولاية نورث كارولينا الأميركية أمس الثلاثاء على إدخال تعديل على دستور الولاية يحظر الزواج بين المثليين.
ويقول التعديل إن الزواج بين رجل وامرأة هو العلاقة الزوجية الوحيدة المعترف بها قانونًا في الولاية. وتم إقرار التعديل بغالبية كبيرة بلغت حوالي 61 في المئة من الناخبين.

ويمنع القانون في نورث كارولينا بالفعل زواج المثليين، لكن الولاية الآن تنضم إلى باقي الولايات في جنوب شرق البلاد في إضافة الحظر إلى دستورها. ووفقًا للمؤتمر الوطني للهيئات التشريعية للولايات، فإن 28 ولاية أميركية لديها حظر دستوري على زواج المثليين. وجاء الاقتراع في نورث كارولينا في أعقاب تصريحات من مسؤولين كبار في إدارة الرئيس باراك أوباما خلال هذا الأسبوع جرى تفسيرها على أنها تدعم زواج المثليين.

وقال كاتز إنه لم يصدق الأمر في البداية quot;اعتقدت أن الرسالة مزحة من شخص ما، ولكن شعار البيت الأبيض الموجود عليها جعلني أتأكد أن الرسالة آتية من أوباما وزوجته ميشيلquot;، وفقًا لقناة ABC الأميركية التي تأكدت من البيت الأبيض حول صحة الرسالة. وقد وثق كاتز ndash; 32 عامًا - ولافرينز ndash; 36 عامًا - زواجهما في 24 يوليو/تموز 2011، أي بعد يوم واحد من إصدار قانون يسمح بزواج المثليين في مدينة نيويورك.