ألقت ميشال أوباما على عاتقها مهمة تمهيد الطريق أمام زوجها للفوز بفترة رئاسية جديدة، واعتبرت سيدة أميركا الأولى أن وصولها إلى هذا الهدف يتطلب توفير الدعم المالي من قبل المتبرعين لحملة أوباما الانتخابية، كما تلقى الرئيس الأميركي توصيات من مستشاريه باستغلال كاريزما زوجته.


ميشال تشجّع الشباب على إعادة انتخاب زوجها

تبذل سيدة أميركا الأولى ميشال أوباما جهوداً حثيثة لإعادة ثقة الأميركييبن في زوجها والحزب الديمقراطي بشكل عام، هذا ما تؤكده الحفلات الخاصة، التي تقيمها أوباما يومًا تلو الآخر لتجنيد المتطوعين الراغبين في تمويل حملات زوجها الانتخابية.

وبحسب تقرير نقلته صحيفة هاآرتس العبرية عن نظيرتها الأميركية نيويورك تايمز، فوجئ شباب ولاية شيكاغو، الذين كلفهم الرئيس الأميركي بالإعداد لحملته الانتخابية بزيارة ميشال، التي حرصت خلال زيارتها المفاجئة على تشجيعهم على ما يقومون به من نشاط اعتبرته يصبّ في خدمة الولايات المتحدة.

في أعقاب ثلاث سنوات، جندت فيها تقريباً نشاطها العام، تتواجد ميشال أوباما حالياً في كل مكان في الولايات المتحدة، وخلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ترأست 7 مؤتمرات، تهدف إلى توفير الدعم المادي اللازم لحملة باراك أوباما الانتخابية.

كما بادرت باسم زوجها إلى طرح مشاريع جديدة، تقضي بتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية للمتقاعدين عن الخدمة في الجيش الأميركي، فضلاً عن حديثها المفصل عن خطة أوباما الرامية إلى توفير العديد من فرص العمل، وظهرت، إضافة إلى ذلك، في معارض التشغيل من قبل مكتب التجارة.

ضيف شبه دائم على أغلفة المجلات

في المرحلة الأولى لتلك الجهود، حلت ميشال أوباما ضيفاً شبه دائم على أغلفة المجلات الأميركية المختلفة، وتزامن ظهورها الإعلامي مع تبنيها العديد من القضايا الاجتماعية، التي جاء في طليعتها مكافحة السمنة لدى الأطفال، ومساعدة أسر المجندين النظاميين في الجيش الأميركي، حتى أصبحت سفيراً فاعلاً للإدارة الأميركية، وعلى الرغم من أنها تنتهج الخط نفسه منذ أداء زوجها ليمين الولاء، إلا أنها انغمست فيه بصورة غير مسبوقة لخدمة أوباما.

خلال زيارتها مكاتب حملة باراك أوباما الانتخابية في ولاية شيكاغو، لم تتوقف ميشال عن العمل الدؤوب، واتخذت من عناق مستقبليها وقبلاتهم دليلاً على استمرارية شعبية زوجها، رغم ما اعتراها من تردد خلال الآونة الأخيرة، بحسب وصف الصحيفة الأميركية، وبعد مرورها علىكل غرف المقر، تحدثت سيدة أميركا الأولى عن أهمية عمل الطاقم بالنسبة إلى زوجها وللأمّة الاميركية جمعاء.

ووفقاً لما نقلته نيويورك تايمز عن مقرّبين من ميشال أوباما، تحرص الأخيرة خلال جولاتها وحفلاتها على تبنّي الرؤى والاستراتيجيات نفسهاالتي يوصي بها أوباما مستشاريه، كما تتبع الطريقة عينها التي يخوض بها الرئيس الأميركي الصراع مع منافسيه من الحزب الجمهوري، حتى إن البعض اعتبر حديثها نسخة طبق الأصل من خطابات باراك اوباما.

ورغم أن الرئيس الأميركي يعمل هو الآخر من أجل جمع التبرعات لدعم حملته الانتخابية، إلا أن زوجته تتمتع بمساحة واسعة وحرية أكثر في استثمار كل الآليات المتاحة لديها، بحسب (مارلين كاتس)، التي تقيم في ولاية شيكاغو، وتمتلك إحدى شركات العلاقات العامة، كما إنها من أبرز الداعمين والمؤيدين لأوباما.

وأضافت: quot;هناك قيود تفرضها طبيعة منصب الرئيس أوباما، وتحدّ هذه القيود من حريته في توفير الدعم المالي لحملته الانتخابية، لكن ميشال تعطي لنفسها كل الحق في القيام بحملتها الدعائية على أكمل وجه من دون أدنى قيودquot;.

ويرى مستخدمو البيت الأبيض أن أوباما تعي جيداً أن إدارة زوجها فقدت الكثير من الأسهم بين الأوساط الجماهيرية، إلا أنها تألو على نفسها استعادة ثقة الشعب الأميركي في زوجها وإدارته.

وفي أعقاب تدشين نصب تذكاري في واشنطن لـ (مارتن لوثر كينغ) تمت دعوة المناضلين القدامى في مجال حقوق الإنسان إلى البيت الأبيض. ووفقاً لمصدر مسؤول كان مستوى خدمة انتقال المناضلين إلى البيت الأبيض سيئًا للغاية، لدرجة إن المدعويين وصلوا إلى المكان في حالة من الإعياء، إلا أن أوباما حرصت على تخفيف حدة غضبهم، عندما التقطت معهم الصور التذكارية، وأصرّت على النقاش وتبادل أطراف الحديث مع كل شخص على حدة.

مصدر الاخبار الجيدة

ميشال باتت مصدر الأخبار الجيدة عن الإدارة الأميركية
وفي وقت تعرّضت فيه الإدارة الأميركية لفشل متكرر في عدد ليس بالقليل من القضايا، أصبحت أوباما مصدر الأخبار الجيدة عن الإدارة الأميركية.

وخلال الأسبوع الماضي فقط، تحدثت عن التزام البيت الأبيض بتوفير فرص عمل للمتقاعدين عن الخدمة في الجيش الأميركي، كما إنها كانت مسؤولة عن كتابة الصيغة الخاصة بهذا، بصورة إبداعية، لفتت انتباه الجميع.

ووفقاً لما نقلته نيويورك تايمز عن دوائر في البيت الأبيض، اهتمت أوباما بتأهيل نفسها جيداً لكي تظهر أمام الجماهير بشخصية كاريزماتية مؤثرة، وربما منحها ذلك خلال فترة وجيزة شعبية واسعة، فبعدما تلقت العديد من الدورات في العلاقات العامة، اختفى تلعثمها خلال إلقاء الخطابات في المؤتمرات والتجمعات الجماهيرية، فضلاً عن أنها لم تتعرّض لانتقادات لاذعة، كالتي تعرّضت لها سيدات أميركا الأوليات، باستثناء تزيين ملابسها المبالغ فيه بحلي من الألماس، التي يفوق ثمنها عشرات الآلاف من الدولارات.

وتشير معلومات الصحيفة الأميركية إلى أن الرئيس باراك أوباما، سيستخدم كل المعطيات المتوافرة لديه في حملته الانتخابية المقبلة، خاصة عندما تصل إلى ذروتها، بينما ينصحه مستشاروه بضرورة استغلال القوة التي تتمتع بها زوجته ميشال.

وترى سليندا لاييك المعنية بإجراء استطلاعات الرأي العام في الحزب الديمقراطي، أن ميشال باتت حصانًا رابحاً، لابد أن يناور عليه الحزب ورئيسه للفوز بفترة رئاسية جديدة، وإبعاد الجمهوريين عن البيت الأبيض. وأضافت لاييك: quot;ميشال تصدّ العديد من الهجمات والانتقادات الموجّهة إلى زوجها، وربما منحها حب الناس هذه الخاصية الفريدة، وكان من بين دفاعها عنه رفضها تقديم زوجها على أنه مسلم، أو أنه سرق أموال التأمين الصحي الخاصة بالشعب الأميركيquot;.

تجدر الاشارة إلى أن باراك أوباما ليس أول رؤساء الولايات المتحدة، الذي يستعين بزوجته في حملته الانتخابية للفوز بفترة رئاسية جديدة. ووفقاً للمؤرّخة الأميركية مييرا غوتين من جامعة رييدر، كانت باربرا بوش عقيلة جورج بوش تتمتع بشعبية واسعة تفوق شعبية زوجها، وكان ذلك واضحاً خلال الانتخابات الرئاسية، التي جرت عام 1992، لدرجة إنها صاغت بعض الخطابات التي ألقاها في مؤتمراته.