ملهم الحمصي: على الرغم من المرجعية الدينية للتيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، والذي يقود ميليشيا سيئة الذكر والسمعة في العراق، بحسب روايات شهود عيان عراقيين فرّوا إلى سوريا، وتعرّضوا على يد عناصر جيش المهدي إلى أشنع أنواع التعذيب والامتهان المذهبي، وفي وقت يعلن فيه حزب البعث والنظام السوري مرجعيته العلمانية، بحسب زعمه، المتجاوزة لحدود الدين ومذاهبه وأطره، في التعامل مع الأحداث والأشخاص، إلا أن واقع الأحداث الأخيرة في سوريا بدأ يشي بخلاف ذلك.

فقد انتشر على وسائل إعلام محلية سورية ولبنانية خبر مفاده أن الرئيس السوري بشار الأسد، منح وسام الجمهورية، وهو واحد من أرفع الأوسمة في سوريا، لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، quot;تثميناً لمواقفه تجاه الأحداث التي تشهدها سورياquot;.

وقال وكيل وزارة الأوقاف السورية نبيل سليمان، الذي منح الوسام للصدر نيابة عن الرئيس الأسد، خلال الحفل الختامي لمؤتمر فاطمة الزهراء العالمي، الذي أقامه التيار الصدري في النجف، إن quot;منح الوسام يأتي تثميناً للمواقف الإيجابية للسيد مقتدى الصدر تجاه الأحداث في سورياquot;. واعتبر سليمان أن المؤتمر quot;تعزيز للوحدة ونبذ للعنف والتطرفquot;.

يذكر أن نشطاء الثورة السورية كانوا قد اشتكوا مراراً من وجود عناصر لميليشيات خارجية تتخذ طابعاً مذهبياً معيناً لتأييد الجيش النظامي في قمعه للمظاهرات المناوئة للنظام، وفي مقابل شكوى النظام من وجود تنظيم القاعدة، يقول المعارضون إن عناصر متمرسة في التفجير والاغتيالات السياسية في العراق توافدت إلى سوريا بأعداد كبيرة، لها خبرة في زعزعة الأوضاع الأمنية، وهو ما يثير من وجهة نظر نشطاء الثورة الريبة والشك من حقيقة تبني النظام السوري أولاً للعلمانية كمبدأ سياسي في ظل تحالفه مع ميليشيات شيعية عراقية معينة، وعن دوره في تسهيل عمليات التسلل إلى سوريا لضرب استقرارها أمام العالم، بعدما تم الإفراج عن المئات منهم من سجون المخابرات السورية خلال مراسيم العفو السابقة، بحسب تصريحات نشطاء الثورة السورية.