بدأ الفلسطينيون اليوم إحياء فعاليات الذكرى الرابعة والستين للنكبة التي تصادف الخامس عشر من الشهر الجاري، وسط دعوات بالتمسك بحق العودة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الراهنة.


شهدت المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر اليوم إضرابا شاملا وذلك في ذكرى النكبة الرابعة والستين التي تصادف الخامس عشر من الشهر الجاري، فيما انطلقت في الأراضي الفلسطينية مهرجانات بهذه المناسبة.
وأعلن العديد من المؤسسات الرسمية ولجان التنسيق الفصائلي والمؤسسات الأهلية في مختلف الأراضي الفلسطينية وأماكن الشتات أنها ستنظم العديد من المسيرات والفعاليات لمناسبة إحياء هذه الذكرى.

وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول، في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;: quot;إن إحياء مناسبة ذكرى النكبة يعد حدثا فلسطينيا هاما وذلك لكي تبقى هذه الذكرى راسخة في عقول ووجدان الجميع تمسكا بحق العودةquot;.
وأكد مقبول، أن الشعب الفلسطيني لن ييأس ولن يمل وسيواصل كفاحه لتحقيق أهدافه واستقلاله، مشددا على التمسك بحق العودة.

وبين أن إحياء هذه المناسبة تزامن هذا العام مع معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى في السجون الإسرائيلية الأمر الذي يتطلب توحيد وتضافر كافة الجهود.
وشدد على أهمية quot;تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة والمتمثلة بالتعنت الإسرائيلي والعدوان المستمر على الشعب الفلسطينيquot;.

وأكد المجلس الوطني الفلسطيني في بيان له حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه لمناسبة الذكرى الرابعة والستين للنكبة الفلسطينية، أن أساس الاستقرار والسلم والأمن في المنطقة يتمثل بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في العودة وإقامة الدولة المستقلة.

وطالب المجلس الأمم المتحدة وكافة مؤسساتها المعنية بتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين ووقف معاناتهم المستمرة، داعيا في الوقت ذاته إلى تحقيق المطالب العادلة وحق اللاجئين في العودة وفقا للقرار الأممي 194.

وأكد المجلس رفضه التام للمحاولات الإسرائيلية المتمثلة بالمطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة، لافتا إلى هذه التوجهات تأتي كذرائع جديدة للتنصل والتهرب من استحقاقات السلام.
وأشار المجلس الوطني في بيانه إلى أن معركة الأسرى هي امتداد لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تطبيق القرار 194.
وفي سياق متصل، دعت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه، إلى ضرورة إنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين بإعادتهم إلى ديارهم وتعويضهم عن معاناتهم المتواصلة.

وأكدت الدائرة في بيانها، أن هذه الذكرى ستبقى خالدة في أذهان الشعب وكافة أحرار العالم حتى يعود اللاجئون إلى بيوتهم وأراضيهم، لافتة إلى أن حق العودة هو واحد من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها.
وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' في بيان لها لمناسبة هذه الذكرى: quot;إن حق العودة قائم ما دامت الشمس تطلع على أرض فلسطين، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادمquot;.

وأكدت الحركة أنها ستواصل التزامها بنهج النضال في شتى الميادين الوطنية والعربية والدولية، سعيا إلى تثبيت وتحقيق الحق الفلسطيني وسعيا لإفشال المشروع الإسرائيلي.

وشددت الحركة على حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجّروا منها قسرا وعلى حقهم المشروع الذي أقرته المواثيق والقوانين الدولية.

وفي قطاع غزة، نظم العديد من الفعاليات لهذه المناسبة، ومن بينها إقامة ماراثون رياضي أطلق عليه ماراثون العودة بمشاركة المئات نظمته اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، من مفرق الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى مقر الضابطة الجمركية قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

وقال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس زاهر الششتري في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; : quot;إن الدروس والعبر التي يجب انت تكون بالحسبان هي ان الشعب الفلسطينيما زال متمسكا بحفوفه ووطنهquot;.
وبخصوص أهمية إحياء هذه المناسبة، أكد الششتري، أن ذلك يأتي من باب التأكيد على حق العودة والمطالبة به دوما، لافتا إلى أنه يقضي بالضرورة أن الاجيال لم ولن تنسى حقها.

وأوضح أن طريق الكفاح والمقاومة هي الطريق التي يجب أن تسلك لنيل حقوقنا أمام فشل التسوية واستمرار التنكر الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني.
وفي ما يتعلق بضرورة توحيد الجهود والانقسام الفلسطيني المستمر، شدد الششتري على ضرورة التوحد الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام في ظل التوحد الإسرائيلي وتشكيل حكومة إسرائيلية موحدة.

وقال: quot;إن هذا يتطلب من الشعب الفلسطيني وفصائله التوحد واتمام المصالحة والعمل على توحيد الجهود والاتفاق على آليات للمقاومة بكافة أشكالها وعدم الارتهان لطريق أثبت التاريخ فشله وعجزه quot;.

وأضاف: quot; في ظل استمرار معركة الأمعاء الخاوية التي يقودها الأسرى في السجون الإسرائيلية التي تتزامن مع ذكرى النكبة وأمام الهبة الجماهيرية المتصاعدة والتي يجب العمل على استثمارها من اجل رفع وتيرة التصدي للاحتلال الإسرائيلي فإن هذا يدلل على أن الشعب الفلسطينيما زال يمتلك مخزونا كبيرا من أجل مقاومة الاحتلال ما يتطلب توحيد كافة الجهودquot;.

وبين أن العديد من الفعاليات ستقام في نابلس لإحياء ذكرى النكبة الرابعة والستين كما ستشمل هذه الفعاليات التضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية.

فعاليات دولية
وفي سياق إحياء هذه المناسبة شارك عدد من الأحزاب السياسية السويدية ومؤسسات مناصرة الشعب الفلسطيني في مسيرة حاشدة دعت لها مؤسسة البيت الفلسطيني جابت شوارع مدينة غوتنبرغ السويدية.
وأكد المشاركون في هذه المسيرة ضرورة التمسك بحق العودة، مشيدين في الوقت ذاته بتضحيات الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وأكدت المصادر أن فعاليات إحياء الذكرى الـ64 للنكبة ستستمر خلال الأسبوع المقبل في كافة المدن الاسكندنافية، حيث توجد جاليات فلسطينية.
إلى ذلك، بحثت النائبة في البرلمان اللبناني بهية الحريري في مدينة صيدا اللبنانية خلال اجتماع للجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية، تحضيرات إحياء ذكرى النكبة.

وأوضحت الحريري، أن إحياء ذكرى النكبة، يعتبر تأكيدا على إرادة حقيقية لقيام الدولة، لافتة إلى أن القضية الفلسطينية ستبقى متقدمة على كل قضايا العرب لأنها قضية محقة.

تضاعف أعداد الفلسطينيين
ولمناسبة الذكرى الرابعة والستين للنكبة، أصدر الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني بيانا صحافيا حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه تضمن الإشارة إلى تضاعف أعداد الفلسطينية ثماني مرات مع نهاية العام 2011.
وبينت معطيات البيان، أن عدد الفلسطينيين في العالم بلغ حوالى 11.2 مليون نسمة، منهم 4.2 ملايين نسمة في الأراضي الفلسطينية،و 1.37 مليون نسمة في أراضي عام 1948.
وفي ما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ حوالي 5.6 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.2 ملايين وذلك بحلول نهاية عام 2020.
وفي هذا الاتجاه، استعرض رئيس الإحصاء الفلسطيني، علا عوض، أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية عشية الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين.

وقالت عوض: quot;إن المعطيات والشواهد التاريخية تؤكد أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين عن وطنهم كانت مدبرة منذ وقت طويل، وتوجت بإعلان قيام دولة 'إسرائيل' في العام 1948 على أنقاض الشعب الفلسطيني، بعد عمليات القتل والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيينquot;.

وبخصوص مصطلح النكبة الذي يعبر في العادة عن الكوارث الناجمة عن الظروف والعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، أوضحت أن نكبة فلسطين كانت تتمثل بعملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه جاءت نتاجا لمخططات عسكرية.

وبيّنت أن أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967 عبرت عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، بحيث تم تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.

وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية تشكل ما نسبته 44.1% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية نهاية العام 2011، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث نهاية عام 2011، حوالي 5.1 ملايين لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 45.6% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 59.1% في كل من الأردن وسوريا ولبنان، و17.1% في الضفة الغربية، و23.8% في قطاع غزة.

ويعيش حوالى 29.0% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
ويعيش حوالي 11.7 مليون نسمة في فلسطين التاريخية كما هو في نهاية العام 2011 والتي تبلغ مساحتها حوالى 27,000 كم2، ويشكل اليهود ما نسبته 52% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي.

وتبلغ نسبة الفلسطينيين 48% من مجموع السكان ويستغلون أقل من 15% من مساحة الأرض، ما يقود الى الاستنتاج بان الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من ربع المساحة التي يستحوذ عليه الفرد الإسرائيلي من الأرض.

وافاد مصدر في مستشفى رام الله الحكومي ان 17 شخصا اصيبوا في المواجهات عند عوفر وقلنديا بالرصاص المطاطي مشيرًا الى اصابتين في الراس ولكنهما ليستا خطرتين. وفي نابلس شمال الضفة الغربية تجمع الاف امام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لتاكيد حق العودة وطالبوا الوكالة بعدم تقليص خدماتها المقدمة الى اللاجئين الفلسطينيين.

كما وجه المشاركون تحية للاسرى الفلسطينيين لدعم صمودهم وثباتهم بعد يوم من توقيع اتفاق لانهاء اضراب عن الطعام بدأه الاسرى منذ 17 نيسان/ابريل الماضي للمطالبة بتحسين اوضاعهم. وفي الخليل جنوب الضفة الغربية خرج الاف للتظاهر حاملين الاعلام الفلسطينية وصور اسرى فلسطينيين في ذكرى النكبة واحتفالا بنجاح اضراب الاسرى عن الطعام. وقامت مجموعة من الشبان الملثمين بحرق علم اسرائيلي في التظاهرة بحسب ما افاد مراسل لفرانس برس.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان مواجهات اندلعت في ثلاثة اماكن رئيسة هي حاجز قلنديا حيث قام 150 شخصا بالقاء الحجارة وعلى حاجز بيتونيا قرب سجن عوفر حيث قام 350 شخصا quot;بالقاء الحجارةquot; وعند quot;قبر راحيل في بيت لحم حيث اشتبك نحو 200 شخص مع الجيشquot;، مشيرا الى اصابة جنديين اسرائيليين بجروح. ووضعت قوات الامن الاسرائيلية في حال استنفار الثلاثاء تحسبا لاحياء ذكرى النكبة.

ونظمت لجنة المتابعة العربية العليا داخل اسرائيل تظاهرة لاحياء ذكرى النكبة شارك فيها نحو الف من عرب اسرائيل حملوا الاعلام الفلسطينية في قرية اللجون المهجرة شمال اسرائيل. واشار زياد محاميد من اللجنة الى ان البلدات العربية شاركت في اضراب صباح الثلاثاء لاحياء ذكرى النكبة استجابة لدعوة اطلقتها اللجنة الاسبوع الماضي.

وكان عرب اسرائيل احيوا في 26 نيسان/ابريل الفائت ذكرى النكبة في يوم احتفال اسرائيل quot;بعيد الاستقلالquot; في مسيرة شارك فيها الالاف نحو كيبوتز (مزرعة تعاونية) اقيم على انقاض قريتي كويكات وعمقا المهجرتين عام 1948.