تجد الدول الكبرى نفسها في مأزق في ما يتعلق بالملف السوري ولهذا السبب بالذات يتم التمسك بخطة كوفي أنان، التي تتعرض لضربات متتالية لفشلها في وقف العنف.


نيويورك: على الرغم من أن وقف اطلاق النار بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة في سوريا لم يطبق بالكاملمنذ وقت طويل، ما زالت الدول العظمى تتمسك بخطة كوفي أنان لحل الازمة وتخشى اللحظة التي ينبغي فيها الإقرار بفشلها.

وانفجرت عبوتان عند مرور مواكب مراقبي الامم المتحدة الذين بدأوا منذ شهر إحدى أصعب مهام المنظمة الدولية.

وقال نائب الامين العام لعمليات حفظ السلام ادمون موليه quot;إنهم عُزّل وليس هناك وقف لاطلاق النار ولا حوار بين المعسكرين وسط حرب عصابات في المدنquot;.

واضاف quot;لم يسبق أن وضعنا مراقبينا العسكريين في وضع مماثل على الاطلاقquot;.

مراقبون دوليون في سوريا

وسيكتمل عديد بعثة الامم المتحدة للمراقبة إلى نحو300 مراقب عسكري لكنّ الغربيين بدأوا يتحدثون عن عدم تجديد تفويضها الذي حدد بتسعين يومًا وينتهي في 21 تموز/يوليو.

وأوضح السفير البريطاني مارك لايل غرانت: quot; أن هناك بالطبع خطر مقتل أو اصابة مراقبين في أي لحظةquot;. وتابع: quot;كاد الامر يحدث عدة مرات لذلك نحن نراقب الوضع عن كثبquot;.

يذكر أنه منذ أن تمنشر المراقبين تراجعت وتيرة قصف الجيش للمدن الثائرة لكن حصيلة الضحايا ما زالت كبيرة. واعتبر دبلوماسي من بلد عضو في مجلس الامن الدولي quot;أن الاستراتيجية هينفسها حتى ولو تغيّر التكتيكquot;.

واضاف quot;بدلاً من قتل100 إنهم (القوات السورية) يقتلون60 ويوقفون 500quot; وينفذون quot;عمليات اغتيال محددة الاهدافquot; لمعارضين.

ولا يبدي الاسد أي نية بالتحاور مع المعارضة التي تشهد بنفسها انقسامًا كبيرًا يعرقل قدرتها على التفاوض، بحسب دبلوماسيين.

لكن لا أحد يملك خطة بديلة يقترحها عوضًا من وساطة المبعوث الدولي للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

وصرح أنان الاسبوع الفائت quot;اعلم أن الكثيرين يتساءلون عما سيحدث إن فشلت الخطةquot; وتابع quot;انتظر شرحًا حول ما يمكننا فعله غير ذلك. إن كان احدهم يملك فكرة أفضل فأنا مستعد لهاquot;.

وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر فيتيغ إن quot;رفض حكومة الاسد تطبيق خطة أنان هو ما يولد هذه الحلقة المفرغة من العنفquot;. لكن المجتمع الدولي بحسبه متمسك بخطة أنان quot;لغياب بديل معقولquot;.

ويرى الكثير من الدبلوماسيين والمحللين أن بعثة الامم المتحدة في سوريا ينبغي أن تستمر كامل مدة تفويضها أي 90 يومًا، يتوقعون بعدها توترًا حادًا في مجلس الامن الدولي.

فروسيا حليفة سوريا الرئيسة قد تطلب تمديدًا للبعثة بدعم من الصين والهند وباكستان وجنوب أفريقيا.

ولا تدري الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كيفية انهاء بعثة المراقبين. والاميركيون الذين باتوا اكثر تشكيكًا في البعثة لم يتجرأوا على إعلان فشل الخطة.

واكد ريتشارد غوان من مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك أنه quot;من المهم أن يتركوا هذه المهمة لأنان وإلا ستتهمهم روسيا بنسف البعثةquot;.

واوضح دبلوماسي غربي quot;إن لم يتخل أنان وحده (عن البعثة) فقد نجد انفسنا في موقع سيئ امامهquot; موضحًا في هذه الحالة أن quot;روسيا ستوقف العقوباتquot; التي يهدد الغربيون بفرضها على دمشق في حال الوصول الى طريق مسدود.

واضاف دبلوماسي آخر في مجلس الامن quot;إن اوصى أنان بعقوبات فقد تهاجمه روسيا والصينquot;.

ويتوقع طرح مستقبل البعثة اثناء قمة الحلف الاطلسي التي ستنعقد الاحد والاثنين في شيكاغو.

اما المعارضة السورية وعدد من دول الخليج فيريدون تدخلاً عسكريًا. quot;لكن لم يتطوّع أي بلد لذلك حتى الآنquot;، بحسب الدبلوماسي نفسه.