تراكمت أحداث عدة أخيرًا تكشف حركة تهريب منظمة للأسلحة من لبنان لسوريا، وهو ما يساهم في تعقيد الأزمة بحسب فريق من اللبنانيين، الذي يرى أن الامر يؤثر في العلاقات اللبنانية السورية بشكل مباشر، كما يهدد الامر بالنسبة اليه اتفاق الطائف.


بيروت: تلقت الأمم المتحدة معلومات مفادها أنه تجري عمليات تهريب للأسلحة بين سوريا ولبنان في الاتجاهين، حسب ما أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط. في هذا الصدد، يؤكد النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لquot;إيلافquot; إن تهريب السلاح من لبنان الى سوريا بعيد عن المنطق القانوني والأخلاقي والسياسي، فكيف إذا كان لدى بعض اللبنانيين وظيفة لتهريب السلاح الى سوريا، وهي المساهمة في تأجيج صراع معين، وفي سوريا قد يكون بابًا من أبواب إشعال نار الفتنة في ظل التطورات والأزمة السورية، وبالتأكيد على المستوى الرسمي اللبناني، لبنان معنيّ بمنع تهريب السلاح، وهذا أمر طبيعي ولا يمكن أن يجيزه بأي شكل من الاشكال، لا على مستوى العلاقات السياسية، او الالتزامات في اطار العلاقات بين الدولتين، ولا على مستوى ما قد يتركه من آثار سلبية، في ما لو كان هذا السلاح، دخل بهدف إثارة الفتنة واشعالها، ونتيجة تشابك وترابط العلاقة بين لبنان وسوريا من جرّاء الحدود المفتوحة، فلبنان سيتأثر سلبًا او ايجابًا بكل مجريات الاحداث في سوريا، ومن الطبيعي ان يكون لبنان متأثرًا، من خلال هذا التهريب، ان على مستوى معين ومحدد، وعلى مستوى العلاقات مع سوريا واتفاقيات بينهما، معروفة، ولا يمكن للبنان أن يتنصل منها بأي شكل من الاشكال، وهذا لا يجب الاختلاف عليه، ما دامت هذه الاتفاقيات والعلاقات قائمة وفق القوانين والاعراف والتقاليد.

ولدى سؤاله أن البعض يرى أنه تتم إجازة تهريب السلاح من سوريا الى لبنان، فلماذا لا يتم السماح للسلاح بان يذهب باتجاه لبنان الى سوريا؟ يقول هاشم:quot; هذا كلام خبيث وحاقد، الكلام عن سلاح من سوريا إلى لبنان بفترات معينة كان له وظيفة وطنية بامتياز، ولخدمة لبنان، وخدمة سوريا والعرب، يوم كان يأتي هذا السلاح للمقاومة، ودفاعًا عن لبنان بوجه اسرائيل، هذا سلاح للمقاومة معروف، فكيف يمكن وضع هذا السلاح بالميزان ذاته مع السلاح الذي يهرب من لبنان بهدف تخريبي واضح وليس بهدف وطني، وشتان ما بين المسألتين.

ويشير هاشم الى تداعيات باخرة لطف الله 2 التي قيل انها محملة بسلاح الى سوريا فيقول:quot; ننتظر كل المعطيات التي تحيط بهذه القضية، ليبنى على الشيء مقتضاه، ولكن بالشكل هذا يدل على ان هذه الكمية من السلاح قد تكون مجرد فكرة تجارية يتبناها احد التجار، وقد يكون الموضوع ضمن منظومة متكاملة تحظى بغطاء سياسي، وهذا ما يؤكد ان هنالك من اتخذ قرارًا بان يكون شريكًا كاملاً لما يسمى بالمعارضة السورية والمجموعات هناك، ويسعى جاهدًا لإيصال السلاح لانه يعتبر بأنه معني بمجريات الازمة في سوريا.

ويضيف هاشم:quot; ان يصبح لبنان منطلقًا لتزويد السلاح في سوريا يعني ان هناك من يريد ان يزج لبنان ويقحمه بوحول الازمة في سوريا، وطبعًا هذا له مردود سلبي على الواقع السياسي اللبناني ويزيد في حالة الانقسام اللبناني، وقد يدخلنا بمتاهات نحن بغنى عنها، في مثل هذه الظروف التي تحتم علينا ان نعي المخاطر ونحاول ان نجنب لبنان اي انزلاقات لا نعرف كيف نخرج منها في ما لو دخلناها.

ويتابع هاشم:quot; الموضوع لا يعني فقط تهديد اتفاق الطائف من خلال تهريب السلاح من لبنان الى سوريا، بل ايضًا هو تجاوز وانقلاب على الطائف وكل الاتفاقيات وروحيتها، وعلى اسس العلاقة بين لبنان وسوريا، خصوصًا ان العلاقة بين لبنان وسوريا لا تشبه غيرها من العلاقات، لان طبيعة التداخل في العلاقات على مستوى الحدود، تتجاوز العلاقات السياسية الى الاجتماعية، والحياتية اليومية، يجعل من الامر شديد التعقيد، وقد يكون له كثير من المخاطر على مستوى الساحة السياسية.

ويرى هاشم ان تهريب السلاح الى سوريا يعني بالتأكيد اشراك بعض اللبنانيين في الحرب الاهلية هناك، وهذا ليس بجديد، البعض يعترف وهناك اعلان عن اسماء قتلى برتب دينية وغيرها، شاركوا في سوريا، هناك حرب اعلامية ومساحة للتحريض، وهذا جزء من حرب وأحد اساليبها، وهناك فريق يعتبر نفسه شريكًا في الحرب في سوريا.