لميس فرحات: بينما يقوم رؤساء الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي بإعداد جدول أعمال قمتهم في شيكاغو، بقيت النساء الأفغانيات خارج برنامج القمة المرتقبة.

وقالت القوى الغربية قبل نحو 11 عاماً إن حقوق المرأة في أفغانستان هي من أبرز الأولويات، لكن في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأجنبية لمغادرة البلاد، يبدو أن مستقبل الأفغانيات وسلامتهن في خطر محدق.

تعد الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعها أخيرًاً كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأفغاني حامد كارزاي حجر أساس للدعم الأميركي والأجنبي بعد نقل السلطات للأفغان عام 2014، حيث دعت الاتفاقية إلى حقوق متساوية لجميع الأفغان، لكنها لم تشمل أية بنود خاصة بحماية النساء.

في هذا السايق، نقلت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; عن إنغيبيورغ جيسلادوتير موظفة في الأمم المتحدة لحقوق النساء، قولها: quot;أنا قلقة بشأن قمة شيكاغو. كنت متفائلة، إذ ظننت أنه سوف يخصص بند محدد بأمن وسلامة النساء، وهو أمر غير مقصور على أفغانستان بل بشكل عام؛ لكن وفقاً لمعلوماتي، الأمر ليس كذلك. لن يكون في قمة الناتو الكثير من النساء، لأنها قمة لرؤساء الدول ووزراء الخارجية، ومعظمهم ليسوا من النساء، لذا ستكون المرأة غير مرئية هناكquot;.

بعد سقوط نظام طالبان، تم تحقيق الكثير من المنجزات للنساء، فقبل العام 2001 كان التعليم ممنوعاً على الفتيات، لكن المدارس الأفغانية الآن تضم أكثر من مليوني ونصف مليون طالبة.

وعلى الرغم من ارتفاع إمكانية حصول النساء على فرص العمل والرعاية الصحية والحقوق القانونية، إلا أن ذلك ليس كافياً، إذ يخشى الكثير من الأفغانيين ضياع هذه المنجزات بعد مغادرة القوات الأجنبية للبلاد.

وقالت نهيدة فريد عضوة في البرلمان إن النساء quot;يتمتعن بحقوق التعليم والتربية والعدالة والصحة، لكن ما زالت هناك عقبات أخرى أمام النساء، منها اتخاذ قرار على مستوى سياسي وإتخاذ قرار في عملية السلام. كل هذه القضايا تجعل النساء ضعيفات في هذا الوضعquot;.

وفي العاصمة نظمت بعض الشابات أخيرًاً مسيرة إلى البرلمان احتجاجاً على العنف ومن أجل التوعية ومكافحة هذا الظلم الخطير الذي تتعرّض له الفتيات. وقالت متظاهرة من أجل حقوق النساء في كابول: quot;نقوم بهذه المظاهرة لترى حكومتنا وشعبنا أننا متساوون. نرغب في ألا يعاملونا كحيوانات أو أشياء ثانوية في المجتمعquot;.

ووصفت منظمة العفو الدولية، التي رعت مؤتمر يوم الأحد الماضي، ان الاجتماع كان أشبه بـ quot;قمة الظلquot; في جزء منه لأن المرأة، والمرأة الأفغانية على وجه الخصوص، كانت غائبة إلى حد كبير عن تجمع منظمة حلف شمال الأطلسي التي تجري في الوقت نفسه.

ونقلت الـ quot;ساينس مونيتورquot; عن محبوبة سراج، امرأة أفغانية وناشطة في مجال حقوق الطفل، قولها: quot;قيل لنا ان قمة الناتو لا علاقة لها بنا نحن النساءquot;، مشيرة إلى أن هذه العبارة لتي استخدمها قصر الرئاسة الافغانية رداً على سؤال حول وفد شيكاغو الذي يضم ذكوراً فقط.

لكنها قالت انها وغيرها من أعضاء شبكة المرأة الأفغانية يعتبرن أنه من المهم أن يقوم بإيصال quot;صوت النساء الأفغان الذين لا صوت لهنquot;.
يشار إلى أن الخطوات الثماني التي دعت إليها منظمة العفو الدولية في رسالة مفتوحة وجهتها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما والأفغاني حامد كرزاي تشمل مشاركة النساء في محادثات السلام مع حركة طالبان، والحصول على ضمانات مؤسساتية لحقوق المرأة في أي اتفاقات مصالحة مع حركة طالبان، وإنشاء تمويل بهدف دعم وتعزيز حقوق المرأة، وتدريب قوات الأمن لحماية المرأة من العنف، بما في ذلك العنف المنزلي.

في وقت سابق من هذا العام، في اجتماع المجلس النسائي الولايات المتحدة وأفغانستان، وصفت وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون مسألة حماية حقوق المرأة الأفغانية بـquot;الخط الأحمرquot; بالنسبة إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أنها اعترفت أن القوات أدت إلى إضعاف التقدم الذي تحقق بالفعل.

وتدرك المرأة الأفغانية أن التحذيرات تتضاعف من التراجع في حقوقها في ظل انسحاب الوجود الغربي، والمثال على ذلك هو بيان صدر في وقت سابق من هذا العام من قبل قادة البلاد الدينية، أو مجلس العلماء، يدعو إلى الفصل بين الجنسين في المجتمع الأفغاني، بما في ذلك في المدارس، وفرض حظر على سفر المرأة إلا برفقة أحد أقربائها من الذكور، واحترام تعدد الزوجات. والخطر بالنسبة إلى المرأة في هذا السايق هو أن كرزاي لم يدحض القرار أو يعترض عليه.

وتقول مانيزها نادري، المديرة التنفيذية لجمعية quot;نساء من أجل المرأة الأفغانيةquot; إن الرئيس كرزاي في موقف يضطره لاسترضاء طالبان وكذلك العمل مع المجتمع الدولي، على الرغم من قول القصر الرئاسي أن هذا البيان صدر من أجل التشاور فقط.