يرى مراقبون أن تفجر الوضع في لبنان أمر ممكن في أي لحظة، كما أن بيروت أصبحت رهينة الأزمةquot; القائمة في سوريا منذ 14 شهرًا، ويرى محللون أن هناك رابطًا مباشرًا بين هذه الحوادث التي تشهدها لبنان والاتهامات التي وجهتها سوريا بأن quot;بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية اصبحت حاضنة لعناصر ارهابية.


بيروت: يرى محللون أن لبنان بات رهينة النزاع في سوريا بعد سلسلة مواجهات امنية دامية وقعت فيه اخيرًا بين مناهضين ومؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد، وفي ضوء اتهامات دمشق حول تحول بعض المناطق الحدودية اللبنانية الى مقر لدعم المعارضة السورية المسلحة.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي لوكالة فرانس برس إن quot;هذه الحوادث نقلت رسالة لا تحتمل التأويل مفادها أن تفجير لبنان أمر ممكن في أي لحظة. والرسالة وصلتquot;.

ويضيف: quot;لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومناهضين له، اصبح رهينة الازمةquot; القائمة في سوريا منذ 14 شهرًا.

في 12 ايار/مايو، تم توقيف الشاب اللبناني الاسلامي شادي المولوي الداعم للحركة السورية المناهضة لبشار الاسد في طرابلس في شمال لبنان، ما اثار توترًا شديدًا تحول سريعًا الى اشتباكات مسلحة في المدينة بين سنة مؤيدين quot;للثورة السوريةquot; وعلويين مؤيدين للنظام السوري اوقعت عشرة قتلى وعشرات الجرحى.

وفي 20 ايار/مايو، وفي ظل استمرار اجواء الضغط والتوتر، قتل رجل الدين السني الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد المرعب برصاص الجيش اللبناني بسبب عدم امتثاله لامر بالتوقف، بحسب مصدر أمني، بينما اتهم مقربون من الشيخ المعروف بمواقفه المؤيدة للمعارضة السورية quot;عناصر مندسة داخل الجيشquot; باستهداف السيارة.

وعلى الاثر، وقعت اشتباكات في احد احياء بيروت بين انصار تيار المستقبل (معارضة مناهضة للنظام السوري) وتنظيم صغير موالٍ لدمشقأسفرت عن مقتل شخصين.

ويقول محللون إن هناك رابطًا مباشرًا بين هذه الحوادث والاتهامات الاخيرة التي وجهها مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري وفيها أن quot;بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية اصبحت حاضنة لعناصر ارهابية من تنظيمي القاعدة والاخوان المسلمين ممن يعبثون بأمن سوريا ومواطنيهاquot;.

وتحدث الجعفري في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن quot;معلومات حول تزويد الجماعات الارهابية في سوريا بالسلاح وتهريب الارهابيين عبر الحدود اللبنانية السوريةquot;.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان إن دمشق quot;باتت تنظر الى جزء من لبنان على أنه معادٍ لهاquot;.

وكانت الامم المتحدة اشارت الى تقارير عن حصول عمليات تهريب سلاح بين لبنان وسوريا. واوقفت الاجهزة الامنية اللبنانية عددًا من الاشخاص بتهمة تهريب السلاح الى سوريا. كما ضبطت أخيرا باخرة محملة بالسلاح قادمة من ليبيا وموجهة الى المعارضة السورية.

ويقول مدير مركز quot;كارنيجيquot; للابحاث في الشرق الاوسط بول سالم: quot;لن تسمح سوريا بتحول شمال لبنان الى قاعدة دعم مهمة للمعارضين السوريينquot;.

ويضيف: quot;من الواضح أن سوريا تضغط على اصدقائها وحلفائها في لبنان من اجل القيام بشيء ما ازاء هذا الوضع، وهذا ما أدى الى التوترquot;.

ولوحظ أن حزب الله، أبرز حلفاء سوريا في لبنان، بقي في منأى عن الاحداث الاخيرة، حتى أنه لم يعلق عليها بشكل مباشر. واكتفى مسؤول في الحزب الشيخ نبيل قاووق الاثنين بتحذير قوى 14 آذار (المعارضة) من ادخال لبنان في quot;المخاطر الكبرىquot; ومن تحويله الى ممر ومقر للمسلحين السوريين.

في المقابل، اتهمت المعارضة المناهضة للنظام السوري سوريا بمحاولة زعزعة استقرار لبنان ونقل quot;الشرارة الامنيةquot; اليه.

ويرى سالم أن الرسالة واضحة ومفادها، سواء من كان وراء الحوادث الاخيرة، quot;اذا اراد الشمال أن يدعم المعارضة السورية، فسيدفع الثمنquot;.

وبدأ القضاء العسكري يحقق في حادثة مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه.

ويرى محللون استحالة أن يكون امر اطلاق النار اتخذ على مستوى عال في قيادة الجيش، الا انهم يتوقفون عند محاولة اقحام الجيش اكثر في محاولة منع انشطة دعم المعارضة السورية انطلاقًا من لبنان.

ويقول خشان quot;الهدف دفع الجيش الى التحرك للحؤول دون استخدام الشمال ضد النظام السوريquot;.

وترتدي اعمال العنف بسرعة طابعًا طائفيًا في لبنان ذي التركيبة الامنية والطائفية والسياسية الهشة، ما يجعل أي هزة امنية تطورًا خطيرًا يثير الخشية من انفجار اوسع في البلاد.

ويتخوف المحللون من الدعوات التي وجهتها اخيرًا اربع دول خليجية الى رعاياها لمغادرة لبنان.

ويقول العزي: quot;حتى الآن، الحوادث هي مجرد هزات صغيرة... وفي مرحلة لاحقة قد يتبعها الزلزالquot;.