دخل ملف الصحراء منعطفًا جديدًا بعد أن سحب المغرب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء، كريستوفر روس. ويقول البشير ادخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو لـquot;إيلافquot;، إن quot;روس لم يقدم الشيء الجديد، بل فشل في مهامهquot;.


الرباط: قرار الرباط بسحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء، كريستوفر روس، جاء حسب جهات رسمية، بعد أن اتضح أن أفق التفاوض، بقيادته، وصل إلى الباب المسدود، عقب تسع جولات من المحادثات غير الرسمية طيلة ثلاث سنوات ونصف السنة بين المغرب وجبهة البوليساريو.

والصحراء مستعمرة إسبانية سابقة ضمها المغرب في 1975. وتعرض الرباط حكمًا ذاتيًا موسعًا مع حكومة وبرلمان محلي تحت سيادتها، لكن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، ترفض الخطة المغربية، وتشدد على quot;حق الشعب الصحراوي في تقرير المصيرquot; من خلال استفتاء.

ورغم الانتقادات التي وجهها البعض لقرار المغرب، إلا أن مراقبين يرون بأنه تأخر في اتخاذ هذه الخطوة.

وفي هذا الإطار، قال البشير ادخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، في تصريح لـquot;إيلافquot;، إن quot;روس لم يقدم الشيء الجديد، بل فشل في مهامهquot;، مشيرًا إلى أنه quot;أصبح يتعاطى أشياء أخرى مخالفة للمهمة الرئيسية، المتمثلة في إيجاد حل متفق عليه من جميع الأطراف، كما تدعو إلى ذلك جميع الدولquot;.

وأكد البشير ادخيل، الذي عاد إلى المغرب الذي يستقر فيه حاليًا، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها مثل هذا القرار، إذ سبق للبوليساريو أن سحبت ثقتها من الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء إيريك يانسن، قبل أن تتخذ الرباط الإجراء نفسه في حق جيمسrlm; rlm;بيكر.

من جهته، قال عبد العزيز قراقي، أستاذ جامعي في العلوم السياسية في الرباط وناشط في مجال حقوق الإنسان، إنه quot;كان على المغرب، منذ البداية، أن يعترض على روس لسبب واحد أساسي وهو أنه سبق له أن اشتغل كدبلوماسي في الجزائر، وعادة ما يحصل لدى الكثير من السفراء نوع من التعاطف مع الدول التي اشتغلوا فيهاquot;.

العاهل المغربي خلال لقاء سابق مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملفّ الصحراء الغربية كريستوفر روس

وأضاف عبد العزيز قراقي، في تصريح لـquot;إيلافquot;، quot;أظن أن مسألة الحياد ضرورية لحل مثل هذه الملفات، التي من الصعب توافرها في شخص سبق له أن عاش في بلد طرف في النزاع. ولهذا أقول إن المغرب كان عليه أن يبدي اعتراضه منذ البدايةquot;.

وزاد موضحًا: quot;حقيقة أن الكل يتفق على أن روس لم يحصل معه أي تقدم في الملف، بل إنه أكثر من هذا طغت قضايا هامشية أخرى على إمكانية البحث عن حلول مثل توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، وهذه كلها قضايا ثانوية أخذت تبعد شيئًا فشيئًا ما سبق أن تحقق من تقدم على مستوى معالجة الملف، والبحث عن حل نهائي متفاوض عليه،وهيالرغبة الأساسية لمجلس الأمنquot;.

وأكد الباحث المغربي أن quot;كل هذا يؤكد أن روس، حتى ولو لم يكن منحازًا لأي جهة، قدفشل في المهمة التي كلف بهاquot;.

وأبرز أن quot;معالجة قضية الصحراء اليوم تتطلب أولاً العودة إلى الخلاصات التي سبق أن تقدم بها المبعوث الأممي السابق، وهو ما يفرض على المغرب أولاً أن يقوم بالتعريف على أوسع نطاق في العالم العربي بالمقترح الذي قدمه، والمتمثل في طبيعة الحال بالحكم الذاتي الذي من شأنه أن يكون المخرج السليم للجزائر ولتصالح اللاجئين الصحراويين في تيندوف مع أبناء عمومتهم في المغرب والصحراء.

quot;وهذا بطبيعة الحال أمر ليس موكولاً للدولة فحسب، بل لا بد من أن تشتغل فيه وتعمل بجد الدبلوماسية الموازية التي هي الأحزاب السياسية، وفعاليات المجتمع المدنيquot;.

وأوضح أن quot;المغرب يتوفر على قدرة كبيرة وطاقات هائلة في مجال الترافع، ويحظى بمصداقية على المستوى العالمي. فلو انخرط في التعريف بالملف المغربي، ووفرت له إمكانية التواصل، فإنه يستطيع أن يقدم عملاً إضافيًا، ودعمًا أساسيًا وضروريًا لعمل الدولة في المملكة. وهذا قد يدفع بطبيعة الحال نحو إيجاد حل معقول لهذه الأزمة، التي على المنتظم الدولي أن يتخلص منها ليوجه اهتمامه إلى قضايا أخرى في العالمquot;.

وكان روس أعلن، إثر آخر جولة مباحثات غير رسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء المغربية في آذار/مارس الماضي، نيته زيارة المنطقة في منتصف أيار/مايو الجاري، هذه quot;الزيارة المطولة لأراضي الصحراء المغربيةquot; ستكون الأولى من نوعها لمبعوث الأمم المتحدة.