الفيروس ستاكسنت يهدف الى التجسس الكترونياعلى برنامج ايران النووي

كشفت تقارير صحافية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو الذي أصدر أمر الهجوم على منشأة نظنز النووية في إيران بفيروس ستاكسنت، بهدف التجسس الالكتروني على برنامج إيران النووي، وأضافت التقارير ان الفيروس صمم بمساعدة وحدة استخباراتية إسرائيلية.


لندن: كان الرئيس الأميركي باراك اوباما هو الذي أصدر أمر الهجوم على منشآت ايران النووية بفيروس ستاكسنت في إطار حملة من أعمال التخريب والتجسس الالكتروني ضد برنامج ايران النووي، كما كشف تقرير في صحيفة نيويورك تايمز.

وصُمم الفيروس ستاكسنت الذي استهدف منشأة نظنز لتخصيب اليورانيوم بهدف تعطيل أجهزة الطرد الايرانية من خلال إجراء تعديلات خفية على المكائن التي تتحكم بها.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها الذي يستند الى كتاب يؤرخ الحروب السرية في عهد اوباما، إن الفيروس استُخدم في إطار quot;موجةquot; من الهجمات الرقمية على ايران وانه صُمم بمساعدة وحدة استخباراتية اسرائيلية.

ويؤكد التقرير شكوك خبراء مختصين بأمن الكومبيوتر اكتشفوا الفيروس ستاكسنت ودرسوه بدقة عام 2010، وخلصوا الى ان القدرات التقنية والموارد الاستخباراتية البشرية المطلوبة لتصميم ودس ما وُصف بأنه quot;أول سلاح الكتروني في العالمquot; ، تشير الى عملية مشتركة بين الأجهزة الأميركية والإسرائيلية.

وأفادت تقارير أن الخبراء اكتشفوا ستاكسنت نتيجة quot;خطأ برمجيquot; تسبب بانتشاره أبعد من شبكة كومبيوترات نظنز. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الرئيس اوباما سأل مستشاري الأمن القومي في إدارته إن كان يتعين وقف الهجوم في اجتماع عُقد في البيت الأبيض قبل ايام على quot;فرارquot; الفيروس، ولكنه قرر تصعيد الهجوم بدلا من وقفه. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر في الإدارة لم تكشف هويتها ان اوباما قرر تسريع مبادرة أطلقها سلفه جورج بوش باسم quot;الألعاب الاولمبيةquot; لاستهداف برنامج ايران النووي.

ويُقدر أن الفيروس عطل نحو 100 من اصل 5000 جهاز طرد في منشأة نظنز بجعلها تدور بسرعة عالية تسبب تلفها.

وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي مايكل هايدن، إن هذا أول هجوم كبير يُستخدم فيه سلاح الكتروني لإنزال دمار مادي.

وأشار مراقبون الى ان الكشف عن دور اوباما في الحرب الالكترونية ضد ايران يبين بلا أدنى شك ان الولايات المتحدة، تساعدها اسرائيل، كانت وراء الفيروس ستاكسنت وتخريب أجهزة الطرد الايرانية. وأن ما كشف عنه سيثير تساؤلات عما إذا كانت واشنطن تقف أيضا وراء الفيروس اللاهب quot;فليمquot; أو quot;فليمرquot; الذي اكتشفه خبراء قبل ايام.

وكان الفيروس فليم ايضا استهدف ايران رغم ان مهمته كانت التجسس على صناعتها النفطية. ويُعتقد انه سرق كمية ضخمة من المعلومات على امتداد عامين وله قدرات تقنية لم يُعرف نظيرها من قبل. ويُعتقد ان فليم اكبر 20 الى 40 مرة من نظيره ستاكسنت وله قدرة لاسلكية في نطاق الموجات القصيرة، أو ما تُسمى تقنية بلوتوث، لا سابق لها في فيروس الكتروني.

وقالت شركة سيمانتيك لأمن الانترنت إن أي كومبيوتر محمول مصاب بفيروس فليم سيبحث عن كومبيوترات تعمل بتقنية بلوتوث ويشفط منها معلومات قد تتضمن أرقام هواتف خلوية. ومن شأن هذا أن يساعد الجهة التي تقف وراء الهجوم على quot;معرفة الدوائر الاجتماعية والمهنية للضحيةquot;.

وقالت مختبرات كاسبرسكي وهي شركة روسية مختصة بأمن الكومبيوتر درست ستاكسنت وفليم ان اول هجوم بفيروس ستاكسنت كان في حزيران (يونيو) 2009 ولكن وجوده لم يُكشف إلا بعد نحو عام على الهجوم. وقال خبراء إن هناك اوجه شبه بين الفيروسين تشير الى ان مصدرهما واحد.

وكان نائب وزير الدفاع الأميركي وليام لين امتنع العام الماضي عن القول ما إذا كانت الولايات المتحدة ضالعة في تطوير ستاكسنت. وقال quot;ان هذا ليس سؤالا سيكون بمقدورنا الاجابة عنه في هذا الوقتquot;.

ويأتي تصوير الدور المباشر الذي قام به اوباما في هجمات الكترونية كهذه بعد الكشف المثير سياسيا في سنة الانتخابات بأن الرئيس الاميركي قام بدور شخصي مباشر في اقرار الغارات على اهداف ارهابية بطائرات بدون طيار.

ويبدو ان كشف دوره بشأن استهداف المنشآت الايرانية يهدف الى سحب البساط من تحت الجمهوريين وتفنيد تهمتهم القائلة انه كان ضعيفا في تعامله مع الملف النووي الايراني، ولا سيما ان المرشح الجمهوري ميت رومني حاول خلال الأسابيع الأخيرة تصوير ادارة اوباما على انها ادارة ضعيفة ومتخبطة في مجال السياسة الخارجية، لا سيما بشأن الأزمة السورية. ويبدو أن كشف دور اوباما في تقارير متعاطفة معه يهدف الى تفنيد هذا الحكم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها إن اوباما اتخذ قراره بتسريع عمليات التخريب الالكتروني ضد طهران عام 2010 حتى بعد تسريب تفاصيل عن الفيروس ستاكسنت بطريق الخطأ على الانترنت. وكان الفيروس أُطلق عام 2006 بعدما قيل للرئيس بوش وقتذاك إن استخدام سلاح الكتروني قد يكون أشد فاعلية من التخريب في اشارة الى قيام وكالة المخابرات المركزية بتهريب مواد معطوبة ضمن مشتريات ايران لبرنامجها النووي.

وتتهم مصادر اميركية يقتبسها تقرير صحيفة نيويورك تايمز اسرائيل بالكشف عن الفيروس في نهاية المطاف قائلة quot;ان الشركاء الاسرائيليين قاموا بتحوير ستاكسنت وارتكبوا خلال العملية خطأ برمجيا أدى الى هروبه وتناسخه في الفضاء الالكترونيquot;.

واعتبر محللون ان ما يكشفه التقرير يلقي ضوء جديدا على التطور المتسارع لقدرات الولايات المتحدة في مضمار الحرب الالكترونية ويؤكد استعدادها لاستخدام اسلحة الكترونية هجومية من اجل تحقيق اهداف سياسية.