يجري جنود إسرائيليون تدريبات عسكرية داخل تجمعات سكنية فلسطينية في منطقة الأغوار الشمالية، والتي تعتبر إحدى نقاط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تسعى تل ابيب بشكل حثيث الى تعزيز الاستيطان في تلك المنطقة، ومحاولة تهجير الفلسطينيين منها.


تشهد مناطق الأغوار الفلسطينية تصعيدًا إسرائيلياً متواصلاً، بحجة إجراء تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي، وأكد عارف دراغمة، رئيس مجلس قروي تجمع المالح في الأغوار الشمالية في الضفة الغربية في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا إسرائيليًا كبيرًا في منطقة الأغوار اشتمل على اعتداءات صارخة على التجمعات السكانية.

وقال دراغمة: quot; إن منطقة المالح والمضارب البدوية شهدت هجمة شرسة من قبل السلطات الإسرائيلية تمثلت بهدم أربعة مضارب للسكان وترحيل حوالي ثلاثين عائلة إلى مناطق أخرى بحجة إجراء تدريبات عسكرية في المنطقةquot;.

وأضاف: quot;أن التدريبات العسكرية الإسرائيلية تسببت في نزوح نحو 200 مواطن عن مناطق سكناهم والمبيت في العراءquot;، لافتًا إلى أن التدريبات العسكرية شملت مواقع متعددة وبين مناطق مأهولة بالسكان.

سيدة فلسطينية هدمت القوات الإسرائيلية منزلها في منطقة الأغوار

وأكد أن quot;منطقة المالح تشكل ثلثي الأغوار وتعد مسرحًا للتدريبات والاعتداءات الإسرائيلية بشكل مستمر حيث تقوم السلطات الإسرائيلية بهدم المضارب بشكل متواصل سعيًا الى تهجير السكانquot;.

وقال دراغمة: quot; إن عمليات الهدم تهدف الى تشويه الواقع، منوهًا إلى أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تصعيدًا كبيرًا وهجمة استيطانية تمثلت بالسيطرة على الموارد الطبيعية ونحو 70% من الأراضي والسيطرة على موارد المياه ومنع البناء والتطويرquot;.

وأضاف: quot;أن هم الأغوار وسكان منطقة المالح والمضارب يعد همًا وطنيًاquot;، داعيًا الحكومة والقيادة والقطاع الخاص لتعزيز الاستثمار في هذه المنطقة والعمل على تطويرها وتعزيز صمود المواطنين للبقاء على أرضهم ضد ممارسات السياسات الإسرائيلية.

وبين أن الأغوار تعدّ سلة فلسطين الغذائية وبحاجة ماسة لتنفيذ مشاريع حيوية، لافتًا في الوقت ذاته إلى وجود نحو 60 انذار هدم لمنازل ومنشآت زراعية من قبل السلطات الإسرائيلية تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين وتعزيز وتشجيع الاستيطان.

ودعا دراغمة، الكل الفلسطيني وكافة الجهات الدولية والمؤسسات الإعلامية لمتابعة ما يجري في الأغوار ونقل معاناة سكان الأغوار الى العالم.

حرب ضد الوجود الفلسطيني
إلى ذلك، أكد النائب قيس عبد الكريم quot;أبو ليلىquot;، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن عمليات الهدم والإخطارات والإنذارات الإسرائيلية المستمرة في منطقة الاغوار تأتي استمرارًا للحرب التي تشنها إسرائيل ضد الأغوار وسكانها.

وقال عبد الكريم في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه: quot;إن إسرائيل تسعى الى السيطرة على منطقة الأغوار الحيوية من خلال القضاء على الوجود الفلسطينيquot;.

ودعا إلى ضرورة دعم صمود المواطنين في وجه الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة المتمثلة بسياسة الترحيل والتهجير، لافتًا في الوقت ذاته، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على إفراغ الأراضي الفلسطينية من السكان لتعزيز وتشريع الاستيطان.

وقال أبو ليلى: quot;إن التصعيد الإسرائيلي وعمليات الهدم التي تنفذها بصورة مستمرة، تأتي سعيًا الى اجتثاث الوجود الفلسطيني من خلال سياسة الترحيل والسيطرة على الأراضي والموارد المائية لتمرير المخطط الاستعماري في منطقة الأغوارquot;.

الأغوار مستهدفة
بدوره، أكد غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;، أن إسرائيل تصعد من إجراءاتها العسكرية في منطقة الأغوار وتستهدف الشجر والحجر والبشر وكل الموارد الطبيعية.

وقال دغلس: quot; إن الحكومة الإسرائيلية تستهدف منطقة الأغوار ضمن خطة ممنهجة وتنفذ مخططات شرسة بشكل استراتيجي لهذه المنطقة التي تشكل نحو 40% من مساحة الضفة الغربية سعيًا الى تأمين الحدود الشرقية مستقبلاً وفرض حقائق أمر واقعquot;.

وأشار إلى أن التدريبات العسكرية التي تجريها السلطات الإسرائيلية تهدف إلى تهجير السكان من المنطقة للسيطرة على المنطقة بشكل كامل.
وبين دغلس، أن تقدمًا طرأ على عمليات المتابعة وتعزيز صمود المواطنين ورعاية الذين يتم هدم منازلهم، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة دعم المزارعين وعدم التأخير في صرف مستحقاتهم.

هدم وتدريبات عسكرية
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أجبرت عددًا من السكان على هدم منازلهم بأيديهم في منطقة خربة الميتة التابعة لوادي المالح، كما أقدمت على تبليغ العديد من السكان بإخطارات هدم لمنازل ومنشآت زراعية ومنعت مزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

إلى ذلك، أكد مواطنون في حديث لـ quot;إيلافquot; أن نحو 200 مواطن قضوا ليلة كاملة في العراء نهاية الأسبوع بسبب التدريبات العسكرية الإسرائيلية التي جرت في محيط منازلهم.
وكانت السلطة الفلسطينية والحكومة أكدت سعيها المستمر للاهتمام بمنطقة الأغوار والعمل على تنفيذ مشاريع من شأنها تعزيز صمود المواطنين.

ونفذت الحكومة عددًا من المشاريع كتوفير خيام واحتياجات المزارعين، إلا أنها وبحسب المواطنين والمزارعين ما زالت دون المستوى لمواجهة التحديات الإسرائيلية المستمرة.