عناصر الشرطة في داغستان تحضروا لمواجهة أي طارئ خلال مظاهرة للنساء المسلمات

وقف عناصر الشرطة الروسية حاملين بنادقهم، استعداداً لأي طارئ خلال التجمع الضخم أمام مركز الشرطة في كيروفسكي عاصمة منطقة داغستان في روسيا، الذي قام به حشد من النساء الغاضبات، اللواتي يرتدين الحجاب والثياب الطويلة التي تصل إلى الكاحل خارج أسوار المحطة، والذي لم يضم المتشددين الملتحين المدججين بالسلاح.


بيروت: تجمهرت النساء اللواتي يرتدين الحجاب والثياب الطويلة التي تصل إلى الكاحل، أمام مركز الشرطة في كيروفسكي عاصمة منطقة داغستان في روسيا، للمطالبة بمعرفة مصير ذويهن الذين تم اعتقالهم. وسرعان ما اقتحمت النساء الفناء للمطالبة برؤية أزواجهن وأبنائهن، الذين يعتقد أنهم في زنزانات الطابق السفلي، حيث يعتقد أنهم تعرضوا للضرب أو ما هو أسوأ، كالتعذيب بالكهرباء.

وطالبت النسوة، معظمهن من المسلمات السلفيات، بأن تسمح الشرطة بدخول المحامين. وكان من ضمن المعتصمات امرأة تطالب بمعرفة مصير ابنها عبد الرحمن محمدوف (19 عاماً) الذي اعتقل قبل التجمع بساعات قليلة.
وهددت النسوة بتفجير أنفسهن إذا لم تستجب السلطات للطلب، وبعد بضع مكالمات هاتفية ورسائل نصية، أثار تجمع النساء الغاضبات اهتمام العديد من الأقارب الذكور والأصدقاء الذين وصلوا إلى نقطة تفتيش للشرطة وبدأوا يلتقطون صوراً لرجال يرتدون الزي العسكري.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;فورين بوليسيquot; أن المنطقة أصبحت مسرحاً لحلقة مفرغة من العنف والقمع في السنوات الأخيرة، فقوات الشرطة والقوات الخاصة اعتقلت الآلاف من الشباب السلفيين في جميع أنحاء جمهوريات شمال القوقاز، والذي بدوره أدى إلى انخراط المزيد من الشباب والنساء في الجماعات الجهادية المختلفة التي تهدف إلى اقامة دولة اسلامية تشمل كامل شمال القوقاز.

في محج قلعة، يتزايد الإحباط والغضب على خلفية خطف 17 شخصاً من قبل السلطات، منذ بداية هذا العام. وأصبحت داغستان كالفتيل المشتعل، لا سيما بعد أن قتل 254 من ضباط الشرطة الروسية في حوادث مرتبطة بالتمرد في العام الماضي، وهذا الرقم أكثر بكثير من عدد ضحايا الولايات المتحدة في أفغانستان.
بالنسبة لمعظم الروس، يبدو هذا المشهد شبيهاً بسوريا أو ليبيا، فالتلفزيون الرسمي نادراً ما يبث صوراً عن الإشتباكات، أو تعليقاً رسمياً حول انتهاكات حقوق الانسان المتزايدة من قبل جهاز الامن الفيدرالي والشرطة في داغستان.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الموضوع quot;جزء من الأزمة الروسية التي لا يرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحديث عنه الآنquot;.
في هذه الأثناء، تتحول الأحداث في داغستان من إشكالات مع الشرطة الى نوع من الحرب ضد المتمردين الاسلاميين، كالتي شنها بوتين في الشيشان في بداية ولايته الرئاسية الأولى.

ونقلت الصحيفة عن غاغزيموراد عمروف، وهو عضو سابق في برلمان داغستان الذي استقال من منصبه في الخريف الماضي وانضم الآن الى المعارضة، قوله: quot;بدلاً من إصلاح نظام المحاكم، والمحاكم المستقلة بحيث يمكن محاكمة هؤلاء الذين يختطفون في هذا الجزء من روسيا، تقوم موسكو بتوظيف البلطجية والمجرمين في المناصب القيادية في الأجهزة الأمنية، الذين يدفعون ملايين الدولارات إلى حركة التمرد من أجل إنقاذ حياتهمquot;.

من جهتها، تقول الناشطة في حقوق الإنسان سفيتلانا غانوشكينا إن quot;الصمت والتكتم هو أسلوب بوتين. نحن لم نسمع أي تعليق أو توضيح عن سبب إلغاء رحلته للمشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني. لا يفاجئنا أننا لم نسمع شيئاً من استراتيجيته لوضع حد للعنف في داغستانquot;.
وفي الليلة التي سبقت التجمع الغاضب خارج مركز الشرطة في كيروفسكي، بقيت غانوشكينا مستيقظة طوال الليل في موسكو، في محاولة لإنقاذ حياة شابين، ثلاث نساء وطفلين في منزل في محج قلعة تحيط به القوات الفيدرالية.

واشتبهت الشرطة في أن سكان المنزلينتمون إلى جماعة إسلامية سرية. وحاولت غانوشكينا وفريقها لساعات إقناع قائد العملية بالسماح للنساء والأطفال بالخروج مقابل استسلام الرجال. لكن في النهاية، داهمت القوات الفيدرالية المنزل، مما أسفر عن مقتل أحد الرجال، الذي كان مسلحاً، واحتجاز النساء الثلاث في السجن ليوم واحد، واعتقال وضرب الرجل الآخر في محطة كيروفسكي.

أدى هذا الاعتقال إلى مظاهرة في المحطة في اليوم التالي. وخرجت الأمور عن السيطرة عندما بدأت الشرطة باعتقال المتظاهرين، فتعرض أحد رجال الشرطة إلى الضرب وسجن أكثر من 11 شخصاً.
كان ذلك مجرد يوم آخر في الصراع العنيف الذي لا يدرك معظم الروس أنه يجري داخل بلدهم.