مطالبة بتدخل عسكري لوقف أعمال العنف في سوريا

قارن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ما يحصل في سوريا بوضع البوسنة في التسعينات، مشيرًا الى ضرورة التدخل الدولي لوقف أعمال العنف، وأنه على روسيا أن تدرك هذه الحقائق من أجل ممارسة المزيد من الضغوطات على سوريا للامتثال الى القرارات الاممية فوراً.


بيروت: وجهت دبابات القوات الحكومية فوهاتها نحو وسط دمشق، مطلقة نيرانها للمرة الأولى منذ اندلاع شرارة الثورة السورية قبل 15 شهراً ضد الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي قارن فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ما يحدث في سوريا بوضع البوسنة في التسعينات.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; إلى أن العاصمة دمشق تشهد احتجاجات واسعة، في حين أقفلت المتاجر أبوابها احتجاجاً على المجازر التي نفذتها قوات الأسد بحق المدنيين، الأمر الذي يشير إلى ابتعاد الطبقة التجارية تدريجياً عن ولائها للأسد.

قارن هيغ ما يجري على الارض في سوريا بما حدث في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي حيث شهدت حرباً أهلية وطائفية ودخلت قرى عدةفي معارك ضد بعضها البعض، مضيفاً أن quot;على روسيا أن تدرك هذه الحقائق من أجل ممارسة المزيد من الضغوطات على سوريا للامتثال الى القرارات الاممية فوراًquot;.
واعتبر أنه quot;لا يمكن استبعاد خيار التدخل العسكري في هذه الدولةquot;، مؤكداً أن المشاورات الدولية مع موسكو لم تتوقف منذ أسابيع عدةفي محاولة لاقناع الحكومة الروسية بتبني مواقف مغايرة من الازمة، quot;فالمجموعة الدولية باتت مطالبة بوضع كافة الخيارات على الطاولة في حال إصرار النظام السوري على تجاهل القرارات الأممية ومواصلة اعتداءاته الدموية ضد المواطنين العزلquot;.

بدورها، سارعت الدول الغربية للرد على تفكك خطة السلام بوساطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان، لا سيما بعد المذابح بحق القرويين السنة على نطاق واسع، والتي نسبت إلى أفراد الأقلية العلوية الموالين للأسد. وقتل ما لا يقل عن 186 شخصاً في المذابح الأخيرة معظمهم من النساء والأطفال.
واعتبرت الصحيفة أن تلك الفظائع أدت إلى تخلي ثوار الجيش السوري الحر عن التزامهم بخطة وقف إطلاق النار التي تدعمها الامم المتحدة، وشنوا هجوماً على ثلاث مناطق من دمشق، كانت حتى ذلك الحين هادئة نسبياً.
سمع دوي الإنفجارات وإطلاق النار في أنحاء المدينة لأكثر من 12 ساعة ليلة السبت، بعد أن قصفت قذائف الدبابات المباني الحكومية في منطقتين في وسط دمشق، مما اضطر السكان الى الخروج من منازلهم والهروبالى الطوابق السفلية.

وعلى الرغم من هذه المعركة، فشلت القوات الحكومية في صد مقاتلي الجيش السوري الحر.
اشتبك الثوار مع قوات الحكومة التي تضعف بشكل متزايد في مكان آخر في البلاد، إذ اندلعت الإشتباكات في مدينتي درعا وادلب في حمص، وكذلك في القرى القريبة من مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
بدوره، أكد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، أن quot;نظام الرئيس بشار الأسد بات في المراحل الأخيرةquot;، مشيراً إلى أنه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن.

ونقلت الـ quot;تليغرافquot; عن نشطاء سوريين قولهم quot;لقد تم التوصل إلى نقطة تحول في الصراعquot;، متعهدين بتصعيد هجومهم في العاصمة. وزعم النشطاء أنهم يتلقون الدعم من دول الخليج العربي، من أسلحة وأموال، معتبرين أن هذا سيقدم لهم دفعاً إضافياً في معاركهم.
أشار يحيى عواش، وهو من سكان ضاحية دوما التي شهدت المعارك الثقيلة الاخيرة إلى أن quot;الجيش السوري الحر أصبح أكثر قوة وتنظيماً. لديهم المزيد من الأسلحة والقوات وهذا يمكن أن يجعل العمليات أكثر تعقيداًquot;.

ثقة الثوار المتزايدة بأنفسهم انعكست على السكان المدنيين، إذ سجلت في العاصمة دمشق أكثر من 50 مظاهرة. ودعا المتظاهرون إلى إضراب عام في دمشق للاحتجاج على المجازر الأخيرة، الأمر الذي حقق نجاحاً مفاجئاً، مما يوحي بأن الطبقة التجارية في العاصمة - ركيزة أساسية لدعم النظام - قد تحولت ضد الأسد.
ويقول نشطاء المعارضة ان ما يصل الى 90 في المئة من المحلات التجارية قد أغلقت أبوابها، على الرغم من الجهود المبذولة لتخويفهم.

وأشار عمر الدمشقي، وهو رجل أعمال وناشط، الذي قال إنه أغلق كل صالات العرض العشرين التابعة لتجارته، إلى أن quot;القوات العسكرية داهمت بعض المتاجر، وحاول البعض منهم إحراق بعض المحلات أو إجبار التجار على فتح الأبواب، لكنهم عجزواquot;.
وأضاف الدمشقي: quot;شعر بعض التجار بالخوف، وحاولوا فتح ابواب محلاتهم، ولكن عندما رأوا أن لا أحد غيرهم في المتاجر، أقفلوا الأبواب ورحلوا. دمشق أصبحت في أيدينا الآنquot;.