التدخل العسكري في سوريا بحاجة الى موافقة المجلس الدولي

يزداد الحديث في الأوساط الحكومية الغربية عن إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية، خاصة منذ المجازر التي حصلت مؤخرا والتي سقط اثرها أكثر من مئة قتيل، إلا أن هناك أكثر من وجهة نظر تقف بوجه التدخل العسكري الدولي في سوريا.


لندن:منذ مجزرة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص نصفهم تقريبا أطفال في 25 ايار(مايو)، أخذ الحديث عن إقامة مناطق عازلة على الحدود السورية يجري بصوت أعلى في الأوساط الحكومية الغربية. وارتفع صوت هذا الحديث أكثر بعد مجزرة القبير التي قُتل فيها 78 قرويا قرب حماة. وكانت القوى الغربية اتفقت حتى الآن على أن التدخل المباشر الذي سيقترن باقامة مثل هذه المناطق، ليس واردا، ولكن هذا الموقف بدأ يتغير.

وافادت مجلة الإيكونومست في عددها الأخير، بأن المخططين العسكريين يدرسون الآن بالتفصيل مستلزمات تأمين منطقة عازلة مشيرة الى ان مسؤولين في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أعلنوا ان التدخل العسكري quot;لا يمكن ان يُستبعدquot; في الوقت المناسب. ومع أن احدا لا يعتقد ان التدخل بات قريبا فإن الدعوات الى التدخل وخاصة في واشنطن، تتزايد قوة.

وما زالت وجهتا نظر تقفان عقبة في طريق التدخل، الأولى ترى ان التدخل سيتطلب موافقة من مجلس الأمن الدولي، لا يبدو ان روسيا والصين مستعدتان لمنحها حتى الآن. والرأي الثاني يذهب الى ان التدخل العسكري في سوريا البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة سيكون أصعب، بخلاف ليبيا ذات السبعة ملايين، وان ما سيعقبه من سفك دماء سيكون على نطاق أوسع بكثير منه الآن.

وفي ما يتعلق بوجهة النظر الأولى، فإن بإمكان القوى الغربية في النهاية ان تتجاوز مجلس الأمن الدولي مثلما فعلت عام 1999 عندما قرر حلف الأطلسي قصف صربيا في عهد سلوبودان ميلوشيفيتش، رغم معارضة روسيا. ولكن من المستبعد ان تقرر القوى الغربية تنفيذ عمليات مماثلة ضد سوريا من دون تعاون وثيق ودعم علني من تركيا والجامعة العربية.

وما إن تتوفر هذه الشروط، حتى سيكون بمقدور القوى الغربية اقامة منطقة عازلة بسرعة. ونقلت مجلة الايكونومست عن رياض قهوجي المحلل العسكري في دبي، ان هناك مبالغة وتضخيما لقوة الجيش النظامي السوري quot;وان لدى سوريا منظومة متطورة من المضادات الجوية، ولكن غالبيتها معدات من زمن الاتحاد السوفييتي ويمكن التفوق عليها بسهولةquot;. وسيتطلب أي قرار غربي توافق عليه تركيا شنّ غارات جوية على الدفاعات السورية.

وثمة تقارير عن هبوط معنويات الجيش السوري البالغ تعداده 300 الف، وشهد الجيش انشقاق الكثير من المجندين فيما تزداد هجمات الجيش السوري الحر.
وافادت تقارير ان اكثر من 100 جندي قُتلوا في كمين نصبه مقاتلو الجيش السوري الحر مؤخرا. ويتألف الجيش في الغالب من الجنود السنة الأقل ولاء لنظام الأسد من الأقلية العلوية التي ينتمي اليها بحسب مجلة الايكونومست.

وما زالت الوحدات النخبوية في الجيش بقيادة ماهر شقيق الأسد موالية للنظام بقوة. ويرتكب الشبيحة الذين غالبيتهم من العلويين العديد من الفظائع التي تشهدها سوريا. ونقلت مجلة الايكونومست عن الباحث اميل هوكايم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية quot;ان الأسد هو المسؤول في نهاية المطاف عن ايجاد الظروف لعمل هذه الميليشيات ولكن لا أحد يعتقد أنه يلتقط الهاتف لإصدار الأمر بشأن كل اعتداء. فهذه المجموعات قد تعمل بمبادرة منها ايضاquot;.