يثير موضوع ارتداء بعض الفتيات في المجتمع الفلسطيني الفيزون حالة من الجدل بين الشباب الذين يرىقسم منهمأن هذا الأمر يخالف الشريعة الإسلامية ويسيء إلى عادات وتقاليد المجتمع المحافظ،في حين يرى اخرون أن مسألةاختيار الإنسان نوع ملابسهتصنف كحرية شخصية.


رام الله: انتقد مواطنون وفنانون ما ظهر في الآونة الأخيرة من ملابس وصفها البعض بالمغرية والمثيرة وتخالف الحجاب الإسلامي في الأراضي الفلسطينية، وكان الفيزون الأكثر جدلا بين أوساط الشبان حيث يراه البعض حرية شخصية فيما يراه آخرون أنه مثير ومخالف للشريعة الإسلامية ويتسبب بالمشاكل الاجتماعية.

سامر خويرةحين سألناه عن رأيه في موضوع ارتداء الفيزون، قال: quot;سألت عن شيء عظيمquot;، مؤكدا أنه يعد شيئا سلبيا ويسيء أكثر ما يقدم وليس جميلا ومبالغا فيه واستخداماته غير منطقيةquot;.

وأشار إلى أن ما يحكمه في توجيه النقد لمثل هذه الملابس هو الناحية الشرعية الإسلامية، معتبرا أن كل ما يخالفها يعدّ مرفوضا. وأعرب عن أمله في أن تتقي النساء الله في أنفسهن والابتعاد عن هذه المظاهر والالتزام باللباس المحتشم، متسائلا في الوقت ذاته، عن الرسالة التي تكون ناتجة من وراء ارتداء مثل هذه الملابس الضيقة والفاتنة.

البعض يقول إن الفيزون يجعل الشاب يشاهد المفاتن بتقنية ثلاثية الأبعاد

وأكد عدم اقتناعه بفكرة أنها حرية شخصية كونها تتعارض مع الحفاظ على الكرامة الخاصة بالناس والإسلام منح الحرية بحدود الحفاظ على الكرامة. وعن آثار انتشاره، قال خويرة: quot;من الممكن أن يتسبب انتشار هذا النوع من الملابس بمشاكل اجتماعية بين أوساط الشباب ومضايقات للفتيات، وبالتالي لا بد من الابتعاد عن التقليد الأعمى سواء بالنسبة إلى الشباب والفتياتquot;. وأكد أنه ضد هذه الفكرة جملة وتفصيلا، وأنه لا يتعمّد النظر إلى هذه المناظر.

إبراهيم عياش وحمدي ابو ظهير اكتفيا بوصفه أنه لا دين له وأنه لا يمكن أن يعتبر حرية شخصية.

التقليد للغرب

في حين قالت أمل دويكات: quot;في رأيي هو نمط من أنماط التقليد التي غزت المجتمعات الشرقية عموما، هو مجرد رغبة في الانصياع لأوامر كل ما يتفتق عن أذهان مصممي الأزياء والموضة في العالم quot;المتحضر .
وأضافت: quot;هو نوع من أنواع ملء الفراغ الفكري والحضاري والثقافي الذي يعانيه مجتمعنا نحن نتشبث بكل ما يصنع لنا لأننا لا نجيد الصنع ولا نجيد لغة العلم والآلة والتكنولوجيا لذلك أعتقد أن الوضع يتجه نحو الأسوأ طالما بقيت المقدمات والمعطيات سلبية هكذا سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع أو العملquot;.

واعتبره علاء ناصر من الملابس الجميلة الفاتنة التي تروق له ولكن ليس في الشارع، وإنما من الملابس البيتية لانه من غير المعقول أن تظهر به الفتيات والنساء في شوارع مجتمعنا المحافظ كونه فاتنًا، ومجتمعنا اسلامي وهذا يعد مخالفا لطبيعة الحجاب الإسلاميquot;.

وقال أحمد غزال إنه يعد اختراعا غير انساني وغير اخلاقي لأن الفكرة فيه تتمثل بإظهار مفاتن وشكل الفتاة والنساء ومن يراها يشاهد المفاتن بتقنية ثلاثية الأبعاد عالية الدقةquot;.

وأضاف غزال: quot;يعد الفيزون عبارة عن تقليد أعمى بأسوأ أشكاله فالفكرة مش بالفيزون كفيزون ولكن الفكرة تتمثل بالعادات والتقاليد والأخلاق والدين وتعارضه معها مؤكدا أن التقليد للغرب هو تقليد أعمى دون التفكير بآثاره السلبيةquot;.

وأكد أن أعطل ما في هذا التقليد أن تكون المرأة أو الفتاة محجبة ولابسة الفيزون وغيره من الموديلات المسيئة للحجاب الإسلامي، دون وعي بطبيعة الحجاب الإسلامي الصحيح، وبالتالي أنصح من يقمن بهذا العمل ألا يسئن إلى الإسلام والحجاب الملتزم.

وأكد أن قسمًا كبيرًا من اللوم يوجه إلى الآباء والأمهات كونهم يتحملون المسؤولية الأولى في تربية أبنائهم وبناتهم مشددا على ضرورة قيام الأهالي بتوعية الأبناء والبنات وتوجيههم بالتصرفات السليمة وتربيتهم على التنشئة السليمة والملابس المحتشمة والابتعاد عن التقليد الأعمى الذي من شأنه أن يسيء إلى الفتيات والنساء ويؤثرفي المجتمع سلبيا.

وتساءل غزال: يا ترى كيف ترى من ترتدي هذه الملابس نظرة الشباب إليها حينما تكون في الشوارع والأسواق؟

حرية شخصية

بدورها، تعتقد مرح العبوة أن ارتداء هذه الملابس يدخل في باب التقليد الأعمى للغرب والشابات العربيات يعملن على تقليد آخر صيحات الموضة دون وعي وإدراك بأنهن مسلمات وفي مجتمع محافظ. وقالت العبوة: quot;نجد بين الفتيات العربيات في المجتمعات العربية دون تعميم من يعتقدن أن لبس الملابس الفاضحة والمثيرة يزيد من جمالهن وأنوثتهنquot;.

واكدت أنه ورغم هذه الحالات فإن من يحافظن على اللباس الذي لا يخرج عن المألوف هن الغالبية العظمى.

بدورها، أكدت سونا الأسعد، أنها ترتدي الفيزون، ولكن ليس كما تظهر بعض الحالات وإنما ترتديه تحت بلوز طويلة بحيث يكون مسترا لا كاشفا وفاضحا، موضحة أن ما ينتشر من تعليقات ليست بهذه الضخامة.

وقالت إن هناك منتخرج بطريقة ملفتة للنظر ما يجعلها عرضة لتعليقات المارة ويسيء لها، وتجعل من نفسها لقمة سائغة للشباب.

وقال المصور الصحافي فادي العاروري: quot;إن ارتداء الفيزون هو حرية شخصية بالدرجة الأولى مثله مثل أي شيءquot;

واضاف: quot;لكن بما انو شوي مجتمعنا محافظ، في على لبس الفيزون شوية انتقادات خصوصاً يوم يكون من فتيات محجبات ... يعني لبسوا لبنت محجبة شوي ينتقص من مفهوم الحجاب اللي هو بالنهاية سببو دينيquot;.

وتابع: quot;اتخيل في طرق ثانية ممكن تخفف من حدة لبس الفيزون ممكن بملابس طويله شوي .. بس انا شخصياً بنظر للموضوع انو حرية شخصية وما بيطلع لأي انسان انو ينتقدو ... وان كان واجب سنفتح الباب واسعاً لانتقاد الشباب بطريقة قص الشعر ولبس البلاطين الساحله والبلاطين الضيقة من تحتquot;.

في الأغاني

يتناول الفنان الفلسطيني الشعبي الشاب قاسم النجار موضوعًا جديدًا وحساسًا في أغنيته الجديدة القادمة والتي هي برعاية وإشراف موقع فنجان الفن، وهو موضوع لبس الفتيات وبالتحديد quot;الفيزونquot; المثير .. للجدل.

فبعد أن تناول فنان الشعب بعض المواضيع السياسية الساخنة من الانقسام الفلسطيني وقانون الضرائب وانتقاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وثم انتقل ليتناول موضوع الكهرباء والوضع المعيشي الصعب في غزة مخاطباً رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية في اغنيته الشهيرة quot;شو القصة يا هنيةquot;، يأتي اليوم وفي جعبته موضوع quot;ساخنquot; في المجتمع الفلسطيني خاصة بعد أن تم منع quot;الفيزونquot; في جامعة النجاح الوطنية، وكان قد تردد عن منعه في بعض الجامعات الأردنية لما له من آثار سلبية على الفتاة بصفته مخالفاً للشرع والعادات والتقاليد في المجتمعات المحافظة وبصفته تقليدًا غربيًا اعمى.

ويستمر النجار بذكائه الفطري بنبش المواضيع الحساسة التي تهم كافة ابناء الشعب ليتداولها بفنه وزجليته وكلماته الرائعة ليؤثر ويخاطبهم جميعاً ويخرج بالصورة السليمة والمعبرة والمتمثلة به بلقبه الخاص quot;فنان الشعبquot;، وخاصة أنه السباق في طرح هذا الموضوع الحساس الذي لم يتداوله احد حتى اللحظة.

وقد صرح قاسم في حديث خاص لغرفة تحرير quot;معاquot; أنه سيستمر بهذا النهج وانه ينتقي مواضيع أغانيه بدقة وحذر، خاصة أنه تعاون أخيراً مع فريق برنامج فنجان البلد، وهو برنامج كوميدي تم تأسيسه من مجموعة شباب متطوعين، يناقش قضايا اجتماعية في المجتمع الفلسطيني بصورة نقدية كوميدية، وستكون هذه الاغنية ضمن حلقة من حلقات برنامج فنجان البلد.

ووجه رسالة عامة على صفحته الرسمية على الفيسبوك وضّح فيها وجهة نظره ورأيه من خلال الاغنية : quot;لكل انسان عربي يرفض الفيزون.. والموضات الغربية الدخيلة على مجتمعنا العربي نرجو بأن يساهم في نشر الاغنية... ليسمعها كل اب.. وكل ام.. وكل اخ.. وكل اخت.. وكل اسرة عربية.. املا منا ان نغير في واقعنا الثقافي والاخلاقي ..مع احترامي للجميعquot;.

الجدير بالذكر ان الاغنية لاقت رواجاً واسعاً حيث شوهدت على القناة الرسمية لموقع فنجان الفن على اليوتيوب أكثر من 30 ألف مرة في أقل من 24 ساعة، بمعدل 1250 مشاهدة في كل ساعة.


الاغنية من كلمات والحان وغناء قاسم النجار وتم تسجيلها مؤخرا في استوديوهات ميوزكال ساوند في قلقيلية بإشراف مهندس الصوت مصعب ولويل، وهي برعاية حصرية وتحت اشراف فني من موقع فنجان الفن.