أعلن العراق اليوم الاحد اتفاقه مع الجامعة العربية على تعليق قرارها بغلق مكتبها في بغداد، وذلك بعد مباحثات اجراها المالكي والعربي، واكد أن المكتب سيبقى مفتوحًا طيلة فترة رئاسة العراق للقمة العربية التي تنتهي في اذار (مارس) المقبل بانتقالها الى قطر التي ستستضيف القمة المقبلة في الدوحة.


أسامة مهدي: ناقش وزير الخارجية العراقي في مقر الوزارة في بغداد اليوم مع سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العرب العاملين في العراق عزم الجامعة العربية إغلاق مكتبها في بغداد.

زيباري ملتقيًا السفراء ورؤساء البعثات العربية في بغداد

وأكد الوزير أن المكتب سيستمر في عمله طوال رئاسة العراق للقمة لمتابعة وتنفيذ قرارات القمة العربية الثالثة والعشرين التي عقدت في بغداد في أواخر آذار/مارس الماضي، مشيرًا إلى أن اتصالات قد جرت مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمانة العامة بهذا الخصوص. كما استعرض زيباري تطورات الأوضاع الداخلية في العراق والاوضاع في المنطقة، خاصة في سوريا، واجاب عن استفسارات عدد من السفراء في هذا الشأن، كما قال بيان رسمي عراقي من دون تفصيلات اخرى.

جاء تعليق اغلاق مكتب الجامعة في بغداد بعد يوم من اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وبحث معه متابعة تنفيذ مقررات القمة العربية، التي انعقدت في بغداد، مؤكدًا رغبة العراق في إبقاء مكتب الجامعة في بغداد.

وقال مساعد الأمين العام احمد بن حلي في تصريحات صحافية إن quot;اتصالاً هاتفياً جرى بين المالكي والعربي، تناول متابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد والوضع العربي الراهن باعتبار العراق الرئيس الحالي للقمةquot;. وأضاف أن quot;الجانبين تشاورا حول متابعة تنفيذ قرارات القمة الثالثة والعشرين التي عقدت في بغداد في نهاية آذار الماضي، خاصة في ما يتعلق بالقرارات الخاصة بتفويض الأمين العام للجامعة العربية باتخاذ الاجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الأمانة العامة وتطوير أنظمتها، وأساليب عملها، بما يمكنها من الارتقاء بأساليب العمل وتحسين أدائها ومواكبة المستجدات على الساحتين العربية والدولية، ومن بينها دراسة إعادة النظر في أوضاع بعثاتها ومكاتبها في الخارج في ضوء قرار قمة بغدادquot;.

واضاف بن حلي أن quot;الاتصال تناول أيضًا ما تناقلته تقارير حول اعتزام الجامعة العربية إغلاق مكتبها في بغداد، حيث أبدى العراق رغبته في مواصلة المكتب لمهامه في الوقت الراهنquot;.

وأشار الى أن quot;قمة بغداد طلبت من الأمين العام اتخاذ الإجراءات ودراسة أوضاع مكاتب الجامعة التي فتحت في بعض الدول العربية بصفة موقتة، من ضمنها مكتب بغداد، للتعامل مع الحالة الخاصة التي كان يمر بها العراق ومتابعتها والمساهمة في تقديم ما يمكن القيام به لتجاوز تداعيات هذه الأوضاع الراهنةquot;.

يذكر أن القمة العربية الثالثة والعشرين في بغداد انعقدت في 29 مارس/ اذار الماضي بحضور جميع أعضاء الجامعة العربية، باستثناء سوريا، بينهم قادة عشر دول عربية، قد أثمرت عن إعلان بغداد المتضمن [49] مادة، والذي تناول ملفات الأزمة السورية وفلسطين وحظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ورفع مستوى التعاون المشترك بين الدول العربية وأمور أخرى عدة.

وفي وقت سابق اليوم حمّلت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي الحكومة العراقية مسؤولية غلق مكاتب الجامعة العربية في العراق، معتبرة أن هذا الإجراء يسيء إلى العراق.

وقالت الناطقة الرسمية باسم ائتلاف العراقية النائبة ميسون الدملوجي في تصريح صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه إن شعب العراق وائتلاف العراقية تلقوا بأسف نبأ غلق مكاتب جامعة الدول العربية في العراق، ويحمّلون الحكومة مسؤولية هذا الإجراء، الذي يسيء إلى العراق وشعبه خاصة بعدما عقدت القمة العربية الأخيرة في بغداد، وجاءت بعد جهود مخلصة لأطراف سياسية عراقية وعربية، في مقدمتها ائتلاف العراقية.

واضافت أن ابتعاد العراق عن حاضنته العربية والاسلامية لن يصبّ في مصلحته، أو الدول الأعضاء في الجامعة، وسيخسر العراق وشعبه منبراً اقليمياً مهماً، ولاسيما ان العراق عضو مؤسس لجامعة الدول العربية، ولعب دوراً فاعلاً فيها في مختلف العهود.

وكان مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي قال للصحافيين الخميس الماضي ان quot;نائب الامين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلي فسر طلب اغلاق مكتب الجامعة في بغداد بأنه لم تعد هناك حاجة إلى المكتب في العراق باعتباره يتطلب تكاليف اضافيةquot;، مضيفًا أن العراق quot;لم يعد من الأماكن المتوترة التي تستلزم تواجد مثل هذه المكاتب مثلما هو الوضع في السودان وليبيا وغيرهماquot;.

واضاف العزاوي أنه quot;نقل هذا الطلب الى وزارة الخارجية العراقية التي ابدت موافقتها على تلبية طلب الجامعة العربيةquot;. وأكد مندوب العراق أن اغلاق مكتب بعثة الجامعة في بغداد quot;لن يؤثر على التواصل بين بلاده والجامعة العربية، باعتبار العراق عضوًا مؤسسًا للجامعة، كما أنه الرئيس الحالي للقمة العربيةquot;، مضيفًا أن الجامعة العربية quot;لعبت دورًا كبيرًا في العراق، وعملت على تحقيق المصالحة الوطنية والتحضيرات الخاصة بقمة بغدادquot;.