في تقرير مطول لها تحت عنوان quot;في عالم مليء بالتعقيدات .. أوباما يواجه اختباراً بخصوص إعادة انتخابهquot;، تحدثت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن المعضلات التي تعترض الجهود التي يبذلها أوباما قبيل أشهر من معركة الانتخابات، مؤكدةً أن العالم، الذي سعى أوباما إلى استعادة علاقات طيبة معه في ولايته الرئاسية الأولى، لا يبدو متعاوناً بشكل كبير مع مساعيه المبذولة إلى الظفر بولاية ثانية.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: عدّدت الصحيفة مشكلات عدة، منها الأزمة المالية في أوروبا، والصراع السوري والخطر الذي تواجهه الثورة المصرية وقمع روسيا للمعارضة في الداخل وتلويحها بقوتها في الخارج.
ومضت الصحيفة تقول في هذا السياق إنه مع سفر الرئيس أوباما إلى المكسيك لحضور قمة دولية هناك، برزت على الساحة مجموعة من الملفات الساخنة ذات الطبيعة الشاقة، التي جاءت لتبرز حقيقة التحديات التي يواجهها الرئيس الأميركي الحالي، الذي يحاول أن يتعامل مع الشؤون العالمية، في وقت يسعى فيه إلى تعزيز وضعيته، قبيل انطلاق معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في أميركا في نهاية العام الجاري.
ورغم عدم تركيز الناخبين الأميركيين بشكل محدد على السياسة الخارجية، في وقت يواجهون فيه معضلات اقتصادية، إلا أن بقية دول العالم لديها طريقة لشغل وقت الرئيس والتدخل في خطط ترشحه لولاية رئاسية ثانية بعد وضعها على أفضل ما يكون.
باراك أوباما |
لا يقتصر الأمر بالنسبة إلى أوباما عند هذا الحد، بل إن منافسه يصوره على أنه شخصية ضعيفة وغير فعّالة في صياغة الأحداث الدولية. وإن لم يتمكن الرئيس من إثبات جدارته وفعاليته، فإنه لن يكون قادراً على القيام بمهمة الحكم في عصر يتسم بالتعقيد.
وأعقبت الصحيفة بنقلها عن ستيفن بيدل، باحث في مجلس العلاقات الخارجية، قوله: quot;يتعين على كلا المرشحين أن يتظاهرا بأن الرئاسة الأميركية أكثر تأثيرًا على الأحداث مما هي عليه في واقع الأمرquot;. ومضت الصحيفة تقول إن المثال الواضح على ذلك هو الوضع الاقتصادي في أوروبا، الذي يحظى بتداعيات عميقة بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي، لكنه يقع بشكل كبير خارج نطاق سيطرة المسؤولين الأميركيين.
وتابع بيدل حديثه بالقول: quot;لكن أن تقرّ بذلك فهذا يبدو ضعفاً أو تملصاً من تحمل المسؤولية. ولهذا وافق المرشحان ضمنياً على التظاهر بأن سياستهما قادرة على تصحيح مسار الاقتصاد الأميركي، في حين ستعمل سياسات خصومهما على إغراقهquot;.
هذا ويتوقع أن يتحدث أوباما، خلال تواجده في المكسيك لحضور اجتماع لقادة قمة العشرين، مع المسؤولين الأوروبيين بشأن الخروج من دوامة الأزمة المالية بعد الانتخابات التي جرت في اليونان يوم الأحد، والتي منحت الحزب المؤيد لخطة الإنقاذ فوزاً بفارق ضئيل، وكذلك الحق في تشكيل حكومة ائتلافية. كما سيلتقي بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد أيام قليلة من اتهام إدارته موسكو بتزويد سوريا بالسلاح لدعمها في حملتها القمعية الدموية التي تخوضها ضد المتظاهرين هناك.
وذلك إلى جانب المحادثات التي تشهدها موسكو بخصوص برنامج إيران النووي، ولا تزال الآمال والمخاوف تراوح مكانها على هذا الصعيد، في ظل غموض الرؤية.
إضافة إلى ذلك، يواجه أوباما حرباً ضروساً مع منافسه ميت رومني، خاصة حملة التشكيك التي يتعرّض لها، حيث أوردت الصحيفة في هذا الجانب عن كريستن سيلفربيرغ، مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية إبان فترة حكم الرئيس جورج بوش، وهو مستشار حالياً في حملة رومني، قوله: quot;تعكس تلك الأزمات غياب القيادة من إدارة أوباما. ويمكنني القول إن الأمن العالمي وقوة الاقتصاد العالمي يرتكزان على قوة القيادة الأميركية وعلى رئيس يؤمن بدور أميركا في العالمquot;.
في المقابل، قال بين لابولت أحد المتحدثين باسم حملة أوباما: quot;ها هو ميت رومني يحاول مجدداًكسب نقاط سياسية رخيصة من خلال تشويهه سجل الرئيس أوباما المتعلق بدعم إسرائيلquot;، وذلك رداً على تعليقات لرومني بخصوص إسرائيل.
التعليقات