قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة الجديدة إن بلاده في حالة حرب حقيقية بكلّ جوانبها وإنّ كل سياساته موجهة من أجل الانتصار. يأتي ذلك فيما كشف الرئيس السابق للمجلس الوطني المعارض برهان غليون أنه دخل الأراضي السورية الثلاثاء وأجرى جلسات مع الثوار.


دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء أن سوريا تعيش quot;حالة حرب حقيقيةquot; وأن كل سياساتها quot;موجهة للانتصار في هذه الحربquot;، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot;.

وقال الأسد متوجها الى وزراء حكومته في أول جلسة لها quot;نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. وعندما نكون في حالة حرب، فكل سياساتنا وكل توجّهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحربquot;.

ولم يتطرق الأسد الى أي تفصيل حول هذه الحرب في الخطاب المطول الذي نقله التلفزيون السوري الرسمي مباشرة والذي تطرق فيه الى quot;اللامركزية الإداريةquot; وquot;القطاع الزراعيquot; وquot;سياسة الدعمquot; وغيرها من المواضيع.

بشار الأسد مجتمعا مع أعضاء حكومته الجديدة - سانا
وقال الأسد quot;نحن هنا للعمل، والجانب الاجتماعي أساس الاستقرار السياسي والأمنيquot;.

وكان الرئيس السوري أصدر السبت مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب، وقد احتفظ فيها كل من وزير الخارجية وليد المعلم والداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار بحقيبتيهما، في حين عين عمران الزعبي وزيرا جديدا للاعلام.

كذلك احتفظ وزير الدفاع ونائب رئيس الحكومة العماد داوود راجحة بمنصبه. وتضم الحكومة وزيرين من معارضة الداخل التي لا تسعى لإسقاط النظام السوري، بل تطالب بالاصلاح السياسي.

وتشهد سوريا منذ 15 شهرا حركة احتجاجية جوبهت بالقمع من السلطات وتطورت الى نزاع عسكري قبل اشهر، ما تسبب بمقتل اكثر من 15 الف شخص.

وتنفي السلطات وجود حركة احتجاج وتحمّل quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; مسؤولية اعمال العنف في البلاد.

إلى ذلك، اكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة فرانس برس انه دخل الاراضي السورية اليوم الثلاثاء لبضع ساعات واجرى quot;جلسات مع الثوارquot;، وهي الزيارة الاولى له منذ اكثر من سنتين.

وقال غليون في اتصال هاتفي بعد خروجه من الاراضي السورية إن الزيارة التي تضمنت quot;جلسات مع الثوارquot; تشكل quot;دعما معنويا لهمquot;، وquot;مواساة لأهلنا الذين تعرضوا للقتل والمجازر والذبحquot;.

واضاف quot;المفروض ان يشعروا أننا معهم واننا نفكر فيهم واننا الى جانب شعبناquot;.

واوضح لدى الاتصال به مساء انه عاد قبل وقت قصير الى تركيا، وأن الزيارة شملت quot;مناطق عدة في محافظة ادلبquot; في شمال غرب البلاد الواقعة على الحدود مع تركيا.

واشار الى انه لم يزر سوريا منذ ما قبل الثورة، quot;منذ سنتين وبضعة اشهر تقريباquot;.

وقال غليون ردا على سؤال عن المخاطر التي رافقت الزيارة quot;طبعا كانت هناك مخاطر، فالقصف لا يتوقف، لكننا اخذنا الاحتياطات لتقليص هذه المخاطر قدر الامكان. ومن ثم اتكلنا على اللهquot;.

واعتبر غليون ان quot;النظام مهلهل لدرجة انه لا يقدر ان يضبط أي شيء. لقد تجولنا في مناطق عدة في ادلب وواضح ان النظام يفقد السيطرة على الارضquot;.

وتابع غليون quot;هذا دافع ليأسه ويأس انصارهquot;.

وقال غليون انه شهد في زيارته لادلب quot;ولادة سوريا الجديدة، فكل القرى فيها لجان محلية للمعونة والادارة والتنظيم والتنظيف...سوريا اليوم تبنى بأيدي ابنائهاquot;.

ونشر ناشطون مقاطع فيديو على شبكة الانترنت اظهرت اجزاء من زيارة غليون، فبدا في احداها وهو مرتد عباءة وكوفية ويقبل الارض.

وفي شريط ثان، يظهر غليون مع عدد من الشبان جالسين على الارض في غرفة، بينما وقف عناصر باللباس العسكري والاسلحة الرشاشة الى جانبهم.

ويقول غليون في التسجيل quot;جئنا لنطمئن عنكم ونراكمquot;. وقدمت له القهوة وراح يجيب على اسئلة الموجودين، من دون ان تسمع الاجوبة بوضوح.

وفي شريط ثالث، يبدو غليون وهو يرتدي العباءة البيضاء مجددا، بينما تحيط به مجموعة من الشبان.

ويقول له احدهم quot;انتم في قلوبنا ونحن امانة في اعناقكم في الخارجquot;، فيجيب غليون quot;الى ان نرجع معاquot; الى سوريا.

ويرفع احد الشبان صوته قائلا quot;الوقت يدركناquot; ليحث الشباب على وقف الاحاديث مع غليون الذي كان يستعد للمغادرة.

ثم وضع كوفية على رأسه ونظارات سوداء على عينيه، وصعد في سيارة من نوع شفروليه رمادية عليها quot;علم الثورةquot;، وقد توقفت امامها سيارة مرسيدس سوداء كتب على مقدمتها بخط عريض quot;الجيش السوري الحرquot;.

وانطلقت السيارة بينما كان غليون يمد يده رافعا علامة النصر من نافذة السيارة. وارتفعت اصوات quot;الله معك يا دكتورquot;، وquot;الله يحميكمquot;.

اثناء مغادرة السيارة، يطلب شاب عدم نشر شيء من الصور على موقع quot;فيسبوكquot; الالكتروني قبل ان يعطيهم اشارة بذلك.

وترأس غليون المجلس الوطني بين تشرين الاول/اكتوبر 2011 وايار/مايو 2012 عندما تم تعيين عبد الباسط سيدا رئيسا توافقيا للمجلس، بعد تقديم غليون استقالته اثر انتقادات حادة وجهت للمجلس بسبب هيمنة قلة على القرار فيه.

واعلن انه سيواصل نشاطه داخل المكتب التنفيذي للمجلس.