انسحبت الهيئة العامة للثورة السورية من مؤتمر المعارضة في القاهرة، مؤكدة رفضها الدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير الشعب السوري، فيما قتل 78 شخصًا الإثنين خلال أعمال العنف التي شهدتها سوريا.


بيروت:أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية الثلاثاء انسحابها من مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة الذي يجمع 250 شخصية تمثل مختلف الاتجاهات ويهدف الى توحيد الرؤى بشأن مستقبل البلاد برعاية الجامعة العربية.

وبررت الهيئة، وهي أحد المكونات الرئيسة للمعارضة السورية، قرارها برفضها quot;الدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير شعبنا وثورتنا وفق رؤى وأجندات تسمح بوضع ثورتنا بين سندان التجاذبات والصراعات الدولية ومطرقة نظام الإجرام في سورياquot;.

واعتبرت أنه في ظل quot;التصعيد الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائرquot;، وquot;في ظل عجز دولي، عبر عنه مؤتمر جنيف الأخيرquot; يصبح quot;الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجزquot;.

طفل سوري يحمل لافتة رفضًا لعمليات القصف المستمر من قبل قوات الأسد

وشددت الهيئة على أن quot;الاهمية القصوى الآن هي الاستمرار في تعزيز الوحدة الوطنية لقوى الثورة السورية وبشكل أساسي مع الجيش الحر في الداخل وتأمين الدعم لهذا الخيار بكل السبلquot;. وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل اعلنت الاثنين مقاطعة المؤتمر واصفة إياه بـquot;المؤامرةquot;.

وانطلقت اعمال المؤتمر امس بحضور 250 من شخصيات المعارضة السورية التي تمثل مختلف الاتجاهات بهدف التوصل الى رؤية مشتركة من الأزمة التي تشهدها سوريا منذ 15 آذار/مارس 2011 وحصدت أكثر من16800 قتيل معظمهم من المدنيين.

والاثنين حضر جلسة افتتاح المؤتمر الذي ينهي اعماله الثلاثاء وزراء خارجية مصر وتركيا والعراق والكويت.

quot;تغييرquot; في الموقفين الروسي والصيني بشأن سوريا

وأعلن فوزي أن أنان يعتبر أنه من quot;الضروريquot; وقف اطلاق النار في سوريا للتمكن من بدء الانتقال السياسي. من جهته، اكد الناطق باسم المفوضة العليا لحقوق الانسان روبرت كولفيل الذي حضر ايضًا المؤتمر الصحافي أن الحل يجب أن يكون عبر تطبيق خطة أنان.

وقال: quot;من اجل الوصول الى ذلك، يجب أن يتوقف العنف ويتوقف تدفق الاسلحةquot;. واضاف quot;أن الامرين مترابطان بشكل وثيقquot;.

وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع تركيا وممثلين عن الجامعة العربية اتفقوا السبت في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية في سوريا كما اقترحها أنان خصوصًا لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من الحكومة الحالية ومن المعارضة.

واعتبر فوزي أن الاجتماع الدولي الذي عقد السبت في جنيف ادى الى quot;تغيير ... خصوصًا في موقف الروس والصينيينquot;. ودعا الاطراف الى وقف العنف وتطبيق الاتفاق الدولي. وقال quot;اذا تم تطبيقه (...) فسيترك اثرًا على الدينامية على الارضquot;.

لكنه اقر في الوقت نفسه بأن quot;الازمة معقدة جدًا وأن طريق الخروج منها سيكون طويلاً وشاقًاquot;. وقد اوقعت اعمال العنف اكثر من 16500 قتيل منذ بدء حركة الاحتجاج ضد الرئيس السوري بشار الاسد قبل 16 شهرًا، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

روسيا تتهم الغرب بـquot;تحريفquot; اتفاق جنيف

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء بعض الدول الغربية بالسعي الى تحريف الاتفاق الذي عقد في جنيف بشأن مبادىء الانتقال السياسي في سوريا التي اقترحها الوسيط الدولي كوفي انان.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو إن اتفاق جنيف يتيح quot;فرص جيدةquot; لتسوية الازمة السورية لكن quot;للاسف بدأ بعض المشاركين الغربيين يحرفون في تصريحاتهم العلنية التسويات التي تم التوصل اليها.

سقوط 78 قتيلاً في اعمال عنف في سوريا الاثنين

ميدانيًا حصدت اعمال العنف في سوريا الاثنين 78 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، في حين يتواصل منذ فجر الثلاثاء القصف والاشتباكات في كل من دمشق وريفها وحلب خصوصًا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واكد المرصد في بيان حصول اشتباكات صباح الثلاثاء بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العسالي في دمشق إثر استهداف حاجز في بلدة صيدنايا. وشهد حي المزة في دمشق تظاهرة مسائية الاثنين فرقتها القوات النظامية بإطلاق الرصاص، بحسب المرصد.

وفي الحصيلة الاجمالية لضحايا الاثنين قتل 44 مدنيًا وما لا يقل عن 25 من القوات النظامية وتسعة من المقاتلين المعارضين، بحسب المصدر نفسه. واوضح المرصد أن 12 من القتلى سقطوا في ريف دمشق وثمانية في مدينة دير الزور (شرق)، منهم اربعة عناصر من quot;الكتائب الثائرة المقاتلةquot;.

وفي محافظة درعا (جنوب)، التي كانت مهد الاحتجاجات قبل نحو 16 شهرًا، سقط مقاتل معارض، وسبعة مدنيين. وفي محافظة حماة (وسط)، اشار المرصد الى مقتل اربعة مدنيين، بينما شهدت محافظة حلب شمالا مقتل عشرة اشخاص بينهم ثلاثة من المقاتلين وواحد من المنشقين.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل خمسة مدنيين، بينما سقط ستة مدنيين في محافظة حمص وسط البلاد. وقتل ما لا يقل عن 25 عنصرًا من القوات النظامية اثر اشتباكات في محافظات حلب وحماة وريف دمشق ودرعا.

ولفت المرصد في بيانه الى أنه تم العثور على جثامين 15 مواطنًا متفسخة في حي دير بعلبة في مدينة حمص (وسط) من دون أن يتمكن من توثيق اسماء القتلى، مشيرًا في الوقت نفسه الى quot;ورود معلومات عن استشهاد 15 مواطنًا من قرية دوما في ريف حماة اثر استهدافهم يوم امس الاحد من قرى موالية للنظام بعد مقتل 3 مسلحين موالين للنظام (الشبيحة)quot;.

وكان ناشطون افادوا وكالة quot;فرانس برسquot; الاثنين عن مقتل 15 شخصًا في قرية دوما الصغيرة في ريف حماة على quot;ايدي الشبيحةquot;، في حين اكد المرصد وقوع الحادث من دون أن يتمكن من توثيق اسماء القتلى. ويصعب التأكد من المعلومات الامنية في سوريا أو تلك المتعلقة بأرقام الضحايا بسبب القيود المفروضة على وسائل الاعلام.