تعاطي الأطفال في البلاد العربية للمخدرات وخطورة ذلك عليهم وعلى مجتمعاتهم كان محور ملتقى خاص عُقد في بيروت، وأثمر عن جملة من التوصيات الهادفة إلى القضاء على هذه الظاهرة قبل أن تتفشى بشكل أوسع في الدول العربية.


بيروت: ناقش ملتقى عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، بتنظيم من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ظاهرة تعاطي الأطفال للمخدرات في الدول العربية، وهدف إلى تشخيص الظاهرة والتعرف على عوامل الخطورة والحماية المرتبطة بها، وإيضاح الأدوار المتوقعة من المؤسسات المجتمعية في مواجهة الظاهرة.

كما سعى الملتقى لاستكشاف التجارب العربية والعالمية الناجحة في مواجهة المشكلة، واقتراح السبل الملائمة لمعالجتها وخفض ضررها على الأطفال، وناقش الانعكاسات السلبية على الأطفال جراء تعاطي الكبار للمؤثرات العقلية وسبل خفض الضرر الذي لحق بالأطفال نتيجة تعاطي المخدرات.

وعقدت جامعة نايف ممثلة في إدارة العلاقات العامة والإعلام الملتقى، بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بالجمهورية اللبنانية وحمل عنوان quot; قضايا المخدرات وتأثيرها على الأطفالquot;.

واستعرض الملتقى مجموعة من الأوراق العلمية من مختلف الدول العربية من أبرزها: quot;تنامي حجم الاتجار بالمخدرات وتعاطيها بين الأطفال في الألفية الثالثة، والآثار الاجتماعية المتأتية عن تفشي ظاهرة المخدرات بين الأطفال، وتعاطي الأطفال للمخدرات بين المرض النفسي والإدمانquot;.

وأبرزت بعض الأوراق وجهة النظر الطبية، وأخطار إساءة استعمال العقاقير الطبية على الأطفال، وتقييم السياسات الجنائية المتعلقة بمسئولية الآباء وإدارات المدارس في حماية الأطفال من خطر استخدام المخدرات والترويج لها، والدور الوقائي للمدرسة في حماية الطلاب ضد أخطار المخدرات.

كما تناولت أوراق أخرى دور الأسرة والمجتمع في الحد من تعاطي الأطفال للمخدرات، ودور الإعلام في إبراز المفهوم الحديث لوقاية الأطفال من الإدمان والتعاطي، وتأثير المخدرات على الأطفال من منظور صحي، وتجربة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال مكافحة المخدرات، إضافة إلى استعراض تجارب الدول العربية والوفود المشاركة في مجال الحد من انتشار المخدرات بين الأطفال.

وأكد نائب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش أن هذا الملتقى يأتي في إطار سعي الجامعة لمعالجة مشكلة المخدرات التي لم تعد مشكلة محلية تعاني منها بعض المجتمعات أو بعض الأفراد، بل غدت مشكلة دولية تسعى جميع الدول لمكافحتها ومواجهتها بشتى الأساليب والطرق نتيجة لمردودها السلبي على الأفراد والمجتمعات.

وأشار إلى أن شر شر هذه الآفة الخطيرة وصل إلى الأطفال الذين يعانون من تبعات تعاطي المخدرات سواء أكان ذلك نتيجة تعاطيهم أو تعاطي أحد أفراد أسرهم، لافتاً إلى أن هذا الملتقى يأتي ليتناول بالدراسة والتحليل قضايا المخدرات وتأثيرها على الأطفال من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية والأمنية .

وبيّن أن هذا الملتقى يأتي ليؤكد جهود الجامعة ودورها التوعوي في نشر ثقافة الأمن بمفهومه الشامل، وإدراكاً من الجامعة لأهمية الدور الذي تؤديه أجهزة مكافحة المخدرات بمفهومها الحديث في وقت أضحت فيه آفة تعاطي المخدرات سلاحاً خطيراً يستخدمه الأعداء لتدمير مكتسبات الشعوب وانجازاتها وهدم أسسها الأخلاقية والتنموية من خلال إغراء الشباب والأطفال بتعاطيها.

وأوضح مدير المكتب العربي لمكافحة المخدرات الفريق بشير المجالي في كلمة ألقاها نيابة عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب أن الملتقى وتنظيمه جاءً بناءً على موافقة الأمير الراحل، نايف بن عبد العزيز، الذي جعل تحقيق الأمن في الدول العربية هدفاً عربياً امنياً استراتيجياً ، من خلال ترسيخ مفهوم الأمن الشامل وأن الأمن لا يتجزأ وهو غاية الجميع ونادت به وحرصت عليه كل الشرائع السماوية .

ولفت إلى أن الأمن الفكري كان مسار اهتمام الأمير نايف، حيث نادى بشعار quot;الأمن مسؤولية الجميعquot; ، مولياً عنايةً واهتماماً خاصاً بالغاً لقضايا الأطفال والشباب، معتبراً أنهم عدّة الأمة وأمل المستقبل.

وقال: quot;ما من شك بأن أجهزة الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تتكامل أنشطتها وبرامجها مع أنشطة وبرامج جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وهي الجهاز العلمي والذي نفخر به لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي تحرص كل الحرص على نشر الأمن بمفاهيمه الشاملة وتنمية الحس الأمني وتحقيق الأمن الفكري و نثمّن عالياً دور جامعة نايف وأنشطتها في مكافحة المخدرات والحدّ من آثارهاquot;.

وبدوره أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي أن انتشار ظاهرة المخدرات على نحو متفاقم هماً كبيراً، وخطيراً , وقال : quot;لا شك أن الأطفال ليسوا في منأى عن مخاطر هذه الآفة الكبيرة ، ولما كان جيل الشباب في مجتمعنا كما في بقية المجتمعات هو رهان المستقبل, كان لزاماً علينا أن نسعى إلى توفير أفضل الظروف الأمنية والاجتماعية لهم من أجل تحقيق عيشٍ آمنٍ ومحصَّن بوجه كل المغريات التي تتهددهمquot;.

وأشار إلى quot;الشباب كانوا ولا زالوا رهانا للحاضر وأملاً للمستقبل، ولكنهم وللأسف مستهدفون من قبل تجار المخدرات ومروجيها؛ إذ يستغل أولئك الأشرار، مرحلة المراهقة التي يمر بها الشباب، حيث يكونون غير قادرين وحدهم على تجاوز المعاناة التي يمرون فيهاquot;.

وأضاف: quot;إن برنامج الملتقى كان حافلاً بالمواضيع المهمة، التي تتمحور حول الآثار الناتجة من الإدمان على المخدرات وتأثيرها السلبي على الأطفال، وما ينتج عن ذلك من مضار صحّية بيولوجية ونفسية بحال تناول المخدرات مباشرة من قبل الأطفال بشكل غير مشروع يضاف إليها جملة من المضار التي يصاب بها الأطفال من جراء تناول الغير, للمخدرات مثل والديهم أو المحيطين بهم ، وما يتسبب به ذاك الإدمان من تشوهات خلقية، وفساد خلقي لدى الجنينquot;.