لا نجاح في الدنيا يعوّض شقاء القلب في الغرام على ما يبدو، ولورا آدسهيد أفضل مثال على هذا. فبعد نهاية علاقتها في التسعينات مع ديفيد كاميرون (رئيس الوزراء الحالي) أدمنت الكحول والمخدرات، رغم بلوغها قمة النجاح في حياتها العملية، ثم قررت أخيرًا أن الدين هو خلاصها الوحيد.


الراهبة جون ميري في ديرها في كونيتيكت

صلاح أحمد: لورا آدسهيد هو الاسم الحقيقي للراهبة جون ميري. وتبدأ قصة عثورها على laquo;الخلاصraquo; في رحاب الدين والدير في أواخر الثمانينات في جامعة أوكسفورد عندما جمعتها الدراسة بديفيد كاميرون (رئيس الوزراء البريطاني الحالي) وربط الحب بين قلبيهما.

لكن في صيف 1991 أتت العلاقة إلى ختام على عكس ما كانت تشتهيه هذه الشقراء (44 عامًا الآن)، وساءت حالتها، بحيث اضطرت إلى ترك الجامعة فترة سنة دراسية. وخلال العامين التاليين، انغمست في العمل السياسي لحزب المحافظين، وتدرجت، بفضل كفاءتها العالية في عدد من الوظائف ذات الصلة بالبحوث في مقر قيادته العامة.

كانت موهبتها السياسية والاجتماعية واضحة، بحيث صارت مسؤولة عن قسم المراسلات في 10 داونينغ ستريت عندما كان جون ميجر رئيس الوزراء. ولكن بينما لمعت الأضواء المسلطة على ديفيد كاميرون، قررت هي هجر السياسة لمواصلة مشوارها الأكاديمي في laquo;وارتون بيزنيس سكولraquo;، فيلادلفيا، الأميركية.

وفي حياتها العملية هناحصدت نجاحًا باهرًا أيضًا، بحيث التحقت بدار laquo;أوغيلفي آند ميذرraquo; الشهيرة للإعلان. وكانت وجهًا شبه مألوف في مناسبات علية القوم، مثل مباريات البولو، التي كان يشارك فيها أناس منعّمون، مثل أمير موناكو.

لكن يبدو أنها كانت متجاذَبة بين النجاح الباهر على صعيد العمل والفشل التام في الحياة الشخصية، بحيث صارت تجد ملاذًا في الكحول، ثم المخدرات حتى أدمنتها. وصار واضحًا، بالنسبة إليها على الأقل، أنها تنزلق في هاوية سحيقة، فقررت أن طريق خلاصها الوحيد يمر عبر الدين. فصارت راهبة في دير في تلال كونيتيكت على مبعدة ثلاث ساعات من نيويورك.

لورا آدسهيد أيام الغرام مع ديفيد كاميرون

في فيلم وثائقي عن هذا الدير، نقلت فحواه الصحف البريطانية، تتحدث laquo;سيستر جون ميريraquo; وتلخص قصتها كلها بقولها: laquo;الرب أكبر من إلفيس بريسلي نفسهraquo;!. ويذكر أن الدير، المسمّى laquo;ريجينا لوديسraquo;، تديره الراهبة دولوريس هارت، التي كانت هي نفسها نجمة سينمائية في الستينات واشتهرت خصوصًا لكونها أول من قبّلت المغني الشهير على الشاشة.

تقول سيستر جون: laquo;شعرت بأنني جربت في الحياة كل ما يفترض أن يضع الإنسان في قمة السعادة. لكن هذه التجربة قادتني بيد حديدية إلى عالم الإدمان على الكحول والمخدرات. فقررت أن الدين أفضل من الدنيا. وعندما أخبرت والدتي (مؤرّخة الحضارات القديمة) بنيتي دخول الدير، قالت لي: laquo;نعم، من الواضح أن الأمور الدنيوية لا تناسبك، وما عادت تعني لك شيئًا الآن. الحياة في الدير نضال يومي قاس، لكنني سأصل إلى بغيتي في يوم ماraquo;!.