اعتبر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر دعوة نقابة الصحافيين العراقيين مغنيات لإحياء حفلها بعيد الصحافة الثالث والأربعين بعد المئة فسقًا وفجورًا يسيء إلى صورة الإسلام، مؤكدًا أنه يحقق في الأمر.. فيما أجّلت المحكمة الجنائية محاكمة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب إلى 24 من الشهر الحالي بناء على طلب فريق الدفاع عنه وافراد حمايته.


أسامة مهدي: هاجم الصدر الحفل الذي أقامته نقابة الصحافيين العراقيين في بغداد ودعوتها عددًا من المغنيات إلى إحياء هذا الحفل. وقد جاء ذلك في رد للصدر على سؤال من أحد أتباعه، قال فيه: quot;برعاية رئيس الوزراء نوري المالكي أقيمت احتفالات عيد الصحافة بخمسة ملايين دولار، وبرعاية مباشرة وخروج عن المألوف وعن الأعراف والتقاليد وما خفي كان أعظم، وكل هذا تم بعلم رئاسة الوزراء ومكتب السيد المالكي في الوقت الذي يئنّ فيه العراقي من وطأة ظروف المعيشة الصعبة ونقص وفقدان الخدمات الضرورية.. فما هو قولكم تجاه هذا الصرف، وهل يحق لأي كان في الحكومة التصرف بأموال الشعب العراقي وصرفها على شيء منكر؟quot;.

وقد رد الصدر على ذلك قائلاً:
بسمه تعالى
حادثة غير مسبوقة قد دعي فيها من أهل الفسق والفجور بما يسيء إلى صورة الإسلام والعقيدة مع شديد الأسف، ولقد اتصلت شخصياً بالأخ علي الدباغ أحد القائمين على الحفل للإطلاع على تفاصيل الموضوع، وقد نفى دعوة المغنيات، كما نفى علم رئاسة الوزراء، ولا نزال نحقق في الموضوع.. والله العالمquot;.
مقتدى الصدر

مادلين مطر محاطة بموكب رئاسي لدى وصولها الى بغداد

معروف أن الدباغ هو الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية.. حيث كانت نقابة الصحافيين العراقيين قد نظمت الجمعة الماضي حفلاً كبيرًا في بغداد برعاية رئيس الوزراء نوري المالكي، وأحيت هذا الحفل الفنانة اللبنانية مادلين مطر، بحضور مجموعة كبيرة من السياسيين والإعلاميين والفنانين من العراق، ووفود صحافية وفنية عربية وأجنبية، حضرت إلى بغداد لمشاركة الصحافيين العراقيين احتفالاتهم. وقد رافق وصول الفنانة مادلين مطر إلى مكان الحفل الذي أقيم في منتزه الزوراء وسط بغداد موكب رئاسي خصص لحمايتها.

وقد اشارت تقارير لم تؤكد إلى أن تخصيصات الاحتفالات الحالية بعيد الصحافة العراقية بلغت نحو خمسة ملايين دولار، وأن الشخصيات الفنية والثقافية المشاركة تلقت هدايا مغرية لكل منها للحضور الى بغداد، كما ذكر موقع شط العرب الالكتروني، وسط انتقادات إعلاميين عراقيين طالبوا لجنتي الثقافة والنزاهة في مجلس النواب بتدقيق هذه المعلومات عن كلفة الاحتفالات وحجم المبالغ التي رصدت لذلك، لاسيما تلك التي تم تخصيصها من مجلس الوزراء.

وفي تصريح لـquot;ايلافquot; أخيرًا قال المفكر العراقي والنائب المستقل حسن العلوي متحدثًا عن اوضاع الصحافيين العراقيين والاحتفالات الباذخة الحالية لنقابتهم بعيد الصحافة العراقية الثالث والأربعين بعد المئة، إنه من المعيب أن تنفق النقابة كل هذه الاموال الطائلة لإقامة احتفالية متواضعة تستمر لساعات قليلة، ويدعى إليها فنانون عرب، ليست لديهم اية علاقة بالصحافة وفنونها، فيما يعيش اكثر من ثلاثين من رواد الصحافة العراقية، وعلى رأسهم زاهد الصحافة ورائدها سجاد الغازي ومخضرمها محسن حسين منذ سنوات براتب تقاعدي شهري لا يتجاوز500 دينار عراقي فقط أي اقل من نصف دولار. لكنه في المقابل رأى أن دعوة صحافيين عرب إلى المشاركة في الاحتفالية هي الشيء الإيجابي الوحيد فيها، لكونها تسهم في كسر طوق العزلة والحصار الإعلامي الذي كان يمنع الصحافي العراقي من التواصل مع اشقائه العرب.

تأجيل محاكمة الهاشمي إلى 24 حزيران بطلب من الدفاع
أجلت المحكمة الجنائية العراقية اليوم محاكمة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بالارهاب الى 24 من الشهر الحالي بناء على طلب فريق الدفاع عنه وافراد حمايته الذين يحاكمون معه منذ ثلاثة أشهر، وذلك إلى حين بت محكمة التمييز بالطعون المقدمة من قبل الفريق.

فقد أعلنت هيئة الدفاع عن الهاشمي اليوم تأجيل جلسة محاكمته وأفراد حمايته التي كانت مقررة اليوم الى موعد غير محدد بناء على طلب تقدمت به. وكانت المحكمة رفعت جلستها في 19 حزيران/يونيو الماضي بعد الاستماع إلى خمسة من الشهود، وهم عناصر القوة العسكرية الخاصة التي قامت بتفتيش منزلي الهاشمي، ومدير مكتبه أحمد قحطان، في حين عرض الشهود مسدسين كاتمين للصوت عثر عليهما داخل المنزلين.

مادلين مطر خلال حفل نقابة الصحافيين العراقيين

وشهدت الجلسة الماضية رفض المحكمة طلباً تمييزياً تقدم به محامي الدفاع عن الهاشمي للاستماع إلى ثمانية من الشهود، وهم رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائب رئيس الجمهورية السابق عادل عبد المهدي ورئيس ديوان الرئاسة نصير العاني ونواب القائمة العراقية علاء مكي وهاني حامد وأحمد العلواني وعثمان الجحيشي وجمال الكيلاني وطلبت من المحامين تقديمه إلى محكمة التمييز.

وكانت الهيئة التحقيقية بشأن قضية الهاشمي أعلنت في شباط (فبراير) الماضي عن تورط حماية الأخير بتنفيذ 150 عملية مسلحة، مؤكدة أن من بينها تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وإطلاق صواريخ واستهداف زوار عراقيين وإيرانيين وضباط كبار وأعضاء في مجلس النواب.

من جهتها، نفت حركة تجديد التي يرأسها الهاشمي الأنباء عن اصابة الهاشمي المتواجد في تركيا بانفصام الشخصية. وقال النائب عن الحركة جمال كيلاني لوكالة كل العراق أمس السبت إن quot;لا صحة للانباء عن اصابة الهاشمي بمرض نفسي أو انفصام الشخصية أو حتى دخوله إلى مستشفى للامراض النفسية، وقد اتصلت به اليوم (السبت)، واكد لي تمتعه بحالة صحية جيدة وطبيعية، وقد التقى بشخصيات وحضر مؤتمرًا في اسطنبول حول سورياquot;.

وكانت تقارير صحافية قد اشارت الى نقل الهاشمي الى مستشفى للامراض النفسية، وأنه اصيب بمرض انفصام الشخصية، حيث تم نقله الى جناح خاص للأمراض النفسية، وانه انعزل عن المقربين منه في تركيا، واخذ يتحدث بهذيان، ويجلس منفرداً، وتصدر منه حركات أشبه بحركات الاطفال بحسب تلك التقارير.

وكان الهاشمي هدد أخيرًا بسحب فريق الدفاع والتوقف عن متابعة الدعوى المقامة ضده بسبب وجود انتهاكات قانونية تخللت محاكمته حسب قوله، داعيًا المسؤولين في الحكومة والقضاء إلى تشكيل محكمة تشارك فيها الأمم المتحدة لمقاضاته وأفراد حمايته وموظفي مكتبه في العراق أو خارجه.

وتعد محاكمة الهاشمي الاولى لمسؤول عراقي رفيع المستوى متهم بقضايا ارهابية منذ عام 2003، حيث ان هناك محاكمات وقضايا لبعض المسؤولين كانت بتهم تتعلق بالفساد الاداري والمالي. وينفي الهاشمي، الذي يواجه احكامًا قد تصل الى السجن لسنوات عدة، التهم المنسوبة اليه، ويؤكد أنها مسيسة، رافضا أن تتم محاكمته في بغداد، مطالبًا بنقلها الى مدينة كركوك، الا أن القضاء العراقي رفض طلبه.