أكد قادة التحالف الكردستاني والصدريون والكتلة العراقية تمسكهم بمطالبهم بسحب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وأشاروا إلى إنهم سيعقدون اليوم الثلاثاء اجتماعًا بمشاركة قادة آخرين بينهم الرئيس طالباني لوضع آليات لتحقيق هذا الهدف .. فيما تعقد الحكومة اجتماعها الأسبوعي في مدينة الموصل الشمالية وسط انتقادات محافظها.

وفي ختام اجتماع لقادة التحالف الكردستاني وكتلتي العراقية والتيار الصدري بمشاركة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي والقياديين فيها رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك ووفد من التيار الصدري ممثلاً بالناطق باسم التيار صلاح العبيدي والقيادي فيه مصطفى اليعقوبي، صدر بيان اكد تمسك المجتمعينبمقررات الاجتماعين السابقين في اربيل والنجف في سحب الثقة من المالكي.

قادة العراقية والاكراد والتيار الصدري بإجتماع في اربيل لمناقشة سحب الثقة عن الحكومة

كما بحث الاجتماع quot;الخيارات التي يجب اتباعها لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة في العراق حيث أن موضوع سحب الثقة كان أحد هذه الخياراتquot;، كما قال مصدر كردي. واكد على ضرورة تشكيل تحالف وطني على مستوى العراق لترسيخ النظام الديمقراطي في البلاد والالتزام بالدستور ومنع استمرار سياسة التفرد والتي تتبع الآن في العراق.
وجاء في نص البيان الصادر عن الاجتماع الليلة الماضية :

بسم الله الرحمن الرحيم

استكمالاً للقاءات التشاورية التي عقدت في اربيل والنجف الاشرف بهدف تصحيح مسار العملية الديمقراطية ووضع حد للنهج التفردي في ادارة البلاد والشروع في عملية البناء الحقيقي بما يضمن وحدة الشعب العراقي وتقدمه، اجتمعت في اربيل مساء اليوم القوى الوطنية التي وقعت على مذكرة اللقاء التشاوري بتاريخ 28/4/2012 ووثيقة النجف الاشرف التي لحقتها بتاريخ 19/5/2012 واكد الحاضرون على التزاماتهم بتنفيذ جميع المقررات التي تم الاتفاق عليها في لقاء النجف الاشرف ومواصلة عقد اللقاءات التشاورية وتوسيعها في الايام القليلة القادمة لاستكمال التوافق على آليات والاجراءات اللازمة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا وايجاد حل وطني عاجل بما يضمن تطبيق الدستور بشكله الحقيقي.

ومن المنتظر أن تشهد اربيل اليوم الثلاثاء اجتماعًا حاسمًا بمشاركة شخصيات أخرى وصدور قرار حاسم بشأن سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي اضافة الى جملة قرارات أخرى. كما يتوقع أن ينضم الى المجتمعين الرئيس طالباني الذي وصل الى مدينة السليمانية الشمالية مقر حزبه قادمًا من العاصمة بغداد. وكان طالباني أجرى في بغداد على مدى الايام القليلة الماضية عدداً من اللقاءات مع مختلف الأطراف السياسية quot;الهدف منها تحديد المشاكل ووضع الحلول المناسبة على أساس الثوابت الوطنية التي تشمل الدستور والتفاهم البناء الذي لا يستثني أحداً من الشركاء الوطنيينquot;، كما قال بيان رئاسي.

وكان القادة الخمسة الذين اجتمعوا في أربيل في 28 من الشهر الماضي، وهم الرئيس جلال طالباني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، قد وجهوا رسالة إلى رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري تمهل المالكي 15 يوما لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة قبل سحب الثقة منه.

وقد ردّ التحالف على الرسالة الاسبوع الماضي، لكن هذا الرد لم يتضمن أيّ موقف من تهديد القادة بسحب الثقة من الحكومة في حال عدم تنفيذ الاصلاحات التي طالبوا بها والمتعلقة بضرورة تنفيذ مقررات الاجتماع التي تضمنت التركيز على أهمية الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية وضرورة الالتزام بمقرراته التي يخرج بها والالتزام بالدستور الذي يحدد شكل الدولة وعلاقة السلطات الثلاث واستقلالية القضاء وترشيح أسماء للوزارات الأمنية على أن يصادق عليها مجلس النواب خلال فترة أسبوع إن كانت هناك نية صادقة وجادة من قبل المالكي.

الحكومة العراقية تعقد جلستها في الموصل وسط انتقادات محافظها

وتأتي هذه التطورات في وقت تعقد الحكومة العراقية اجتماعها الأسبوعي في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) وسط اجراءات أمنية مشددة تشهدها المدينة.

ويأتي الاجتماع في وقت اكد فيه محافظ نينوى (عاصمتها الموصل) اثيل النجيفي أن المالكي قد انتهى كرئيس للوزراء. وقال في تصريح صحافي إن quot;الغاية من اجتماع مجلس الوزراء المزمع عقده في محافظة نينوى تفجير الصراع بين القائمة العراقية والتحالف الكردستاني من خلال اثارة بعض القضايا التي لم تحسم بين الطرفين خاصة في ما يتعلق بالمادة 140ومحافظة كركوك التي حاولت القائمة العراقية تجميدها خاصة خلال هذه المدةquot;. وأضاف انquot;الجماهير في الموصل لا تقف إلى جانب قائمة دولة القانون بزعامة المالكي، وإنما الى جانب القائمة العراقية بزعامة علاويquot;.

وأشار إلى أن quot;من الصعب أن تبقى الحكومة بهذا الشكل لأن وجود المالكي سيؤدي الى صراعات أو انقسامات وهو اخطر شيءquot; متهمًا المالكي بدفع البلد إلى حرب طائفية وصراع عرقي بين الأكراد والعرب. وقال ان quot;المالكي انتهى كرئيس وزراء بالنسبة للقائمة العراقية والتحالف الكردستاني و كذلك التيار الصدري فهم يسيرون معه الى ما لانهايةquot;.

وطالب محافظ نينوى بأن تركز جلسة مجلس الوزراء، التي ستعقداليوم في الموصل،على ملفي الطاقة والخدمات في المحافظةوخصوصًا ملف الطاقة وما يتضمنه من الكهرباء والمنتوجات النفطية، والملف الأمني وملف حقوق الإنسان بالإضافة إلى ضرورة مناقشة كل المشاكل التي تعاني منها نينوى وإيجاد حلول فورية ومناسبة لها. وأشار إلى اهمية أن تنصب الجلسة على مناقشة القضايا والمشاكل الخدمية ووضع الحلول الناجعة لها، بالإضافة إلى تنسيق عمل الحكومة المحلية في المحافظة مع الوزارات.

ومن جهته، اعلن النائب عن محافظة نينوى جمعة المتيوتي أن المالكي سيلتقي اليوم اثناء رئاسته جلسة مجلس الوزراء باكثر من 100 شخصية سياسية وعشائرية للوقوف على واقع المحافظة والمشاكل التي تعاني منها. وقال إن من ابرز المشاكل التي تتعرض لها المحافظة هي الإرهاب والمناطق المتنازع عليها. وهاتان المشكلتان لا يمكن حلهما الا عن طريق الحكومة الاتحادية.

وكانت مستشارة رئيس الوزراء مريم الريس، قد أعلنت أن جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء في محافظة نينوى ستبحث آليات التعاون ما بين الحكومة المركزية والمحلية في المحافظة والمشاريع الاستثمارية والخدمية فيها، وهي شبيهة بالجلسات الاعتيادية التي عقدت مؤخرًا في محافظتي البصرة وكركوك. وأوضحت أن هناك جلسات أخرى مشابهة ستعقد في الايام المقبلة في عدد من المحافظات الأخرى.

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلستين برئاسة نوري المالكي الاولى في 12 شباط (فبراير) الماضي في محافظة البصرة الجنوبية والثانية في 8 أيار (مايو) في كركوك الشمالية.