بايدن مجتمعاً مع المالكي

فيما قال نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن إن بلاده أوفت بكل التزاماتها مع العراق، أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أن بلاده تجاوزت مرحلة خطرة، وهي تعمل على بناء دولة ديمقراطية، في وقت خرجت تظاهرات منددة بزيارة بايدن.


لندن:قال جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي في بغداد اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تفي بوعدها بسحب قواتها من العراق في نهاية العام، وإن البلدين يبدآن مرحلة جديدة من العلاقات.

وأضاف، اليوم، خلال اجتماع لجنة التنسيق العليا المشتركة ترأسالمالكي، إن بلاده تفي بوعودها، وقال quot;قواتنا تغادر العراق، وسندخل مسارًا جديدًا معًا، علاقة بين دولتين لهما سيادةquot;، وهو مسار يشمل علاقة أمنية قوية ترسمها رغبة البلدين.

وأشار إلى أن مباحثات البلدين ستستمر حول أسس الترتيبات الأمنية، بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الإرهاب، حيث ستكون اللجنة العليا محور كل هذه الجهود.

من جهته، أشار المالكي إلى أن العراق اجتاز مرحلة صعبة، وهو اليوم يدخل في مرحلة جديدة من أجل بناء دولة قوية، مشددًا على أن التجربة الديمقراطية في العراق تمثل أفضل الديمقراطيات في المنطقة.

من جانبه قال مصدر رسمي إن بايدن والمالكي بحثا أيضًا عدداً من القضايا، التي تخص العملية السياسية، ومرحلة دعم الولايات المتحدة للعراق ما بعد الانسحاب الأميركي، والعلاقات الاقتصادية والثقافية المستقبلية بين البلدين.

وأضاف أن المالكي وبايدن اتفقا على إقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على أساس المصالح المشتركة لسنوات عدة. وأشار إلى أن المالكي أكد على ضرورة أن تواصل الولايات المتحدة دعمها للعراق، لإخراجه من عقوبات البند السابع، حيث أكد بايدن أن بلاده ستواصل دعمها للعراق في هذه القضية.

تأتي مباحثات بايدن في وقت أكد مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي أن عملية انسحاب القوات الأميركية بلغت نهاياتها مع تقلص وجودها بنسبة 94%، وإجلاء القواعد العسكرية وتسليمها إلى الجانب العراقي، إضافة إلى إرسال الآليات الثقيلة إلى القواعد الأميركية في الكويت.

وقال مصدر مسؤول في المكتب إن الجانب العراقي يتابع استمرار عملية الانسحاب، موضحًا أن ما تبقى منالجنود الأميركيين يمثل حاليًا ما نسبته 6 % من عديد القوات التي كانت موجودة في العراق، والتي وصل عددها في عام 2007 إلى 170 ألفًا.

ومن المنتظر أن يجتمع بايدن في وقت لاحق اليوم أيضًا مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، في جلسة تتناول القضايا التي تخص الإنسحاب الأميركي، والعلاقة بين العراق والولايات المتحدة، والانتقال بها من التعاون العسكري إلى التعاون السياسي والدبلوماسي والعلمي والاقتصادي والثقافي والتنموي.

وتتناول مباحثات بايدن أيضًا خطط وبرامج حكومتي البلدين لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بينهما في أواخر عام 2008 وتفعيل لجان التنسيق المشتركة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن بايدن سيلقي خطابًا أمام الجنود الأميركيين خلال حفل quot;لإحياء ذكرى تضحيات وإنجازات القوات الأميركية والعراقيةquot;، كما سيجتمع مع قادة عراقيين خلال الزيارة قبل السفر إلى تركيا واليونان في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وأضاف أن quot;الولايات المتحدة والعراق يعملان على تعزيز تعاونهما في مجالات السياسة والدبلوماسية والتجارة والمال والتكنولوجيا، والبيئة، والنقل، والقانون، والعدل والدفاع والأمنquot;. وأشار إلى أن quot;اجتماع لجنة التنسيق المشتركة خلال هذا الأسبوع سيحدد ويعزز جهودنا في كل من هذه المجالاتquot;.

وخلال اجتماع مع السفير جيمس جيفري والجنرال ليود أوستن في مقر السفارة الأميركية في بغداد الليلة الماضية، قال بايدن quot;من الجيد العودة إلى هذا الغرضquot;. وهذه هي الزيارة السادسة عشرة لنائب الرئيس الأميركي إلى العراق، إما كعضو في مجلس الشيوخ، أو كنائب للرئيس.

وقتل حوالى 4500 جندي أميركي منذ أن أمر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بغزو العراق في مطلع عام 2003، حيث لا يزال في العراق حاليًا حوالى 13800 جندي أميركي، وسبع قواعد عسكرية، بعدما كان وصل العدد إلى ذروته عندما زاد عن 170 ألف جندي عام 2007.

وسيجري سحب جميع الجنود المتبقيين في نهاية الشهر المقبل تنفيذًا لإعلان الرئيس أوباما في 21 من الشهر الماضي بسحب كل القوات في الموعد المحدد بنهاية العام الحالي. وقد أخفقت حتى الآن مفاوضات بين واشنطن وبغداد بشأن مهمات تدريب للأميركيين في العراق، بسبب رفضبغداد منح المدربين الأميركيين الحصانة.

وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن توقع في الأسبوع الماضي أن تحدث quot;اضطراباتquot; أمنية في العراق بعيد انسحاب قواته منه، وذلك بسبب سعي تنظيمات مسلحة إلى quot;توسيع هامش عملياتهاquot;.

تظاهرات في مدن عراقية منددة بزيارة بايدن

خرجت في مدن بغداد والبصرة والنجف اليوم الأربعاء تظاهرات منددة بزيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحت شعارquot;إنهض من أجل حرية بلدكquot;.

شاركت المئات في هذه التظاهرات، التي رفعت شعارات تندد بالتدخل الأميركي في شؤون العراق، وتطالب بايدن بمغادرة العراق، ووصفته برئيس الشرّ. كما رفع المتظاهرون صورًا للصدر، وشعارات تهاجم الولايات المتحدة.

وكان التيار الصدري التابع للصدر قال في بيان الليلة الماضية quot;بأمر سماحة السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر أعزه الله، ستنطلق مظاهرات منددة بالتدخل الأميركي في الشأن العراقي، تزامنًا مع زيارة بايدن إلى العراق، وتكون المظاهرات في ثلاث محافظات، هي بغداد والنجف والبصرة، وموعد التظاهرة الأربعاء الساعة التاسعة صباحا، إنهض من أجل حرية بلدكquot;.

من جهته، قال الناطق باسم زعيم التيار الصدري صلاح العبيدي quot;نستنكر زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن السرّية، ونعدّها تدخلاً في الشؤون العراقيةquot; مؤكداً أن quot;العراقيين الأحرار سيخرجونفي مظاهرات رافضة لزيارته في كل محافظات البلادquot;.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي اللواء جيفري بيوكانن إن quot;العراق يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تدريب الناتو، قد تشمل حوالى 150 من المدربينquot;. وأضاف إن quot;الحكومة العراقية تسعى إلى تحديد علاقتها بالحلف الأطلسيquot;. وقد فشلت حتى الآن المفاوضات الأميركية العراقية في الإبقاء على مدربين أميركيين بسبب رفض بغداد منح الجنود الأميركيين الحصانة.

وكان الأميرال صامويل لوكلير قائد القيادة الجنوبية للحلف الأطلسي أعلن في نهاية العام الماضي أن الحلف يبدي انفتاحًا حيال مواصلة مهامه إلى ما بعد الانسحاب التام للقوات الأميركية.

وبدأ حلف شمال الاطلسي، الذي لم يشارك في حرب العراق بسبب معارضة فرنسا وألمانيا، مهامه في العراق في عام 2004 لتدريب قوات الأمن، بناء على طلب من حكومة بغداد.

وخضع حوالى تسعة آلاف ضابط في الشرطة العراقية إلى تدريبات الدرك الإيطالي المشارك ضمن قوات حلف الاطلسي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2007. وأجرى الأطلسي في العام الماضي دورات جديدة لتدريب قوات الشرطة على حماية المنشآت النفطية.

من جانبها، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عن قرب إكمال قراءة وتشريع اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع حلف الشمال الأطلسي (الناتو).

وقال رئيس اللجنة النائب حسن السنيد في تصريح صحافي إن quot;إحالة المشروع إلى مجلس النواب تعني موافقة الطرفين على بنود الاتفاقquot;. وأكد أن quot;اتفاقية التعاون التي ستشرع قريباً لا تتضمن منح حصانة لأي عنصر من الناتوquot;، مبيناً أن quot;الوثيقة المعمول بها ستنتهي في نهاية العام، وإذا طلبت الحكومة العراقية تجديدها فسيتم ذلكquot;.

تنصّ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على وجوب انسحابكل قوات الولايات المتحدة من الأراضي والمياه والأجواء العراقية كافةفي موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) عام 2011 الحالي، بعدما انسحبت المقاتلة منها بموجب هذه الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.

كما وقع العراق والولايات المتحدة أيضاً خلال عام 2008 اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، إضافة إلى تنفيذ برنامج تطوير الشرطة، والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار.