سباقات السيارات في العراق

يهوى العديد من شباب العراق ممارسة رياضة سباق السيارات، إلا أن هذه الرياضة لا تحظى بالدعم المادي ولا الإعلامي لتصبح رياضة قانونية لا تشكل خطراً على ممارسيها. ويطالب هواة سباق السيارات الجهات المختصة بتأمين ظروف السلامة لهم لإجراء سباقات محترفة.


بغداد: يستعد سعيد حاتم (25 سنة) للمشاركة في سباق السيارات في حي الجادرية في بغداد، بعدما استطاع ان يقتني سيارة حديثة تؤهله لمجاراة منافسيه من الشباب الذين يتجمعون مرة كل شهر لممارسة هذه الرياضة الخطيرة.

وحي الجادرية الذي يقع على ضفاف نهر دجلة يضم حلبة لسباق السيارات هي الوحيدة في العراق، تأسست على يد ابن الرئيس العراقي الأسبق عدي صدام حسين، لكنها اندثرت منذ عام 2003 وتحوّلت إلى منطقة سكنية.

ويقبل شباب عراقيون، على هذه الرياضة رغم النقد الذي يواجهونه، غير عابئين بنقص التقنيات وإجراءات السلامة.

ويقول الطالب الجامعي ليث رسول (22 سنة ) إن حبّ المجازفة يجعله مدمناً على سباق السيارات، ورغم أنه فقد سيارة إثر انقلابها في إحدى مغامرات quot;السير السريعquot;، إلا أنه عاود الأمر واقتنى سيارة جديدة وفرها له والده الثري، وهو يستعد الآن لجولات من المنافسة يسعى فيها إلى إثبات قدراته وتفوقه.

ومنذ العام 2004، يحرص كاظم الجادرجي على المشاركة في نادي العراق لرياضة السيارات والدراجات النارية. وعلى الرغم من ان هذا النادي هو الجهة الرسمية الوحيدة التي تهتم بهذه الرياضة لكن برامجه لم تتطور بالصورة المطلوبة بسبب الأحداث السياسية والاقتصادية التي مر بها العراق.

ونجح الجادرجي في المشاركة في سباق السيارات بعد ان حصل على دعم مادي من قبل بعض رجال الأعمال والمستثمرين.

ويقول الجادرجي الذي شارك في سباقات (الربع ميل) إن الكثير من الشركات ترغب في تمويل النشاطات الرياضية المختلفة، شرط توفر ظروف الاستثمار الملائمة.

وبحسب الجادرجي فان بعض التجار أسهم في تمويل سباقات الربع ميل في الجادرية في العاصمة بغداد، وان الاستعراضات التي تمت، تبعث على الفخر رغم النقص في إجراءات السلامة وأسلوب التنظيم.

سباق السيارات في مراحله البدائية

وتحتاج رياضة السيارات والدراجات النارية في العراق إلى تحديد أنظمتها وفق قوانين الاتحاد الدولي، لاسيما في مجال السلامة وشروط الأمان.

وعلى الرغم من ان سباق السيارات في العراق مازال في مرحلته البدائية، فإن البعض من الشباب يؤكد انتشار الظاهرة في مدن العراق.

ويسافر علي الكلابي كل أسبوع من بابل (100 كم جنوبي بغداد) إلى العاصمة للمشاركة في السباق، ويقول ان مشاركته السابقة لم تسفر عن شيء لان سيارته (فولكس واغن) خذلته فلم يحقق نتيجة جيدة.


السباق و القمار

لكن الكلابي يحذر من تحول السباق إلى فرصة للقمار. ويتابع: quot;تحصل مراهنات على السيارة الفائزة، واغلب المراهنين هم من المدمنين على القمار وليس لهم علاقة بالرياضة من قريب او بعيد.

ويقول الخبير في قيادة سيارات السباق محمد حازم إنه من الضروري أن تستثمر الشركات في تمويل سباق السيارات لانه يمثل وسيلة اعلان ناجحة، وفي الوقت نفسه فإن الأموال المستثمرة تساهم في دعم اللعبة.

ويطالب المتسابق رعد هادي (34 سنة)، والمقيم سابقا في المملكة المتحدة بتأسيس اتحاد لرياضة السيارات والدراجات النارية، بدلا من ترك الشباب يمارسون هوايتهم وسط أجواء غير مناسبة او صحية.
ويقترح هادي على المسؤولين إنشاء حلبة سباق حديثة تستوعب الأعداد المتزايدة لممارسي هذه الهواية، وكذلك الاستعانة بخبرات سائقين محترفين ومدربين أجانب.

تطوير اللعبة

ويثير سامي كريم أهمية تطوير اللعبة في العراق بحيث يتمكن شباب العراق من المشاركة في السباقات الإقليمية والدولية، حيث يأمل سامي أن يحدث ذلك في المستقبل القريب.

ويتابع: الاستثمار الحكومي او الخاص لا يسبب خسائر أبدا لأن هذه اللعبة تمتاز بجمهورها العريض، مثل كرة القدم والاستثمار فيها سيحقق مردودات مالية جيدة.

ويقول ثائر القيسي الذي كان مقيما في ابو ظبي لنحو عقدين، وعاد إلى العراق العام الماضي إن العراق يفتقر إلى الكوادر وليس إلى الامكانيات، مقارنة بدول الخليج التي تقيم اليوم بطولات على المستوى العالمي، كما يحصل في قطر والإمارات التي تنظم بطولات داخلية على أرضها بغية تدريب كادر ينافس في المسابقات العالمية.

ويضيف: quot;نطالب بصالات سباق وفق المعايير الدوليةquot;. ويرى أن العراق لن يعاني في المستقبل القريب نقصا في سيارات السباق الحديثة لانها في تدفق مستمر.

ويأسف القيسي لاقتصار العراق على ناد رياضي واحد خاص بسباق السيارات ذات امكانيات متواضعة ولا يحظى بالدعم من قبل وزارة الشباب والرياضة.

غياب الدعم

ويحاول الهواة إضافة إلى الرياضيين المحترفين في هذا المجال ومنذ عام 2004، إيصال أصواتهم المطالبة بالدعم إلى القائمين على الرياضة في العراق ووزارة الشباب والرياضة، واللجنة الاولمبية العراقية بغية رفد اللعبة بالدعم المادي والإعلامي.

ويقول رعد حسين إن هناك طلبا قدّم إلى الوزارة عام 2005، لكنه لم يسفر عن شيء.

ومنذ عام 2004 يساهم رعد في السباق عبر دعم اللعبة من ماله الخاص إلى جانب تبرعات آخرين.

ويحدد حسين الحاجة الفعلية لهذه الرياضة عبر إنشاء حلبة لسباق السيارات، وتدريب سائقين محترفين، وتوفير سيارات متخصصة للتدريب تتوفر على وسائل السلامة والأمان.

ويرى متابعون لشؤون اللعبة ان بعض الشباب بدأ يمارس أعمالا خطيرة عبر المغامرة في السرعة العالية في الشوارع بدلاً من الأندية المتخصصة والقيام بأعمال بهلوانية أثناء قيادته السيارة، ما يوضح الخطر الذي يتهدد الكثير من الشباب.

بهلوانية قادة السيارات

ويرى أغلب هواة هذه الرياضة أن عدم الاهتمام بها سينتج الكثير من الضحايا الشباب لأنهم يمارسونها في ساحات غير مخصصة للسرعة العالية، كما أن مركباتهم لا تتوفر على وسائل الامان...ولاسيما أن البعض يحاول تقليد بعض شباب الخليج في ظاهرة (تفحيط السيارات) في الشوارع، وهو مصطلح يتداوله أهل الخليج لمن يمارس الألعاب البهلوانية أثناء قيادة السيارة.