أبدت دوائر سياسية وأمنية في تل ابيب قلقاً من زيارة الرئيس المصري المرتقبة للبيت الأبيض، مشيرة إلى أنه كان من المقرر أن يقدم ضمانات للولايات المتحدة وإسرائيل قبل تلقيه دعوة بهذا الخصوص، وأدرجت تسريبات عبرية 8 بنود، ادعت اسرائيل أن اوباما تعهد بتنفيذ مرسي لها قبل الزيارة التي يدور الحديث عنها.


إسرائيل غاضبة من زيارة مرسي للبيت الأبيض

تل أبيب: تميزت اسرائيل غيظاً، واستشاطت غضباً في أعقاب الدعوة التي تلقاها الرئيس المصري محمد مرسي من نظيره الاميركي باراك اوباما بزيارة واشنطن، واعتبرت تل ابيب أن دعوة اوباما لمرسي تمثل خرقاً للتعهدات التي التزم بها اوباما امام اقطاب اللوبي اليهودي الموالي لإسرائيل في واشنطن الـ quot;إيباكquot;، إذ تؤكد تسريبات نشرها موقع NFC العبري أن اوباما كان تعهد امام اقطاب الـ quot;ايباكquot; بعدم إجراء أي اتصال هاتفي مع الرئيس المصري المنتخب، أو دعوته لزيارة واشنطن قبل التزام الأخير بتنفيذ شروط استباقية تخدم الدولة العبرية، وإدراج هذه الشروط ضمن الخطوط العريضة لسياسة مصر الخارجية، خاصة ما يتعلق منها بمستقبل العلاقات بين القاهرة وتل ابيب.

الرئيس المنتخب ومرشد عام الاخوان

وفي مستهل تقرير نشره الموقع الالكتروني للقناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي، تساءل ساسة الدولة العبرية: هل كشف فوز رجل الاخوان المسلمين بالرئاسة المصرية، النوايا الحقيقية للجماعة المحظورة سلفاً؟، ورد ساسة اسرائيل على السؤال بتصريحات اطلقها قبل يومين المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر الدكتور محمد بديع، حينما قال: quot;اسرائيل دولة المغتصبين، ويجب على كل مسلم انقاذ مدينة القدس من جرائم إسرائيلquot;.

وقال التقرير العبري إن اوباما تجاهل أن الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي لا بد أن يمرر قراراته السياسية وغيرها من خلال مكتب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، وقرر توجيه دعوة اليه بزيارة الولايات المتحدة عبر مساعد وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز، رغم أن اوباما عينه تعهد أمام قادة اللوبي اليهودي الموالي لإسرائيل في واشنطن، بأنه لن يقدم على هذه الخطوة، إلا بعد تلقيه ضمانات من مرسي تثبت براءة نواياه كرئيس مصري حيال اسرائيل.

وتشير تقارير تقدير الموقف الاسرائيلية إلى أن الدوائر السياسية والأمنية في تل ابيب، تشعر بحالة من القلق البالغ على خلفية هوية العلاقة بين الإدارة الأميركية، والرئيس المصري المنتخب محمد مرسي من جهة، والمجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية من جهة أخرى، خاصة بعد أن غض أوباما الطرف عن سلسلة من التعهدات، التي قطعها على نفسه أمام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، بحضور عدد من اقطاب اللوبي اليهودي في واشنطن الـ quot;ايباكquot; خلال اجتماعات مغلقة في البيت الابيض.

ووفقاً للتسريبات العبرية، تصدر قائمة تعهدات اوباما بأنه لن يدعو الرئيس المصري الجديد محمد مرسي لزيارة البيت الأبيض، ولن يجري اتصالاً مباشراً معه عبر الهاتف، الا بعد أن يتعهد مرسي بتنفيذ عشرة مطالب أميركية، منها اثنان يخصان اسرائيل وهما: التزام مرسي بالقاء خطاب يخصص جانباً كبيراً منه للحديث عن سياسة مصر الخارجية، ويتعهد فيه بعمق اكثر من ذي قبل باحترام اتفاقية كامب ديفيد المبرمة، بين مصر واسرائيل، ليتجاوز بذلك الخطوط العريضة المتعلقة بهذا الملف، والتي تلاها في السادس والعشرين من شهر حزيران (يونيو) المنصرم فور فوزه في الانتخابات الرئاسية، وقال مرسي حينئذ: quot;إنه يحترم كافة الاتفاقيات الدولية التي ابرمتها مصر في الماضيquot;.

إلقاء خطاب برغبة من واشنطن وتل ابيب

وتشير التسريبات العبرية إلى أن اوباما ابلغ اسرائيل وقادة اللوبي اليهودي في واشنطن بأنه تلقى تعهدات من الرئيس المصري محمد مرسي بإلقاء هذا الخطاب وفقاً لرغبة الإدارة الأميركية وإسرائيل، كما قال اوباما لقادة اليهود في الولايات المتحدة إن الإدارة الأميركية تتطلع إلى خطوة علنية سيتخذها مرسي خلال الايام القليلة القادمة، وهي اعادة المصادقة على اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية.

ونقل تقرير التلفزيون الاسرائيلي عن دوائر سياسية في القدس الغربية قولها: quot;إنه بدلاً من أن ينتظر أوباما وفاء الرئيس المصري المنتخب بالتعهدات التي قطعها على نفسه، خاصة المتعلقة بموقفه من العلاقات المصرية الإسرائيلية، اوفد منذ ايام مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز إلى القاهرة، للقاء مرسي وعدد من كبار الشخصيات المصرية، دونما أن تتضمن اللقاءات أي حديث عن اتفاقية السلام المبرمة بين القاهرة وتل ابيب، وفي أعقاب لقاء بيرنز ndash; مرسي، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن المسؤول الأميركي سلم مرسي دعوة رسمية من اوباما لزيارة البيت الابيض في ايلول (سبتمبر) المقبل، ولم يعلق بيرنز على تصريحات المتحدث المصري بالسلب أو بالايجاب، خاصة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستقوم بزيارة الى القاهرة في الرابع عشر من الشهر الجاري للقاهرة، وستستبق الزيارة بزيارة مماثلة إلى اسرائيلquot;.

إلى ذلك اشارت الدوائر الاسرائيلية إلى أنه في سياق ايجاز للصحافيين بعد لقائه الرئيس المصري، نفى بيرنز بشدة أن تكون الرسالة التي سلمها للرئيس المصري تضمنت أي حديث عن اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية، في المقابل وتعبيراً عن حالة السخط التي انتابت اسرائيل جراء الموقف الأميركي وتجاهل أوباما للتعهدات التي قطعها على نفسه، اعلن ديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلي السبت الماضي أن نتنياهو حث على استكمال بناء السياج الحدودي على الحدود المصرية الاسرائيلية، وإعادة الانتشار الامني على طول السياج.

8 مطالب أميركية من الرئيس الجديد

التسريبات العبرية عادت للحديث مجدداً عن مطالب الإدارة الأميركية من الرئيس المصري المنتخب، وقالت التسريبات إن اوباما رهن دعم ادارته للرئيس المنتخب بتنفيذه تلك المطالب، وهي:
1.إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب استمرار العملية الديمقراطية في مصر، وأنها تتطلع إلى رؤية الكيفية التي سيتعامل بها الرئيس المصري المنتخب مع عدد من القضايا.

2.يجب على ادارة الرئيس مرسي ضمان حقوق الانسان والمواطنين في مصر، وتخص الولايات المتحدة بذلك حقوق المرأة والأقليات الدينية خاصة الاقباط.

3.أن يحتل ملف العلاقات المصرية الاسرائيلية وحفاظ مرسي على اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية جدول اولويات سياسة مصر الخارجية.

4.تتطلع الإدارة الأميركية إلى اتخاذ مرسي اجراء علنياً يعاود فيه التأكيد على دعمه واحترامه بشكل مفصّل لاتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية.
5.ترغب الإدارة الأميركية في الوقوف عن كثب على الخطوات التي سيتخذها مرسي لمكافحة تفشي ظاهرة الارهاب في شبه جزيرة سيناء وإعادة السيطرة المصرية عليها.

6.وقف الحملات الدعائية في الاعلام المصري ضد الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، ويشمل هذا المطلب وقف الحملات الاعلامية ضد منظمات المجتمع المدني الغربية العاملة في مصر.

7.اذا لم يبدأ مرسي في تنفيذ هذه المطالب، فلن يتلقى دعوة رسمية من الإدارة الأميركية بزيارة واشنطن، وتعليقاً على هذا البند قالت دوائر سياسية اسرائيلية إن ادارة اوباما لم تفِ بتعهداتها، عندما تلقى الرئيس المصري دعوة بزيارة البيت الابيض.

8.اذا لم يلتزم الدكتور مرسي بهذه المطالب، فلن تستغل الولايات المتحدة نفوذها على البنك الدولي، لتخفيف الاعباء الاقتصادية على مصر، والتي من شأنها عرقلة مسار الرئيس المصري الجديد، خاصة أن مرسي اعترف بأن المهمة الاولى التي يتبناها هي كيفية توفير الاموال اللازمة للمرافق الاقتصادية المصرية.