بيشاور:يواجه اكثر من 240 الف طفل في شمال غرب باكستان خطر الاصابة بالشلل بسبب الخلاف مع طالبان المتحالفين مع القاعدة والذين يسيطرون على جزء من المنطقة ويعارضون حملات التلقيح، كما اعلن مسؤولون حكوميون الجمعة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مسؤول في وزارة الصحة quot;قد نضطر الى الغاء حملة التلقيح ضد شلل الاطفال في منطقتي شمال وجنوب وزيرستانquot; النائيتين المتاخمتين للحدود الافغانية.

واضاف هذا المسؤول quot;تلقينا تهديدات من طالبان، وقد نعرض فرقنا للخطر اذا ما ارسلناهم الى هناكquot;، موضحا انها تحتاج ايضا الى موافقة الجيش.

وقال فواد خان مدير الاجهزة الطبية في المناطق القبلية في الشمال الغربي، ان 160 الف طفل على الاقل في شمال وزيرستان و80 الفا في جنوب وزيرستان مهددون بالشلل اذا لم يتلقوا اللقاح.

وفي مطلع تموز/يوليو، اعلن زعيم الحرب الطالباني الباكستاني حافظ غول باهادور الذي يقاتل رجاله قوات الحلف الاطلسي على الجانب الاخر من الحدود الافغانية، انهم سيتصدون لأي عملية تلقيج ضد شلل الاطفال في معقلهم شمال وزيرستان احتجاجا على الهجمات التي تشنها عليهم الطائرات الاميركية بلا طيار في المنطقة.

ومنذ ذلك الحين، بدأت السلطات مناقشات مع طالبان، الموجودين ايضا في جنوب وزيرستان لاقناعهم بالتراجع عن قرارهم.

ويشتبه المتمردون في استخدام هذه الحملة الصحية لاغراض تجسسية.

وفي 2011، ساهمت حملة تلقيح نظمتها بطريقة سرية وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) في ابوت اباد شمال البلاد، في اقناع الاميركيين بوجود اسامة بن لادن في المنطقة.

وحكم بالسجن 33 عاما على الطبيب الباكستاني شكيل افريدي الذي قام بحملة التلقيح تلك، بعد اعتقاله على اثر الهجوم على بن لادن.

وفي بداية تموز/يوليو، افادت دراسة نشرتها مجلة لانست الطبية ان شلل الاطفال بلغ في 2011 في باكستان اعلى مستوياته منذ عشر سنوات بسبب تعدم حصول الاطفال على التلقيح الكافي.

ويصيب هذا المرض المعدي جدا الاطفال الذين تقل اعمارهم عن الخمس سنوات، ويمكن ان يصيبهم بالشلل خلال ساعات، وقد يؤدي احيانا الى وفاتهم.