باب الهوى: في شمال غرب سوريا، وجدت الحركة المسلحة ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد حلفاء متحمسين للقتال الى جانبها، هم اسلاميون قدموا من دول عدة عربية واجنبية للانضمام الى المعركة. الا ان هؤلاء بدلا من تبني شعارات quot;الثوارquot; الداعية الى الديموقراطية واسقاط النظام، يؤكدون انهم قدموا الى سوريا quot;لاسقاط العلويينquot; الذين ينظرون اليهم على انهم quot;كفارquot;.

في باب الهوى، المعبر الحدودي مع تركيا الذي سيطر عليه الاسبوع الماضي الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش النظامي ومقاتلين مدنيين، يمكن رؤية عشرات المقاتلين الذين يقولون انهم يأتون من دول عربية او اسلامية، مثل الجزائر والمغرب والسعودية وتونس... وكذلك من الشيشان او الصومال.

ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من 16 شهرا ثم تحولها من حركة سلمية الى نزاع عسكري دام، تتهم السلطات المعارضة باستقدام مقاتلين من تنظيم القاعدة، مؤكدة ان لا وجود لحركة احتجاج، انما هي quot;مؤامرةquot; من الخارج تشارك فيها دول اجنبية وخليجية.

ويصعب تحديد عدد المقاتلين الاسلاميين الاجانب على الاراضي السورية، في وقت لا يقر المقاتلون المعارضون بدور لهؤلاء في المعركة. ويقول مقاتل في محافظة حماة (وسط) يقدم نفسه باسم ابو عمار ويقول انه يقود مجموعة من 1200 عنصر quot;لن نسمح بتاتا بان يكون هناك موطىء قدم للقاعدة هنا. الثورة للسوريين فقطquot;.

الا ان هذا لا يمنع وجود اسلاميين يؤكد بعضهم انه تجاوب مع دعوات الى الجهاد تنشر على مواقع على شبكة الانترنت. وبين هذه الدعوات، بيان صادر عن quot;القيادة العسكرية لجماعة راية الحق والجهاد في العراقquot; ومنشور على موقع quot;شبكة الجهاد العالميquot; يدعو الى quot;فتح باب التطوع للجهاد في سورياquot;.

على موقع quot;منتديات شبكة حنينquot;، يكتب quot;أمير المؤمنينquot; أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي quot;للمجاهدين في بلاد الشامquot; ليحثهم على المضي في quot;ثورتهمquot;، quot;امضوا بارك الله فيكم، واياكم ان ترضوا بحكم او دستور غير حكم الله وشريعته المطهرةquot;.

ويدعوهم الى quot;اعادة الدولة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود المصطنعة ولا بجنسية غير الاسلامquot;. اما حركة فتح الاسلام التي كشف وجودها للمرة الاولى في لبنان العام 2007، فتتبنى هجوما على سيارة عسكرية في محافظة حلب (شمال) في بلدة اعزاز. وجاء في بيان التبني الموقع باسم quot;فتح الاسلام: الكتيبة الراشدةquot; انه quot;قتل ثلاثون من جنود الكفر الروافض في اعزازquot;.

وقتل في نيسان/ابريل الماضي زعيم فتح الاسلام عبد الغني جوهر خلال مشاركته في معارك في سوريا. وكان مطلوبا بتهمة قتل جنود في الجيش اللبناني في عملية تفجير في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وتزداد الدعوات الى المشاركة في القتال في سوريا مع ارتفاع وتيرة العنف في البلاد.

وفي هذا الاطار، كتبت quot;شبكة أنصار الشامquot; على الانترنت quot;على العالم ان يعلم جيدا ان الوضع في سورية بدأ يستقطب شبانا عربا تدب في انفسهم الحمية للدفاع عن الدماء والاعراض في سورية، وهم على اتم الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل دخول الاراضي السورية والالتحاق بالثوار والمجاهدينquot;.

وكتب منتدى حنين ايضا ان quot;المئات من أبطال ليبيا يقاتلون النظام النصيري في سوريا تحت امرة لواء الأمةquot;. على مقربة من الحدود، في قرية سورية قريبة من حلب، شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس مجموعة من الاسلاميين الاجانب المتمركزين في مبنى اداري استولى عليه المعارضون.

وبين هؤلاء تركي واوكراني واثنان او اكثر من جمهورية الشيشان وباكستانيون، الى جانب المقاتلين السوريين. وبدا هؤلاء منظمين، وشوهدوا يتدربون في ملعب لكرة القدم قريب من مركزهم على الجري والرمي من اسلحتهم الخفيفة.