عناصر مجاهدي خلق يتظاهرون ضد ترحيلهم |
أعلن العراق اليوم مع انتهاء مهلة نقل سكان مخيم أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة شمال بغداد إلى مخيم الحرية الجديد قرب العاصمة، من دون اكتمال هذه العملية أنه قد اصبح من حقه اتخاذ أي إجراء يراه مناسبا لتحقيق هذا الهدف، وسط مخاوف عبر عنها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من هجوم جديد ثالث للقوات العراقية ضد سكان أشرف.
لندن: قال مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب لقاء مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; وسفراء دول اوروبية إن مهلة إغلاق مخيم أشرف (85 كم شمال شرق بغداد) انتهت هذا اليوم، بحسب الاتفاق المعقود بين الحكومة العراقية وممثلي أشرف والأمم المتحدة في 25 كانون الاول (ديسمبر) عام 2011 لإكمال عملية نقل السكان البالغ عددهم 3400 فرد إلى مخيم الحرية (ليبرتي) قرب مطار بغداد الدولي بنهاية الشهر الحالي تموز. وشدد على أنه مع عدم تنفيذ هذه المهلة، أصبح من حق السلطات العراقية quot;اتخاذ أي إجراء بحق أشرفquot;.
وأضاف أن السلطات العراقية بحثت مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ومنظمات شؤون اللاجئين وبعثة يونامي، رؤية العراق الخاصة بسكان مخيمي أشرف والحرية ومصالح العراق على أراضيه. وأشار إلى أن الحكومة العراقية ترحب بأي مقترح يقدم بشأنإغلاق مخيم أشرف وتسوية أوضاع سكانه سواء من الاتحاد الأوروبي او المنظمات الدولية والانسانية لاستضافة هؤلاء السكان على اراضيها ليتم نقلهم من العراق إلى تلك الدول.
ومن جهته، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; مارتن كوبلر إن من يعيش على الأراضي العراقية، عليه احترام سيادة الدولة سواء أكانوا من سكان أشرف ام من غيرهم. وأشار إلى أنه من خلال زياراته إلى المخيمين فقد لاحظ quot;أن المعايير الإنسانية جيدة جدا في معيشة هؤلاء السكان ومراعية لحقوق الانسانquot;. وأكد ضرورة التزام سكان أشرف quot;بتعهداتهم للحكومة العراقية كما التزمت هي بذلك وبالتالي يجب عليهم مغادرة العراقquot;.
وكانت الحكومة العراقية بدأت نقل سكان مخيم أشرف البالغ عددهم 3400 فرد في شباط الماضي إلى مخيم الحرية/ ليبرتي حيث تم فعلا نقل ألفين منهم في خمس مجموعات لكن عمليات النقل هذه توقفت في الخامس من أيار (مايو) الماضي حيث لا يزال هناك في أشرف حوالى ألف و200 شخص من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.
ومنذ عام 1986، يأوي معسكر أشرف شمال شرق بغداد عناصر لمنظمة مجاهدي خلق وهي جماعة إيرانية معارضة . ولم تخف الحكومة العراقية الحالية رغبتها في التخلص من المخيم وتحت ضغط من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مددت بغداد في أواخر العام الماضي مهلة لإغلاق المخيم من 31 كانون الاول الى 30 نيسان (ابريل) المقبل ثم إلى 31 تموز (يوليو) الحالي.
المعارضة الإيرانية تعبر عن مخاوف من هجوم جديد للقوات العراقية
ومن جهته، اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن انعقاد هذا المؤتمر حول مخيم أشرف بغياب ممثلين عن سكانه يفقده المصداقية معتبرا إياه تحضيرا لما أسماه بمجزرة جديدة يتم التهيؤ لها ضد هؤلاء السكان الذين أكدوا ان المجموعة السادسة منهم ستتوجه إلى مخيم الحرية (ليبتري) البديل، ريثما تتوفر المتطلبات الإنسانية فيه.
وفي رسائل إلى الدبلوماسيين المقيمين في بغداد، أبلغ ممثل quot;أشرفquot; بمواقف سكان مخيم أشرف ان الحكومة العراقية تنوي من خلال عقد هذا المؤتمر دون مشاركة ممثلي هؤلاء السكان، او محاميهم quot;تبرير تصرفاتها القمعية ضدهم، والتحضر لمجزرة جماعية ثالثة لأن مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بغدادلم يعد جهة محايدة ويقف إلى جانب النظام الإيراني، وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ولذلك فإن القرارات الصادرة عن هذا المؤتمر ضد السكان تفتقر إلى أدنى مصداقيةquot;.
وأشار المجلس الوطني للمقاومة في بيان صحافي من مقره في باريس أرسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; اليوم إلى أن الحدود الدنيا للمتطلبات الإنسانية لسكان المخيمين مطلوبة الان بشكل ملح حيث إنه منذ شباط (فبراير) 2012 قد تم نقل ثلثي سكان مخيم أشرف الواقع شمال شرق بغداد وعددهم 2000 شخص إلى مخيم الحرية /ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي، ضمن خمسة مجاميع وذلك دون توفير الحدود الدنيا من المتطلبات الإنسانية . وأضاف انه في الوقت الذي كانت البنى التحتية في ليبرتي غير كافية بشدة رغم الانتهاك المستمر للمعايير الإنسانية وحقوق الإنسان فيه، فان السكان قد اثبتوا حسن النية .. واعتبر ان اي تهديد quot;لا يكشف الاّ عن النوايا المشؤومة للحكومة العراقية، وعن لعبة السيد كوبلر ضمن إطار مخطط معد من قبل النظام الإيراني والحكومة العراقيةquot; بحسب مجلس المقاومة.
عناصر مجاهدي خلق خلال مغادرتهم معسكر اشرف |
وكان مخيم أشرف قد تعرض لهجومين نفذتهما القوات العراقية حيث أسفر الأول يومي 28 و29 تموز عام 2009 عن مقتل 13 شخصا من السكان، فيما اصيب 370 اخرون بجروح ... بينما وقع الهجوم الثاني في 18 نيسان (ابريل) عام 2011 وأدى إلى مقتل 36 شخصا وإصابة حوالى ألف آخرين.
وشدد المجلس المعارض على أن المطلوب الآن تحقيق ثمانية من المتطلبات الإنسانية لسكان مخيم الحرية/ليبرتي الجديد وهي:
ايصال ليبرتي إلى منظومة المياه الوطنية أو ضخ المياه من النهر القريب من المخيم، ونقل ستة مولدات للكهرباء ذات قدرة 1.5 ميغا واط، بيع الممتلكات المنقولة وغير المنقولة للسكان، بناء الحد الأدنى من التسهيلات الضرورية للمعاقين والمرضى في ليبرتي، نقل الآليات الخدمية الست والكارفانات الستة الخاصة للمعاقين، اضافة إلى نقل الرافعات شوكية الخمس وكذلك 50 حافلة نقل الركاب من أشرف إلى الحرية.
وأشار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أنه وفقا لهذا المشروع، فإن السكان على استعداد لتنفيذه على نفقتهم من خلال التعاقد مع مقاولين عراقيين لمدة شهر واحد من يوم إعلان الحكومة العراقية موافقتها، ثم تنتقل المجموعة السادسة إلى ليبرتي. وأوضح ان الحكومة العراقية ترفض العمل بهذا المشروع البسيط العملي وتخطط لمجزرة ثالثة.
يذكر أن منظمة مجاهدي خلق تأسست عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران وبعد قيام الثورة الإسلامية في عام 1979 عارضت النظام ثم التجأ كثير من عناصرها إلى العراق في بداية ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988 . وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران ومقره فرنسا .
التعليقات