كشفت مقابلة أجرتها شبكة سي بي إس الأميركية، عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، مع مواطن سوري، يدعى حسام، عن الحياة المزدوجة التي يعيشها في خضم الثورة التي تشهدها بلاده للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد كشفه عن عمله كموظف حكومي وتعاونه في الوقت نفسه مع الجيش السوري الحر، حيث يعمل كقائد وكشخص متخصص في تصنيع القنابل لمواجهة القوات النظامية.


حسام متحدثاً إلى الشبكة الأميركية بعد الاستعانة بمؤثر بصري لإخفاء هويته

أشرف أبو جلالة من القاهرة: في هذا الحوار المثير، الذي نجحت الشبكة الأميركية في إجرائه مع حسام من سريره في المستشفى، الذي قدم إليه قبل بضعة أيام في مدينة طرابلس اللبنانية لكي يزيل طلقة نارية سكنت كتفه الأيسر، أضاف قائلاً: quot;كنت عضواً في حزب البعث الحاكم. وقد أصبت في معركة وأنا أقاتل كقائد محلي مع الجيش الحر، الذي يسعى إلى الإطاحة بالأسد الذي يفترض أنني أعمل لديه، وأنني موالٍ له أثناء تواجدي في الوظيفةquot;.

ثم مضت الشبكة تشير إلى أن حسام يعيش بهذا الشكل منذ 13 شهراً في غرب سوريا، بالقرب من محافظة حمص. وتابع حديثه بالقول: quot;أعمل مع حكومة الأسد نهاراً، وفي الليل ألتحق بالثوار. وقد رُشحت للمنصب الذي أشغله حالياً في الحكومة مرتين. وأنا لست خائفاً. كما إنني سعيد لخوضي غمار القتال منذ البداية. وكانت تتمثل مهمتي في توفير الحماية لقلعة الحصن والناس من حولهاquot;. وهي البناية التي يعود تاريخها إلى ما قبل 1000 عام، ويزعم أن قوات الأسد قامت بنسفها بالفعل.

ورغم سعادة حسام بالكشف في تلك المقابلة عن كامل اسمه، إلا أن الشبكة رفضت ذكر الاسم بالكامل في هذا التقرير، خشية تعرّض أسرته التي لا تزال في سوريا لأية مخاطر.

أشار حسام، متحدثاً للشبكة من خلال مترجم، إلى أنه كانت له يد، بفضل المنصب الذي يشغله في الحكومة، في منح قروض حكومية ومساعدات أخرى إلى المزارعين في المنطقة. وأضاف أن منصبه ساعده على معرفة كثير من التفاصيل المتعلقة بالطريقة التي يعمل من خلالها حزب البعث، وأنه ثار على النظام بسبب ما كان يشاهده.

وأكمل حسام بقوله: quot;لم أحب الطريقة التي كان يتعامل من خلالها الأسد مع المدنيين، إضافة إلى أنه كان يميّز بين طوائف الشعب، فكان يذهب الجزء الأكبر من المساعدات المرتبطة بالقطاع الزراعي إلى العلويين الذين يشكلون أقلية. بينما كان يُخَصَّص مقدار ضئيل للسنة (الذين يشكلون الغالبية في المنطقة التي يقطنها حسام وفي البلاد بشكل عام)quot;. كان هذا الإهمال من جانب الحكومة بحق السنة، ومن بينهم حسام، من ضمن الأسباب التي دفعتهم إلى حمل السلاح ضد نظام بشار الأسد.

رغم صعوبة التحقق من روايات حسام، شأنها شأن الكثير من المعلومات التي تخرج من سوريا، إلا أنها تتطابق مع تقارير مستقلة. وعاود حسام ليقول إنه كان يترأس وحدة قوامها 20 رجلاً لحماية القلعة من وابل نيران مروحيات ودبابات النظام.

أضاف أن تخصصه هو العبوات الناسفة، التي تستخدم إلى جانب رشاشين وبعض القذائف الصاروخية للدفاع عن القلعة التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر، والتي سبق لمنظمة اليونسكو أن صنفتها باعتبارها من الأماكن التي تحظى بقيمة عالمية كبرى.

ولفت حسام في سياق حديثه كذلك إلى أنه أصبح خبيراً في صناعة المتفجرات، مشيرًا إلى أن المكونات التي يستخدمها تتوافر بسهولة في السوق المحلية. وعن إصابته الأخيرة، قال حسام إن أحد زملائه قاده على متن دراجة بخارية قرب الحدود، بعد استبعاد إمكانية تلقي العلاج داخل مستشفى في سوريا خشية إلقاء القبض عليه. وأوضح أنه استعان بإحدى الطرق السرية كي يتمكن في الأخير من بلوغ طرابلس، وختاماً أكد أنه سيعود إلى ساحة القتال حين يتعافى من أجل إلحاق الهزيمة بالأسد.