اوغلو مجتمعا في كركوك مع محافظها نجم الدين كريم |
تباينت مواقف القوى السياسية العراقية بين التأييد والرفض لزيارة وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو إلى اقليم كردستان العراق ومدينة كركوك، بينما طالب العراق الجامعة العربية اعتبارها انتهاكا لسيادته فيما دعت قوى عراقية لسحب السفير العراقي من تركيا، في وقت سحب رئيس الحكومة العراقية طلبه من البرلمان سحب الثقة عن نائبه القيادي في الكتلة العراقية صالح المطلك.
لندن: قال ياسين مجيد النائب عن دولة القانون بزعامة المالكي إن زيارة اوغبة إلى اقليم كردستان ومحافظة كركوك دون معرفة من الحكومة العراقية في بغداد انتهاك للسيادة العراقية ودعا إلى سحب السفير العراقي في انقرة احتجاجا على الزيارة . وأضاف في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم أن هذه الزيارة التي تمت تحت حماية قوات إقليم كردستان من البيشمركة استهتار باستقلال العراق وسيادته وتجاوز يجب عدم السكوت. وطالب الجامعة العربية باعتبار هذا التصرف انتهاكا لسيادة العراق مؤكدا أنها تنقاطع مع الأعراف الدبلوماسية الدولية.
وأشار مجيد إلى أن الغرض من الزيارة كان التباحث حول الأزمة السورية فهذا شأن سيادي يتعلق بالحكومة الاتحادية واذا كانت لمناقشة تحركات حزب العمال الكردستاني فهناك لجنة تنسيقية بين كردستان وبغداد ويمكن البحث معها من خلال القنوات الدبلوماسية الرسمية في بغداد. وشدد بالقول quot;
لا يمكن لاحد ان يزايدنا على القومية التركمانية وهي ثالث قومية ومكون أساسي في العراق وهذا ما أقره مجلس النواب خلال الايام الماضية quot;.
ومن جهتها، دعت القائمة العراقية في كركوك الأطراف السياسية والحكومة العراقية إلى عدم تصعيد الموقف واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية لتجاوز الأزمة واعتبرت ان أي تصعيد ستكون له انعكاسات لا تخدم مصالح العراق والمنطقة عموما في ظل التوتر الاقليمي والاوضاع التي تشهدها سوريا .
وقالت القائمة في بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot; ان زيارة وزير الخارجية التركي لاقليم كردستان ومحافظة كركوك قد اثارت ردود افعال متباينة وحاولت بعض الاطراف السياسية والحكومية تصعيد الموقف واستغلال هذه الزيارة لخلق ازمة جديدة و زيادة التوتر مع تركيا بما ينعكس سلبا على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الجارين .
وطالبت quot;الأطراف التي هاجمت الزيارة و صعدت المواقف عليهم أن يسألوا انفسهم عن الزيارات السرية وغير المعلنة من أطراف إقليمية معروفة تتدخل بشكل سافر في الشأن العراقي في حين أن زيارة وزير الخارجية التركي قد تمت بتغطية إعلامية وكانت معلنة وغير سريةquot;في اشارة إلى زيارات لمسؤولين ايرانيين سرا إلى العراق. واضافت أن مسألة السيادة الوطنية لا يمكن أن تكون انتقائية وتخضع للمصالح الضيقة او تكون جزءا من الصراعات السياسية على المستوى المحلي او الاقليمي .
وقالت إن الكتل السياسية المتنفذة والحكومة العراقية تتحمل مسؤولية كبيرة لما وصلت إليه الأوضاع نتيجة لعدم انتهاجها سياسة متوازنة ومحايدة مع دول الجوار الاقليمي تحمي المصالح الوطنية للعراق وشعبه بكافة مكوناته .
ومن جهتها احتجت الحكومة العراقية على الزيارة مؤكدة انها لم تجر بموافقتها. وقالت وزارة الخارجية العراقية ان زيارة اوغلو لكركوك جرت quot;بدون علم وموافقة الوزارة ومن دون اللجوء إلى القنوات الرسمية والدبلوماسيةquot;. وأضافت في بيان أن quot;هذه الزيارة نعتبرها نوعا من الانتهاك الذي لا يليق بتصرف وزير خارجية دولة جارة ومهمة مثل تركيا، وهو يشكل فضلا عن ذلك تدخلا سافرا بالشأن الداخلي العراقيquot;. وأشارت إلى انه quot;ليس من مصلحة تركيا أو اي جهة أخرى الاستهانة بالسيادة الوطنية وانتهاك قواعد التعامل الدولي، وعدم الالتزام بابسط الضوابط في علاقات الدول والمسؤولينquot;. واستغربت quot;موقف حكومة الاقليم التي سهلت هذه الزيارة دون علم الحكومة الاتحاديةquot;، معتبرة انها quot;تخالف بذلك مسؤولياتها الدستوريةquot;.
أما رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي فقد اقال ان quot;على التركمان ان يعملوا على تقوية العلاقة مع تركيا، والشيعة مع إيران، والسنة مع دول الخليج، بما يحفظ للعراق وحدتهquot;. وأضاف إن quot;زيارة اوغلو لكركوك مهمة وهي الأولى من نوعها لمسؤول تركي يزور المحافظة منذ 1976quot; مؤكدا أنها quot;خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا ومد جسور التعاون بين الجانبينquot;. واشار إلى ان التركمان مكون رئيس يعلب دورا كبيرا في التقارب العراقي التركي.
أما نائب محافظ كركوك ركان سعيد quot;لم نبلغ بالزيارة الا قبل نصف ساعة ونحن نرى ان هذه الزيارة هي شخصية وليس لها هدف دبلوماسي وسياسي ما دامت لم تمر عبر القنوات الرسمية الاتحاديةquot;. ومن جهته اعتبر من جهته الشيخ عبد الرحيم مرشد العاصي القيادي في المجلس السياسي العربي في المدينة في تصريح لفرانس بريس ان quot;زيارة داود اوغلو لم تتم عبر بوابة بغداد لذا نحن لا نؤيدها ونرفض اي مقررات قد تتم على خلفيتها ولا بد من احترام سيادة العراق وحكومتهquot;.
وكان داود اوغلو قال خلال زيارته لكركوك التي استمرت بضع ساعات quot;كنت منذ مدة طويلة انوي زيارة كركوك لكنني اخترت شهر رمضان لانه شهر مباركquot;. واضاف ان quot;كركوك بتاريخها العريق ووضعها الحالي الخاص تشكل نموذجا للشرق الاوسط، قوتها تكمن في التعايش السلمي منذ عقود بين العرب والاكراد والتركمانquot;.
وزار اوغلو خلال وجوده في كركوك مقر الجبهة التركمانية وقلعة كركوك ومراقد دينية واثرية وقبور الضباط والجنرالات العثمانيين الذين دفنوا في مقبرة في القلعة.
وتعمق زيارة داود اوغلو لكركوك التوتر الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين على خلفية احداث سوريا واستقبال انقرة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المطلوب للقضاء العراقي والغارات التي تشنها الطائرات التركية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق.
وانتقدت تركيا في نيسان (أبريل) الماضي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي متهمة إياه باحتكار السلطة ورد المالكي باتهام تركيا بتحولها إلى جهة عدائية وإلى السعي للهيمنة على المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وفي ايار (مايو) أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها استدعت السفير التركي في بغداد للاحتجاج على quot;بعض انشطةquot; القنصلين التركيين العامين في مدينتي البصرة الجنوبية والموصل الشمالية قبل ان تندد تركيا بتظاهرة امام قنصليتها في البصرة تم خلالها احراق العلم التركي.
وتعد محافظة كركوك (255 كم شمال بغداد) التي يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة من أبرز المناطق المتنازع عليها التي عالجتها المادة 140 من الدستور العراقي وفي الوقت الذي يدفع العرب والتركمان باتجاه المطالبة بإدارة مشتركة للمحافظة يسعى الاكراد إلى إلحاقها بإقليم كردستان العراق .
رئيس الوزراء العراقي يلغي طلبه سحب الثقة عن نائبه المطلك
بارزاني مجتمعا مع المطلك |
أعلن مصدر نيابي عراقي ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد بعث بطلب إلى مجلس النواب لسحب طلب سابق كان تقدم به اليه لححب الثقة عن نائبه القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك . وقال إن هيئة رئاسة المجلس تسلمت خطابا من رئيس الوزراء يطلب فيه سحب طلب حجب الثقة عن المطلك .
ويقوم المطلك حاليا بزيارة إلى اقليم كردستان قادما من تركيا حيث أجرى مباحثات مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني تعلقت بالعلاقة المتأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان تمهيد لإيجاد تفاهمات تفضي إلى تجاوز الخلافات الحادة التي تصاعدت بين الجانبين . كما تناولت المحادثات الوضع السياسي في العراق من جميع جوانبه حيث تم التأكيد على ضرورة استمرار المحاولات وعلى جميع المستويات للوصول إلى حل جذري لكافة المشاكل والمسائل العالقة بين القوى السياسية وبين حكومتي بغداد واربيل.
وقد اجتمع المطلك مطلع الأسبوع الحالي في أنقرة مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حيث بحثا مجمل الاوضاع الاقليمية وامكانية تصفية الاجواء بين حكومتي بغداد وانقرة. واوضحت مصادر شبه رسمية أن المالكي كلف المطلك خلال اللقاء الذي جمعهما مؤخرا بتقويم العلاقة مع تركيا وعدد من دول الجوار .
ومن المنتظر أن يستأنف المطلك الأسبوع المقبل مشاركته في اجتماعات الحكومة وكانت هذه الخطوة متوقعة بعد ان مهدت وساطات سياسية لعودته إلى ممارسة مهامه نائبا لرئيس الوزراء والموقوف عنها منذ ستة اشهر بعد وصفه للمالكي بالدكتاتور.
وكانت الأزمة بين ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والقائمة العراقية بزعامة علاوي قد تصاعدت منذ اواخر العام الماضي عقب إصدار مذكرة قبض بحق القيادي بالعراقية الهاشمي بتهمةquot;الإرهابquot; فضلاً عن تقديم المالكي طلباً إلى البرلمان بسحب الثقة من المطلك بعد وصفه للمالكي بأنه quot;ديكتاتور لا يبنيquot; الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديم طلب إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في 29 كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب وفي السادس من شباط (فبراير) الماضي إنهاء مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.
التعليقات