شكل انشقاق الشيخ عبد الجليل السعيد بسبب مواقفه المنتقدة للنظام والمؤسسة الأمنية فيه، هزة داخل المؤسسة الدينية الرسمية السورية التي لطالما هادنت النظام، وعملت على تثبيت شرعيته.


الشيخ عبد الجليل السعيد

ملهم الحمصي: حاورت quot;إيلافquot; الشيخ عبد الجليل السعيد، إمام جامع إحسم في جبل الزاوية، وعضو هيئة العلماء الأحرار في سوريا، بعد انشقاقه... لتوضيح معالم المؤسسة الدينية ورؤيته للثورة السورية. وفي ما يلي نص الحوار.

- الشيخ عبد الجليل.. كيف تنظر إلى الثورة السورية، وقد أتمت من عمرها عاماً ونيف؟
هذه الثورة نؤكد أنها ليست من صناعة أحد، هي من صناعة الواحد الأحد، واستمرارها رهن بصبر الثوار وصمودهم، رغم كل الصعوبات وشح موارد الدعم، فمن المفارقات أنه مسموح للشرق والغرب دعم النظام لقتلنا، وليس مسموحًا لنا التفكير والتحذير من مغبة ترك الثوار يواجهون مصير الذبح والدمار.

- حدثنا عن ظروف انشقاقك؟
إنشقاقي عن المؤسسة الدينية كان في مطلع العام الحالي، وكنت قبل ذلك قد شاركت في الثورة من بدايتها، مذ توليت مهمة الخطابة لجامع مدينة أحسم الكبير في جبل الزاوية، حتى تاريخ منعي من قبل الأمن، واعتقالي في إدلب على يد الأمن العسكري، وقد تم اختياري بعد ذلك من قبل المفتي العام أحمد حسون، ووزير الأوقاف عبد الستار السيد، لتمثيل المؤسسة الدينية في الحوار الوطني العام في سوريا في الشهر العاشر والحادي عشر من 2011، واعتقلت بعد انتقادي خلال الحوار المؤسسة الأمنية والدينية والحزبية، وبقيت 12 يومًا في المخابرات الجوية في حلب، ثم أفرج عني، وهربت إلى لبنان، وأعلنت إنشقاقي من إسطنبول التي أقيم فيها الآن.

- كيف تنظرون إلى مساهمة أبناء الريف السوري في الحراك الدائر؟، وما هي معلوماتكم عن حجم المشاركة وتفاعل أبناء الريف السوري في الثورة؟
الريف السوري منبع دائم للثورة والتغيير، رغم كل التهميش والفرقة التي زرعها النظام بينه وبين أبناء المدن، ومما لا شك فيه أنها ثورة الريف بكل معنى الكلمة، ومعادلة حلب تقول هذا بكل صراحة، وجل الثوار والأحرار الآن فيها من أبناء الريف.

- ما رأيك في واقع تشتت جهود تيارات المعارضة السورية وعدم قدرتها على التوحد حتى الآن؟
المعارضة السورية أقسام وفرق منها:
المقتنع.. وهذا مفيد وقليل
والمنتفع.. وهذا كثير وخطر
والمتسلق: وهذا ظاهر وتصدر المشهد
والمعارض الطامح إلى المكانة، وهؤلاء للأسف مدعمون مخولون وممولون.
المعارضة بذلك صارت جزءًا من المشكلة، وليست بوابة الحل، والشارع لا يعوّل عليها حقيقة، بل يطمح إلى التخلص منها في أقرب فرصة.

- كيف ترى تعامل الإعلام العربي والدولي والسوري مع الأزمة السورية؟
الإعلام الحر عمومًا مشكور، ولكن بصدق حتى هذا الإعلام لم ينقل إلا جزءًا بسيطًا من حقيقة الثورة والمأساة السورية.

- كيف ترى موقف المؤسسة الدينية الرسمية مما يجري في سوريا؟، وفي الوقت نفسه موقف بعض العلماء السوريين الذين أعلنوا تأييدهم أخيراً للثورة؟
المؤسسة الدينية الرسمية، كما هو معلوم، جزء مهم من تركيبة النظام، سواء بالظاهرين منها والمستترين، وبحق أقول: سيكون حساب هؤلاء شعبيًا عسيرًا، والعلماء الأحرار، الذين أحمد الله أنني منهم، شاركوا في الثورة وقادتها من اليوم الأول، والشيخ أحمد الصياصنة والدكتور عماد الدين رشيد خير مثال.

- ما رأيكم في اشتباكات حلب الأخيرة، وهل سوف تنجح في تحرير المدينة كما يقول الثوار؟
ما يجري في حلب هو ما يلي: حرب تحرير بكل معنى الكلمة.. موقع حلب يفرض ذلك.. واقع حلب يفرض ذلك .. ريف حلب يفرض ذلك .. والتحرير مستمر بفضل الله.

- ما المطلوب لدعم الثوار والناشطين داخل سوريا؟
الثوار بحاجة إلى الآتي: وحدة قادة الجيش الحر والمجلس العسكري، التقليديين منهم والحقيقيين، من أجل تنظيم الصفوف وضخامة المعارك.. ودعم الذخيرة المستمر.. وتقديم الأصلح منهم والأقدر على زرع المحبة في قلوب السوريين، خصوصًا في المدن المحررة، والبعد عن الخلافات الجزئية. متجمعون هم، ولكن معظمهم غير منظم.