الاشتباكاتتتواصل في حلب

سقط صباح اليوم الاثنين أكثر من عشرين قتيلاً جراء الاشتباكات وعمليات القصف المتواصلة في سوريا وخاصة في مدينة حلب، في حين انفجرت عبوة ناسفة في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، واتهم المجلس الوطني السوري النظام اليوم بارتكاب مجزرة في حماه.


بيروت: تتواصل عمليات القصف والاشتباكات الاثنين في مدينة حلب شمال سوريا والتي حصدت اليوم تسعة قتلى، ما يرفع عدد ضحايا العنف في سوريا هذا الصباح الى 28 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد في بيان الى مقتل تسعة مواطنين في مدينة حلب هم قائد كتيبة معارضة quot;سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدينquot;، بالاضافة الى خمسة مدنيين جراء القصف على مبنى القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة.

واضاف المرصد أن اعمال القنص في حي سيف الدولة أدت الى مقتل شاب، بالاضافة الى مدني من حي باب النيرب بنيران القوات النظامية خلال اسعافه الجرحى، ومدني ثامن في حي الحمدانية بظروف مجهولة. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل تسعة مدنيين، منهم ثمانية بينهم طفلان إثر اطلاق نار وقصف رافق اقتحام قرية حربنفسه، بالاضافة الى مدني تاسع قتل برصاص قناص في حي الصابونية في مدينة حماه.

وشهد ريف دمشق مقتل خمسة مقاتلين معارضين اثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد. وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدة في القصف على حي الصناعة، بالاضافة الى رقيب منشق في اشتباكات شهدتها المدينة.

وشهد ريف ادلب (شمال غرب)، مقتل مواطن إثر اصابته بشظايا جراء القصف على مدينة معرة النعمان. وحصدت أعمال العنف في سوريا أمس الاحد 131 قتيلاً، هم 79 مدنيًا وعشرة من المقاتلين المعارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 42 من القوات النظامية خلال اشتباكات في دمشق وريفها، وادلب وحماة ودير الزور وريف دمشق وحمص وحلب ودرعا.

هذا وانفجرت عبوة ناسفة الاثنين في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما ادى الى وقوع اصابات لم تعرف طبيعتها بعد، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وافاد التلفزيون أن quot;هجومًا بالمتفجراتquot; استهدف مكاتب الادارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية.

واكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في اتصال مع التلفزيون الرسمي أن quot;هناك بعض الجرحى من الزملاء لكن لم يقع قتلىquot;، مشيرًا الى أن quot;الاصابات خفيفة وطفيفةquot;. واوضح الزعبي أن quot;العبوة وضعت في مكان ما في الطابق الثالثquot;، حيث يجري العمل على اكتشاف ما حصل، مشيرًا الى وجود اضرار في الطابق.

وشدد على أن الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون quot;ستستمر في العملquot;، معتبرًا أن التلفزيون quot;يستهدف بسبب جرأتهquot;. وقال إنه quot;بالمعنى السياسي نعرف من يقف خلف هذه العمليات ومن يمول هذه العمليات ومن يريد أن يخرب هذه البلادquot;.

ورأى أن هذه العملية تبين quot;قذارة وحقارة وسفالةquot; من يقف وراء هذه quot;المجموعة المتآمرةquot; في quot;قطر أو السعودية أو تركيا أو الموساد الاسرائيلي أو أي جهة اخرىquot;.وهناك هجوم غير مسبوق استهدف في 27 حزيران/يونيو الماضي مبنى قناة quot;الإخبارية السوريةquot; الرسمية في ريف دمشق ما أدى الى مقتل ثلاثة صحافيين واربعة من حراس مبنى القناة.

وهاجم مقاتلون معارضون منذ يومين مبنى الاذاعة والتلفزيون في حلب شمال البلاد وفجروا عبوات ناسفة حول المبنى بعدما اضطروا للانسحاب بسبب قصف الجيش النظامي على المبنى. وتبنت quot;جبهة النصرةquot; السبت الماضي مقتل المذيع في التلفزيون السوري الرسمي محمد السعيد الذي خطف منتصف تموز/يوليو.

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود عبرت عن قلقها ازاء مصير المذيع في 24 تموز/يوليو، داعية خاطفيه الى اطلاق سراحه مشيرة الى أن quot;اطراف النزاع لا يجب أن تستهدف وسائل الاعلام والصحافيين، سواء اكانوا محترفين أو مواطنينquot;.

إلى ذلك، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان صباح الاثنين القوات النظامية بارتكاب quot;مجزرةquot; بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماه وسط البلاد، معتبرًا أنها تأتي في اطار quot;سياسة تهجير طائفيquot; واضحة.

واتهم المجلس وهو احد اكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج، quot;قوات النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي غير بعيد عن منطقة الحولة في ريف حمصquot;، والتي كانت شهدت مجزرة في أيار/مايو الماضي ذهب ضحيتها 108 اشخاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولفت البيان الى أن قوات النظام quot;قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8 آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلةquot;، قبل أن تقوم هذه القوات quot;باقتحام البلدة ما ادى الى اصابة أعداد كبيرة من المدنيين أحصي منهم حتى اللحظة أكثر من 40 شهيدًا و120 جريحًا كثير منهم في حالة خطرةquot;.

بعض المناطق السورية تبدو شبه خالية سوى من المقاتلين

واضاف المجلس أن quot;الاجرام والرغبة الجامحة بالقتل والترهيب بلغا حد قيام القوات الامنية والعسكرية وعصابات الشبيحة القادمة من قرى مجاورة موالية للنظام، بمطاردة الاهالي الفارين من البلدة واستهدافهم بالرصاص الحي وبالاسلحة البيضاءquot;.ولفت الى أن هذه العملية quot;لا تزال متواصلة وممتدة للعديد من القرى والبلدات في تلك المنطقةquot;.

وادان المجلس quot;هذه المذبحة الوحشيةquot;، مؤكدًا أنها quot;تأتي في اطار سياسة تهجير طائفي واضحة المعالمquot;. وحمل quot;رأس النظام السوري (الرئيس السوري بشار الاسد) واعوانه المسؤولية الكاملة عن تنفيذ سياسة ابادة بحق الشعب السوريquot;، محذرًا افراد القوات النظامية الذين يشاركون في هذه الاعمال بأنهم يرتكبون جرائم quot;لا تسقط بمرور الوقت ولا بالعفو ولا بحجة تنفيذ الاوامر العسكريةquot;.

وعبر المجلس عن quot;خيبة الامل العميقةquot; من رد فعل المجتمع الدولي، مدينًا الموقف quot;غير الاخلاقيquot; للدول الداعمة للنظام. وفي هذا السياق، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى سقوط 11 قتيلاً مدنيًا في حربنفسه، بينهم ثمانية منهم طفلان إثر اطلاق نار وقصف رافق اقتحام القرية التي شهدت امس الاحد مقتل ثلاثة اطفال ايضًا.

ويصعب التأكد من ارقام الضحايا من مصدر مستقل منذ توقفت الامم المتحدة عن احصاء القتلى في اواخر العام 2011، بينما يتعذر التحقق من الاحداث الميدانية بسبب الوضع الامني والقيود المفروضة على تنقل الصحافيين.