جاء انهيار المبادرة الأممية بشأن سوريا،والمكاسب التي حققها الثوار وأدت الىفتح ممر من تركيا إلى حلب، وسلسلة الانشقاقات الرفيعة المستوى، لتشكل نقطة تحول في الأزمة السورية وفي الخطط التي تضعها إدارة الرئيس أوباما للتأثير على المحصلة النهائية.


الإدارة الأميركية تنظر حالياً في خيارات عدة منها زيادة مستوى التعاون الاستخباراتي مع الجيش السوري الحر

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي يضغط فيه بعض المسؤولين الأميركيين، خاصة من العاملين في وزارة الخارجية، من أجل تقديم المزيد من المساعدات المباشرة للمعارضة السورية، فإن سياسة الإدارة الأميركية مازالت تركز حتى الآن على المساعدات غير المميتة، وعلى التخطيط لليوم الذي سيلي سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي رحلة لتركيا مقررة في مطلع الأسبوع المقبل، تم الترتيب لها على عجل، تخطط وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمقابلة شخصيات من المعارضة السورية بعيداً عن القادة الذين يعيشون في المنفى، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية.

أوردت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن هذا المسؤول قوله: quot;الآن وبعد أن ابتعدنا عن الأمم المتحدة، وفي ظل حدوث كثير من الأمور في داخل سوريا، ترغب كلينتون في التحدث والتواصل مع الناشطين الذين يناضلون في الميدانquot;.

وفي تصريحات أدلت بها خلال زيارة كانت تقوم بها يوم أمس الى جنوب أفريقيا، لم تتطرق كلينتون إلى المطالب التي يرددها المقاتلون منذ فترة طويلة بخصوص الحصول على مساعدات عسكرية من جانب الولايات المتحدة. وقالت بدلاً من ذلك quot;تشير بالفعل حدة أعمال القتال في حلب، إلى جانب الانشقاقات، إلى الطريقة التي بات من الضروري أن نتعامل بها سوياً، وأن نعمل من أجل إتمام خطة نقل السلطة بشكل جيدquot;.

ورغم الانشقاقات والمكاسب التي يحققها الثوار، إلا أن مسؤولاً أميركياً آخر على دراية بالنقاشات، أوضح أن الإدارة مازالت غير متأكدة من هويات ودوافع كثير من شخصيات المعارضة في سوريا. وأضاف هذا المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته شأنه شأن آخرين حاورتهم الصحيفة، أن هناك تغييرات مستمرة في المعلومات الاستخباراتية بشأن أي الجماعات التي تهيمن على قرى ومناطق بعينها داخل سوريا.

وتابع مسؤول الإدارة الأميركية الموجود في واشنطن بقوله: quot;لا يبدو وكأن هناك حكومة في الانتظار أو أن هناك قائداً سرياً يتواجد في مكان ماquot;. وأعقبت واشنطن بوست بتأكيدها أنه في الوقت الذي لا تخطط فيه كلينتون لمقابلة ممثلين عن الجيش السوري الحر، فإن الهدف من وراء زيارتها لتركيا هو إجراء مقابلات مع شخصيات من المعارضة تشارك بشكل مباشر في الأحداث والتطورات التي تشهدها سوريا.

مقاتل من الجيش السوري الحر وسط الدمار

كما إنها ستجري محادثات مع المسؤولين الأتراك المنغمسين بشكل أكبر مع حركة المعارضة السورية. وأشارت الصحيفة من جهتها إلى أن القرار الذي اتخذته كلينتون بزيارة تركيا يوم السبت المقبل في نهاية رحلة تقوم بها الى دول عدة أفريقية جاء ليعكس مشاعر القلق التي تراود تركيا بشأن احتمال اندلاع حرب أهلية طويلة على حدودها، وكذلك المشكلات التي يحدثها عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الحدود.

وقال هنري باركي من جامعة ليهاي: quot;لا يعرف الأتراك ماذا يريدون. فنحن لا نمتلك سياسة واضحة. ولما نتوقع منهم أن تكون لديهم سياسة واضحة؟، وأنا أرى أن الخطوة المقبلة ستكون عبارة عن نشاط عسكري، وهم لا يريدون القيام بذلك. وحتى على الرغم من معارضتهم الشديدة لنظام الأسد، إلا أن ذلك لا يحظى بدعم داخل تركياquot;.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية تنظر حالياً في خيارات عدة، منها زيادة مستوى التعاون الاستخباراتي مع الجيش السوري الحر، وتقديم معدات اتصال إضافية. وأضافت أن هناك خيارات أخرى، من بينها استخدام سلاح الجو لحماية الممر المؤدي إلى حلب، وزيادة الأسلحة التي يتم منحها إلى الثوار عبر دول عدة في المنطقة.