الرباط: نظم ناشطون حقوقيون مساء الخميس تحركا احتجاجيا امام سفارة اسبانيا في الرباط مطالبين بتعويض سكان الريف (شمال) ما خلفته حرب الغازات السامة التي خاضتها اسبانيا ضد المقاومة المغربية في بداية عشرينات القرن الماضي.
وقال ادريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان التي دعت الى التحرك quot;لقد كان هناك تضييق علينا من طرف السلطات المغربية، ونحن نحمل الحكومة وزر التهاون في المطالبة بحقوق تضمنها المواثيق الدولية لحقوق الانسانquot;.
وطالبت الرابطة في بيان بquot;تعويض سكان الريف عن حرب الغازات السامة (حرب الريف)، التي خاضتها اسبانيا في المنطقة في عشرينات القرن الماضي وتقديم اعتذار عن هذه الجرائمquot;.
وخلفت هذه الحرب (1921-1926) التي استعملت فيها اسبانيا الغازات السامة نحو 3000 قتيل والكثير من الأمراض المزمنة لدى سكان منطقة الريف.
كما تسببت الغازات السامة، بحسب دراسات أنجزت عن منطقة الريف، بتلوث البيئة وتسميم المياه والهواء والقضاء على المزروعات والثمار.
واستعملت اسبانيا الغازات السامة في حرب الريف، بعد هزيمتها في معركة أنوال (تموز/يوليو 1921)، وفشلها في اخماد ثورة الأمير عبد الكريم الخطابي لتحرير الشمال المغربي من الاستعمار، معتمدا في ذلك حرب العصابات تبنتها في ما بعد كثير من الحركات المطالبة بالاستقلال.
واعتبر السدراوي ان quot;للدولة المغربية مقاربة فاشلة في التعامل مع ملف الغازات السامة، تماما كطريقة التعامل مع ملف المهاجرين المغاربة في اسبانيا، بحيث تعتبر الدولة هذه الملفات ورقة للتفاوض والضغط تقايض بها الاسبان على ملف الصحراءquot; الغربية.
ودعا سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي بشكل مفاجىء خلال احدى جلسات البرلمان قبل ايام، الحكومة الإسبانية الى تعويض سكان الريف عن حرب الغازات السامة.
وحمل الوزير اسبانيا ما حدث خلال الفترة الاستعمارية، معتبرا انه quot;ينبغي على إسبانيا ان تعترف بالمظالم والتجاوزات التي اقترفتها في الريفquot;، من دون ان تعلن الحكومة اجراءات محددة في المستقبل لمعالجة هذا الملف مع السلطات الاسبانية.
التعليقات