انتخابات خلف للبابا شنودة دخلت مرحلة الحسم |
دخلت انتخابات بطريرك الأقباط الأرثوذوكس في مصر مرحلة متقدمة وحاسمة، حيث أعلنت قائمة المرشحين لخلافة البابا شنودة الثالث، وهي مؤلفة من 17 مرشحا بينهم 7 أساقفة.
القاهرة: دخلت انتخابات بطريرك الأقباط الأرثوذوكس في مصر مرحلة الحسم، لاسيما في ظل إعلان قائمة المرشحين لخلافة البابا شنودة الثالث. وبلغ عدد المرشحين 17 مرشحاً من الأساقفة والرهبان، وغالبيتهم من الدائرة الضيقة التي كانت تحيط بالبابا الراحل، ومن المنتظر أن يتم استبعاد عشرة منهم، لتنحصر المنافسة بين سبعة فقط، يكون أحدهم هو البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة المصرية. فيما كشف المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لـquot;إيلافquot; أن القائمقام الأنبا باخميوس وضع ضمن أوراق الترشح ورقة تتضمن تعهدا خطيا يكتبه المرشح بأن يعدل لائحة إنتخاب البطريرك في حال فوزه بالمنصب.
الدائرة الضيقة
وتضم القائمة مجموعة من الأساقفة والرهبان الذين كانوا يشكلون الدائرة الضيقة للبابا شنودة الراحل، ويبلغ عدد الأساقفة سبعة، بينما يبلغ عدد الرهبان عشرة، وهم:
الأنبا يؤانس، و كان يشغل منصب السكرتير الخاص للبابا شنودة، واسمه الحقيقي عوني عزيز، حاصل على بكالوريوس الطب جامعة أسيوط عام 1983، وهو أصغر الأساقفة سناً، حيث يبلغ من العمر 47 عاماً، و هو المسؤول عن ملف العلاقات الدولية في الكنيسة، ولذلك فهو يتمتع بعلاقات قوية مع أقباط المهجر، ودوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأميركية.
الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس، منذ العام 1985، وهو رئيس لجنة المحاكمات الكنسية، ولد في العام 1942 ، في مدينة المنصورة وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة. ورغم أن رهباناً وقساوسة تقدموا ضده بالعديد من التظلمات والشكاوى في ما يخص المحاكمات الكنسية، إلا أن البابا شنودة الراحل، لم يكن يلتفت إليها، لأن بيشوى كان يحظى بثقة البابا المطلقة، وتسبب بيشوى بأزمة شديدة بين المسلمين والمسيحيين في مصر في منتصف العام 2010، عندما قال فيها إن بعض النصوص القرآنية وضعت بعد وفاة الرسول، واضطر البابا شنودة للإعتذار للمسلمين، وهو معروف بتشدده، وأثار مؤخراً أزمة عندما دعا القبطيات للإقتداء بالمسلمات في الإحتشام وإرتداء الحجاب.
الأنبا بطرس الأسقف العام، ولد في العام 1949 في محافظة الشرقية، وهو خريج كلية الزراعة، ورسم أسقفا في 2 يونيه 1985، وكان مقرباً من البابا شنودة أيضاً، وهو قليل الكلام و نادر الظهور إعلامياً.
الأنبا روفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وهو من مواليد العام 1954 في محافظة القاهرة، وتخرج في كلية الطب جامعة عين شمس، وصار أسقفاً بتاريخ 15 يونيو/ حزيران 1979. واسمه العلماني ميشيل عريان، ويحظى بدعم أساقفة القاهرة والوجه البحري، ويتمتع بحب الأقباط نظراً إلى هدوئه، وإلتزامه الصمت حيال اللغط السياسي، ولا يحبذ عمل رجل الدين بالسياسة.
الأنبا تاودروس أسقف عام البحيرة، وهو مواليد العام 1952 في محافظة الدقهلية، وتخرج في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية.
الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط، مولود في العام 1948 بمدينة القاهرة، وتخرج في كلية الطب، في العام 1974، والتحق بالعمل في الكنيسة 13 يونيه 1976.
الأنبا كيرولوس أسقف ميلانو في إيطاليا، ولد في العام 1952 في محافظة سوهاج، وهو خريج كلية الهندسة 1972، وتمت رسامته أسقفاً بتاريخ 22 يونيو/ حزيران 1986، والتحق بالعمل الكنسي في ميلانو بتاريخ 2 يونيو/ حزيران 1996.
عشرة رهبان
وتشمل قائمة المرشحين مجموعة من الرهبان عددهم عشرة، وجميعهم وجوه غير معروفة للمصريين، نظراً لكونهم دائمي التعبد في الأديرة، وهم: الراهب أنسطاسي، تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة العام 1962، من دير جبل القلمون في محافظة المنيا، وولد في مدينة الأقصر في العام 1939. الراهب مكسيموس الأنطوني، المولود في العام 1954، وحاصل على بكالوريوس الزراعة، كما حصل على دراسات عليا في علوم المتاحف من أميركا، وهو راهب في دير الأنبا أنطونيوس البحر الأحمر. الراهب روفائيل أفامينا مواليد 1924 محافظة القاهرة حاصل على ليسانس حقوق جامعة عين شمس.
وتضم القائمة ثلاثة رهبان من دير السيدة العذراء المعروف باسم دير السريان، وهم: باخميوس السريانى المولود في العام 1963 في محافظة أسوان، وهو حاصل على بكالوريوس علوم وتربية. إضافة إلى دانيال السرياني، المولود في العام 1962 في محافظة قنا، وحصل على ليسانس علوم وتربية ودبلوم الدراسات القبطية. وثالثهم هو سارافيم السرياني، المولود في العام 1959 ، وتخرج في كلية العلوم جامعة عين شمس في العام 1982. وينتمي إثنان من المرشحين الرهبان إلى دير الأنبا بيشوى في وادي النطرون، وهو واحد من أكبر الأديرة في مصر، وهما: بيجول الأنبا بيشوى المولود في العام 1951، والحاصل على ليسانس الهندسة قسم ميكانيكا.
والآخر هو شنودة الأنبا بيشوى، المولود في العام 1943 في محافظة المنيا، والحاصل على بكالوريوس في العلوم اللاهوتية. وتضم القائمة مرشحين من دير الأنبا بولا البحر الأحمر هما: الأنبا بولا المولود في العام 1964 في مدينة المنصورة، والحاصل على بكالوريوس زراعة جامعة الإسكندرية. والراهب ساويرس الأنبا بولا، المولود في العام 1959 في مدينة الزقازيق، والحاصل على بكالوريوس الطب في العام 1985.
مفاضلة بين المرشحين
وتحدث المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لـquot;إيلافquot; عن أن هناك مفاضلة ستجري بين المرشحين السبعة عشرة، لتصفيتهم إلى سبعة مرشحين فقط، وأوضح أن هناك عدة معايير لهذه المفاضلة، من أهمها قضاء 15 سنة في الرهبنة، وسيكون الراهب الذي قضى المدة في الدير أفضل من نظيره الذي لم يقضها في الدير، إضافة إلى التزكيات، فالأعلى في التزكيات ستكون له الأولوية، مشيراً إلى أن الشهادات العليا ودرجات الدكتوراة، وإجادة اللغات الأجنبية سيكون لها اهمية عند المفاضلة بين المرشحين.
وأضاف جبرائيل أن أسماء المرشحين سوف تعرض لمدة شهر ونصف الشهر للطعن بها، ثم يعلن موعد الإنتخابات بعد ذلك بشهر، متوقعاً أن تجري إنتخابات البطريريك في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ولفت جبرائيل إلى أن الإنتخابات سوف تجري بين سبعة مرشحين فقط، على أن يدخل الثلاثة الحاصلون على أعلى الأصوات القرعة الهيكلية، وتجري أمام الهيكل المقدس، مشيراً إلى أن أول طفل دون الرابعة من العمر يدخل الكنيسة في اليوم الذي ستجري فيه القرعة، يعهد إليه سحب ورقة من الأوراق الثلاث التي تتضمن أسماء المرشحين الثلاثة، ويكون صاحبها هو البطريرك، رقم 118 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.
تعديل اللائحة إلزامي
وكشف جبرائيل أن الأنبا باخميوس القائمقام، وضع ضمن شروط الترشح إقراراً يكتبه المرشح بخط اليد، يتعهد فيه تعديل لائحة إنتخاب البطريرك، مشيراً إلى أن قيادات الكنيسة تدرك جيداً أن اللائحة بحاجة إلى التطوير، ويدركون أن البابا شنودة لم يرغب في تعديلها حتى لا يقال إنه يمهد الطريق أمام شخصية معينة لخلافته.
وحول ما يقال عن أن القرعة الهيكلية تبطل الإنتخابات، قال جبرائيل إن الأقباط يؤمنون أن إختيار البطريرك إلهي، والقرعة الهيكلية قرعة إلهية، فقد يكون الأعلى في عدد الأصوات ارتكب أفعالاً ساهمت في حصوله على تلك الأصوات، لذلك تجري القرعة بين الثلاثة الذين يحصلون على عدد الأصوات الأعلى، مشيراً إلى أن البابا شنودة الراحل كان أقل المرشحين الثلاثة في الأصوات عندما جرى اختياره للمنصب.
التعليقات