مركبة تم تدميرها على الحدود عقب الهجوم الغادر على الجنود المصريين |
شكلت أحداث سيناء اختبارا مبكرا لرئيس الجمهورية المصري المنتخب، محمد مرسي، وكثرت الروايات حول تفاصيلها ومن الذي يتحمل مسؤولية ارتكابها، الى جانب أحاديث عن تداعيات ما يجري حالياً على طبيعة العلاقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين.
القاهرة: خلص مسؤولون مصريون وإسرائيليون وأميركيون إلى أن الأشخاص الذين قاموا بتنفيذ الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش مصرية على الحدود قبل بضعة أيام وأسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً هم جزء من quot;جماعة متطرفةquot; لم يحددوها بعد.
وطبقاً للروايات الرسمية التي تم تداولها عقب الحادث، فمنفذو الهجوم باغتوا المجندين والضباط أثناء تناولهم وجبة الإفطار، وقتل ثمانية منهم في المعركة التي نشبت بعد ذلك بالأسلحة النارية، قبل محاولتهم اختطاف حاملة جنود مدرعة وإخفاقهم في المساعي التي بذلوها لعبور الحدود المصرية الإسرائيلية.
ومع هذا، فإن كثيرًا من المراقبين يرون أن تلك الرواية الرسمية غير متقنة إلى حد بعيد. فالحكومة المصرية نادراً ما تخلص إلى نتائج سريعة بشأن أي شيء إلا إذا كان لدى القادة ما يخفونه، ما يسفر عادةً عن رواية منقوصة لا يميل كثيرون إلى تصديقها.
ولفتت في هذا الصدد مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن الرواية التي تتحدث عن تورط جماعة غامضة من المتشددين، قد أدت الغرض المطلوب، وتركت الصحافيين والمعلقين وباقي المصريين المتشككين أمام نظريتين: إما أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأجهزة المخابرات المصرية هم من خططوا للعملية من أجل إحراج الرئيس المصري الجديد دكتور محمد مرسي أو أن الموساد الإسرائيلي هو من قام بها.
وفي خضم كل هذه التكهنات، فُقِدَت التأثيرات السياسية المهمة وغير المتوقعة لذلك الهجوم. وتابعت المجلة بقولها إن ما جعل حادث رفح أكثر إثارةً للاهتمام عن باقي الحوادث التي سبق أن وقعت في سيناء، هو احتمالية تسببه بكسر الجمود السياسي في مصر.
فقد بدا الأمر في البداية وكأن مرسي يتحمل قدرا كبيرا من مسؤولية الهجوم رغم نبرته الصارمة التي تحدث بها بعد ذلك. بينما كان لا بد ربما لمختلف الأحزاب والجماعات والفصائل السياسية في مصر أن تصب أعمال العنف التي وقعت في مدينة رفح في مصلحتها السياسية. وهو ما حاولت أن تفعله حركة 6 أبريل وحركة كفاية وغيرهما من الحركات الأقل شهرة على أمل تحسين صورتها السياسية المتراجعة الآن.
ثم تحدثت المجلة عن تداعيات ما يجري في مصر حالياً على طبيعة العلاقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين، مشيرةً إلى أن المواجهة القائمة بين الطرفين أدت إلى حدوث جمود يتسم بسلسلة من الأفكار السياسية التكتيكية التي تدوم فقط حتى تجبر الظروف الإخوان والضباط على التوصل لأرضية يقومون فيها بتسوية خلافاتهم.
وبينما يبدو أن موقف مرسي ضعيف حالياً، فإن هناك ميزتين واضحتين ربما مكنتاه من صب الهجوم في مصلحته السياسية هما: لفظ عدم كفاءة اللواء مراد موافي، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، وحقيقة أن مرسي رئيس منتخب شعبياً.
وختمت المجلة بتأكيدها على سابق ما أوضحته النيويورك تايمز وواشنطن بوست وإصدارات صحافية كبرى أخرى بخصوص أن العنف الذي وقع في سيناء كان اختباراً quot;ملحاًquot; و quot;أساسياًquot; لمرسي في quot;علاقته المتوترة مع الجيشquot;. وأنه جاء بمثابة quot;الاختبار المبكرquot;، بالفعل، ويبدو أن رئيس مصر الجديد قد تجاوزه بسهولة متناهية.
التعليقات