صدمت الأوساط الإعلامية لنبأ يفيد أن الصحافي الهندي-الأميركي فريد زكريا اعترف بارتكابه جرم laquo;السرقة الأدبيةraquo;. ونتيجة لهذا علقت مجلة laquo;تايمraquo;، التي يعمل لها، وlaquo;سي إن إنraquo; التي يقدم فيها برنامجًا أسبوعيًا مساهماته، بانتظار تحقيق قد يعني سقوطًا محزنًا لنجم ساطع.


فريد زكريا يقدم برنامجه الأسبوعي على laquo;سي إن إنraquo;

صلاح أحمد: صار الكاتب الأميركي - الهندي فريد زكريا علمًا في أركان الدنيا بفضل كتاباته وتحليلاته الثاقبة في الشؤون الدولية والسياسة الأميركية الخارجية. وقد بدأ مشوار شهرته العالمية خلال توليه رئاسة تحرير laquo;نيوزويك إنترناشونالraquo; (2000 - 2010)، إلى حين اختطفته منافستها الرئيسة laquo;تايمraquo;، التي يعمل فيها حتى الآن. ومنذ 2008 وهو يطل على العالم عبر شاشة laquo;سي إن إنraquo; في برنامج سياسي أسبوعي يحمل اسمه.

على أن سمعة هذا الصحافي الكاتب المحلل الحائز عددًا من أرفع الجوائز والأوسمة العالمية تلقت ضربة موجعة في الأسبوع الحالي عندما أعلنت laquo;تايمraquo; وquot;سي إن إنquot; عن تعليق عمله لديهما، متهمًا بإحدى أسوأ الجرائم لرجل في مقامه، وهي السرقة الأدبية. والواقع أن زكريا لم يماطل حول الأمر، فأقرّ به على الفور، واعتذر قائلاً إنه ارتكب خطأ فادحًا.

تأتي هذه الصدمة من خلال مقال كان مفترضًا نشره في عدد laquo;تايمraquo; المقبل، ويتناول فيه هذا الكاتب الأسباب التي يتعيّن أن تحدو بالحكومة الأميركية إلى إحكام قيودها على توافر الأسلحة النارية الشخصية لكل قادر على شرائها تقريبًا.

ووفقًا لوسائل الإعلام الغربية، التي تداولت النبأ على نطاق واسع، فقد laquo;استعارraquo; زكريا مقاطع في مقالته من مقالة أخرى كانت البروفيسيرة في جامعة هارفارد، جيل ليبور، قد نشرتها في عدد 23 أبريل / نيسان الماضي من مجلة laquo;ذي نيويوركرraquo;، وتناولت فيها الموضوع نفسه.

لسوء حظ زكريا فقد التقط محرر (أو محررة) في مجلة laquo;تايمraquo; أوجه التشابه والتطابق بين مقالة زكريا ومقالة البروفيسيرة ليبور. ولدى مواجهته بالأمر، أصدر الكاتب الهندي - الأميركي بيانًا جاء فيه ما يلي:

زكريا (الأول من اليسار) وسط عدد من الشخصيات العالمية في ملتقى دافوس الاقتصادي

laquo;تشير تقارير إعلامية إلى أن فقرات من مقالتي للعدد المقبل من مجلة laquo;تايمraquo; مشابهة بشكل كامل لفقرات وردت في مقالة كتبتها جيل ليبور في عدد 23 أبريل من مجلة laquo;ذي نيويوركرraquo;. هذا زعم صحيح، ولا يسعني حياله سوى الإقرار بأنه كان خطأ فادحًا. هذا تجاوز خطر ومسؤولية الخطأ فيه تعود بشكل كامل إلى شخصي. لهذا أتقدم باعتذار غير مشروط لجيل ليبور ولهيئة التحرير في laquo;تايمraquo; ولقرائي كافةraquo;.

من جهتها قالت laquo;تايمraquo; في بيان لها إنها تقبل اعتذار زكريا، لكنها قررت تعليق عمله لمدة شهر من الآن، تجري خلاله التحقيقات في هذا الأمر. وقال الناطق باسم المجلة: laquo;ما فعله زكريا ينتهك معاييرنا الصحافية، التي تقضي بألا يكون الإنجاز قائمًا على الحقائق وحسب، وإنما أن يتصف بالأصالة والإبداع أيضًا، سواء على مستوى الفكرة أو اللغة المستخدمة للتعبير عنهاraquo;.

أما laquo;سي إن إنraquo; فقالت إن مدونة شخصية (بلوغ) يكتبها زكريا على موقعها الإلكتروني احتوت على مواد تستدعي التحقق من منابعها، وإلى ذلك الحين فهي تعلق عمله أيضًا. يأتي كل هذا في أعقاب انتقادات كانت صحيفة laquo;بوسطن غلوبraquo; قد وجّهتها إلى الكاتب الهندي - الأميركي قبل فترة قصيرة، وجاء فيها أنه ألقى في العام الحالي محاضرة في حفل تخرج في جامعة هارفارد، وأعادها بالحرف في حفل تخرج آخر في جامعة ديوك.