نائب الرئيس المصري محمود مكي

القاهرة: قام محمود مكي الذي عين الاحد نائبا للرئيس المصري محمد مرسي، بدور رئيس في تحويل غضب قضاة مصر في العام 2005 من تغوّل السلطات التنفيذية في شؤون القضاء، الى تمرّد واسع أرق نظام حسني مبارك ما جعل اسمه يتردد في أوساط المعارضة آنذاك كمرشح للرئاسة يمكن الدفع به في مواجهة سيناريو quot;توريثquot; الحكم.

في الثامن من نيسان (أبريل) 2005، كان نادي قضاة الاسكندرية يوشك على إنهاء اجتماع طارئ عقده لبحث مقاطعة القضاة للاشراف على انتخابات مجلس الشعب عندما انتزع محمود مكي الميكروفون ليطلب من زملائه تصعيدا قويا في مواجهة نظام مبارك، مخالفا على الملأ رأي شقيقه الاكبر احمد مكي الذي اصبح اليوم وزيرا للعدل في حكومة هشام قنديل التي شكلها مرسي مطلع آب (أغسطس) الجاري.

ونجح محمود مكي (58 عاما) الذي كان احد نواب رئيس محكمة النقض المصرية، في إقناع زملائه بالدعوة الى جمعية عمومية طارئة لقضاة مصر في ناديهم في القاهرة، تلك التي كانت بداية حركة تمرد مدوية للقضاة طالبت بقانون جديد للسلطة القضائية يضمن استقلالها وبضمانات كي لا يصبح القضاة quot;شهود زورquot; على انتخابات مجلس الشعب التي كان من المقرر إجراؤها بعد شهرين والتي كان الجميع يتوقعون تزويرها.

ولمع نجم محمود مكي منذ ذلك الحين واتجهت اليه كاميرات الاعلام خصوصا بعد ان احاله نظام مبارك، مع زميله هشام بسطويسي، الى لجنة تأديب بتهمة quot;اهانة القضاءquot; مطلع العام 2006 وبدأت المعارضة المصرية التفكير في ترشيح أحدهما لخوض انتخابات الرئاسة في مواجهة مبارك بعد ان باتا رمزين مهمين لمقاومة قمع نظامه.

لكن مكي الذي يزن كلماته ومواقفه بدقة، كان يرد باقتضاب على من يدعونه لخوض سباق الرئاسة قائلا quot;نحن قضاة ونريد أن نظل قضاة مستقلينquot;. لم يعرف عن هذا الرجل متوسط القامة الذي تعلو الابتسامة وجهه معظم الوقت، انتماؤه إلى تيار سياسي بعينه في اي وقت ولكنه يأتي من اسرة من الطبقة المتوسطة المصرية الميسورة والمحافظة بطبيعتها.

وهو طلق اللسان وهادئ في الوقت نفسه واستطاع محمود مكي ان يكتسب احترام الطبقة السياسية المصرية خصوصا بسبب مواقفه الصارمة والعنيدة في مواجهة نظام مبارك. ترك محمود مكي مصر واعير للعمل في الكويت في العام 2010 وظل هناك الى ان عاد نهاية الاسبوع الماضي استعدادا لتولي مهام منصبه الجديد.

في نهاية كانون الثاني/يناير 2011 وقبل ايام من اسقاط مبارك في 11 شباط/فبراير عاد الى مصر في اجازة قصيرة وقال لوكالة فرانس برس quot;جئت لأمتع نظري بميدان التحريرquot; الذي كان بؤرة الثورة المصرية ضد الرئيس السابق.

وولد محمود مكي في مدينة الاسكندرية عام 1954 ودرس في كلية الشرطة وتخرج فيها ضابطا في وزارة الداخلية قبل ان يتركها بعد سنوات قليلة الى سلك القضاء. لم تتحدد بعد صلاحيات نائب الرئيس المصري الجديد ولكن تكهنات ثارت حول تسليمه ملف العلاقة مع السلطة القضائية التي ترغب جماعة الاخوان المسلمين في إعادة هيكلتها.