البرمجية تتجسس على كاميرات المراقبة
تثير برمجة مكافحة الإرهاب التي يطلق عليها اسم تراب واير مخاوف الكثيرين، كونها تمنح الحكومة الأميركية القدرة على التجسس على كل من يستخدم كاميرا أمنية مدنية.

أطلق نشر دفعة جديدة من الرسائل الالكترونية المسروقة على موقع ويكيليكس موجة من المخاوف والتكهنات في أنحاء العالم بشأن وجود برمجية لمكافحة الارهاب تُسمى تراب واير، قادرة على تحليل الصور التي تلتقطها كاميرات تجسسية وغيرها من المعلومات التي تتيح رصد ارهابيين يخططون لتنفيذ هجمات ومخاطر مثل هذه التكنولوجيا على الخصوصية.
وقالت وسائل إعلام بريطانية مثل موقع ميل اونلاين إن الحكومة الأميركية تتجسس على كل من يستخدم كاميرا أمنية مدنية، بحسب موقع ويكيليكس. واعتبرت مجلة quot;بي سي ماغازينquot; أن برمجية تراب واير quot;حملة تجسس أميركية سرية شاملةquot;.

ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز أن شركة تراب واير التي تبيع البرمجية في ولاية فرجينيا رفضت التعليق، مشيرة إلى أن التقارير التي تحدثت عن البرمجية التجسسية تتسم بالمبالغة. وقالت الصحيفة إن وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة اختبرت برمجية تراب واير على 15 كاميرا مراقبة في مدينتي واشنطن وسياتل، لكنّ مسؤولين أكدوا إنهاء الاختبار العام الماضي لأن البرمجية لم تكن واعدة.
وقال المتحدث باسم شرطة نيويورك بول براون إن ما ورد في الرسائل الالكترونية المسربة على ويكيليكس عن ربط 500 كاميرا في مترو انفاق نيويورك ادعاء كاذب.واضاف: quot;نحن لا نستخدم برمجية تراب وايرquot;.
موقع ويكيليكس تعرض مؤخراً للاغلاق بسبب تسريبه للرسائل حول البرمحية
وتُبحثبرمجية تراب وايرفي عشرات الرسائل الالكترونية المسربة على موقع ويكيليكس من شركة ستراتفور غلوبال انتليجنس الأمنية الخاصة في مدينة اوستن في ولاية تكساس. وكانت هذه الرسائل الالكترونية من بين كمية ضخمة من الوثائق التي سُرقت العام الماضي ومطلع العام الحالي في عمليات نفذها قراصنة الكترونيون يرتبطون بمنظمة quot;انونيموسquot; الدولية المختصة باختراق الانترنت.وهي التي قدمت الرسائل الالكترونية الى موقع ويكيليكس، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وأغلق قراصنة الكترونيون مجهولون مؤخرًا موقع ويكيليكس، ما أثار تكهنات بأن العملية كانت ردًا على تسريب الرسائل الالكترونية.
وكانت شركة ابراكساس كوربوريشن التي تأسست بمبادرة من موظفين سابقين في وكالة المخابرات المركزية الاميركية هي التي طورت برمجية تراب واير في عام 2004.ولكن ارتباط مؤسسي الشركة بالوكالة التجسسية والمواصفات المبهمة، وإن كانت مثيرة التي قدمتها الشركة عن قدرات البرمجية، أثارت ضجة على الانترنت ومخاوف من انتهاك الخصوصية.
إذ تقول المواد التسويقية الخاصة ببرمجية تراب واير إنها تستخدم كاميرات فيديو مع ما يرصده الحراس الأمنيون لتقديم وصف يتألف من 10 نقاط للأشخاص القريبين من هدف ارهابي محتمل ووصف من 8 نقاط للسيارات.
كما تسجل البرمجية quot;أنشطة رقابية مثل التصوير والقياس وارسال الاشاراتquot; وتربط هذه المعلومات ذات المصدر البشري بمعلومات اجهزة الاستشعار في القاعدة البيانية لبرمجية تراب واير.
وإذا رُصد الشخص نفسه أو السيارة نفسها في مواقع متعددة بسلوك مريب فإن البرمجية تربط بين ذلك كله في بياناتها. لكنّ بيانًا عن الخصوصية على موقع تراب واير يقول إن البرمجية لا تسجل quot;معلومات شخصيةquot;.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن جاي ستانلي المختص بدراسة المخاطر التي تهدد الخصوصية في اتحاد الحريات المدنية الأميركي قوله إن شركات عديدة حاولت استخدام هذه التكنولوجيا quot;لاكتشاف مؤامرات ارهابيةوسط محيط من المعلوماتحول الانشطة اليومية، لكن ذلك أثبت أنه صعب للغاية.quot;
وقال ستانلي quot;إن من الصعوبة بمكان بل من المستحيل على الأرجح تمييز الارهابي من بين مليارشخص بريء يقومون بأشياء اعتيادية مثل التقاط صور فوتوغرافيةquot;. واضاف أن المخاوف الحالية تبين لماذا يتعين على الحكومة أن تبدد المخاوف من المراقبة قبل تطبيق تكنولوجيات جديدة.