لندن: أعلن موقع ويكيليكس الاثنين أنه بدأ بنشر أكثر من خمسة ملايين برقية عن وكالة ستراتفور الأميركية الخاصة بالاستخبارات والتحليل الاستراتيجي.

وقال بيان لويكيليكس إن البرقيات الالكترونية، التي تمتد من تموز/يوليو 2004 حتى كانون الأول/ديسمبر 2011، تكشف عن استخدام ستراتفور quot;لشبكات مخبرين وبنى لدفع رشى وتقنيات تبييض أموال و(لجوئها إلى) وسائل نفسيةquot;.

وأضاف البيان أن quot;الوثائق تظهر كيفية عمل وكالة استخبارات خاصة، وكيفية استهدافها أفرادًا لحساب زبائنها الخاصين والحكوميينquot;. وأكد ويكيليكس أن لديه أدلة على وجود صلات سرّية بين وكالة ستراتفور وشركات، مثل لوكهيد مارتن، وأيضًا هيئات حكومية، مثل وزارة الخارجية والأمن الداخلي والمارينز ووكالة الاستخبارات لشؤون الدفاع.

ومؤسس ويكيليكس جوليان أسانج موجود حاليًا في بريطانيا، ويحاول تجنّب تسليمه إلى السويد، حيث سيتم استجوابه في شأن تهمة خطف واغتصاب. ويخشى ويكيليكس أن يكون تسليم أسانج إلى السويد مقدمة لنقله إلى الولايات المتحدة. وتسعى واشنطن إلى اعتقال مؤسس ويكيليكس، بعدما نشر الموقع الالكتروني مئات آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية.

يذكر أنّ القضاء العسكري الأميركي اتهم رسمياً الخميس الفائت الجندي الأميركي برادلي مانينغ، الذي يشتبه في أنه quot;المخبر السرّيquot; لويكيليكس، بـquot;التواطؤ مع العدوquot; قبل محاكمته، التي قد تؤدي إلى معاقبته بالسجن المؤبد.

والتزم مانينغ، الذي كان يرتدي بزته العسكرية، الصمت طوال الجلسة تقريبًا، التي استمرت ثلاثة أرباع الساعة، في قاعدة فورت ميد العسكرية في ولاية ميريلاند (شرق). وتلا المدعي العسكري الكابتن أشدن فين أمام المحلل السابق في الاستخبارات في العراق، قرار الاتهام، الذي يتضمن 22 تهمة، أخطرها quot;التواطؤ مع العدوquot;.

والجندي، البالغ من العمر 24 عامًا، متهم أيضًا quot;بالتحريض على نشر معلومات على الانترنت، مع علمه أنها قد تصل إلى العدوquot;، وquot;بسرقة ممتلكات أو وثائق عامةquot;، وquot;استخدام برامج غير مسموح بهاquot;، من أجل الحصول على معلومات سرّية، وquot;انتهاك قواعد الجيشquot;.

واكتفى مانينغ بالقول quot;نعمquot; للقاضية العسكرية ديتيز ليند، التي سألته هل فهم الاتهامات. وفضّل مانينغ الامتناع عن الإعلان عمّا إذا كان سيدفع ببراءته أم يترافع كمذنب. وقال خبير قضائي عسكري إنه يمكن أن يفعل ذلك في وقت لاحق quot;في موعد أقصاه موعد محاكمتهquot;. وكان مؤيّدوه يتوقعون أن يفعل ذلك الخميس.

ومانينغ متهم بأنه نقل إلى موقع ويكيليكس الالكتروني بين تشرين الثاني/نوفمبر 2009 وأيار/مايو 2010 وثائق عسكرية أميركية حول الحرب في العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 ألف برقية دبلوماسية من وزارة الخارجية، ما أثار عاصفة في عواصم العالم.

وفي حال أُدين في ختام محاكمته، قد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وخلال الجلسة طلبت الحكومة أن تبدأ المحاكمة في الثالث من آب/أغسطس 2012، لكن الدفاع طلب أن تبدأ في حزيران/يونيو. وطلب المحامي ديفيد كومبز من القاضية عدم تأجيل المحاكمة إلى quot;ما بعد موعد معقولquot;. وقال إن quot;برادلي مانينغ مسجون منذ 635 يومًاquot;.

وفي ختام هذه الجلسة، التي طغى عليها الطابع الإجرائي، قال معارض في منظمة كود بينك السلمية للمحكمة quot;ألا تتوجب على الجندي الإدانة بجريمة حرب؟quot;، في إشارة إلى المعلومات المتعلقة بالحرب على العراق، التي يتهم مانينغ بنشرها.

وستبدأ دراسة حوالى عشرة طلبات، تقدمت بها الحكومة والدفاع، في جلسة تمهيدية في منتصف آذار/مارس. ويطالب محامو الجندي بنشر الأدلة والرسائل الالكترونية اللازمة للقضية، بينما طلبت الحكومة فرض رقابة على المعلومات التي تعد سرّية.

وقال كومبز إن quot;الحكومة تدّعي أنه حدث تسريب عرضيquot;، في إشارة إلى رسالة الكترونية، تتضمن معلومات سرّية، أرسلتها هيئة الدفاع بدون ضمان سريتها. وأضاف quot;لم يحدث أي تسريبquot;.

ولم يحدد مانينغ بعد ما إذا كان يريد أن يمثل أمام قاض واحد أو هيئة محلفين عسكرية. ومانينغ مسجون منذ عام ونصف عام،ويقول إنه تم وضعه في السجن الانفرادي ويتعرّض للإساءة على يد الحراس، ويخضع لنظام قاس جدًا في السجن العسكري القريب من واشنطن.